حذرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الاثنين، من أن إسرائيل ستدفع ثمن تدخل رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، في الانتخابات الأميركية ووقوفه ضد الرئيس باراك أوباما والحزب الديمقراطي ودعم خصومهم الجمهوريين.

وقال الكاتب ناحوم برنياع إلى أن مسؤولين أميركيين تدخلوا في الانتخابات الإسرائيلية وأن مسؤولين إسرائيليين تدخلوا في الانتخابات الأميركية، وأن البادئة كانت من الولايات المتحدة عندما دعمت مؤسس إسرائيل ورئيس حكومتها الأول، دافيد بن غوريون، ضد خصمه مناحيم بيغن.

وأضاف برنياع أن إسحق رابين حاول مساعدة الرئيس جيرالد نيكسون من أجل إعادة انتخابه، في العام 1972، فيما حاول الرئيس بيل كلينتون مساعدة شمعون بيرس للوصول إلى رئاسة الحكومة في العام 1996.

وتابع أن نتنياهو سعى إلى مساعدة العديد من المرشحين لمجلس الشيوخ، وكانت آخر هذه المساعدات عندما دعم منافس أوباما، ومرشح الحزب الجمهوري، ميت رومني، في انتخابات الرئاسة عام 2012. وكان نتنياهو قد استقبل رومني بحفاوة بالغة في إسرائيل عشية هذه الانتخابات.

ولفت برنياع إلى أن انتخابات للكونغرس ستجري بعد شهرين، وسيجري خلالها انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، وأن هذه الانتخابات قد تسفر عن فقدان الحزب الديمقراطي الأغلبية في الكونغرس وتؤدي إلى سيطرة الحزب الجمهوري، وفي حال حدوث ذلك فإن أوباما سيتحول إلى "بطة عرجاء" وسيسعى الجمهوريون إلى إفشاله.

وأضاف أن انتخابات الكونغرس هي الآن الشغل الشاغل للمؤسسة السياسية الأميركية، "وأي حدث، من غزة إلى الموصل، ومن كييف إلى القاهرة، يقاس بموجب تأثيره على نتائج الانتخابات في تشرين الثاني المقبل. وبالنسبة لأوباما فإن هذا صراع على الحياة والموت. وكذلك الأمر بالنسبة لخصومه".

وكتب برنياع أن "البيت الأبيض ينظر إلى نتنياهو على أنه جندي في خدمة الجناح اليميني المتطرف في الحزب الجمهوري. وقد توصلوا منذ زمن طويل إلى الاستنتاج بأنشيلدون أدلسون، الذي استثمر 100 مليون دولار في محاولة إسقاط أوباما، لا يعمل لدى نتنياهو وإنما نتنياهو يعمل لديه... وكل ما يصدر عن إسرائيل يعتبر محاولة لتخريب احتمالات انتخاب المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة".

وأضاف أن "المشكلة هي أن نتنياهو تحول إلى عدو سياسي داخلي للرئيس وحزبه".

ووصف برنياع تدخل نتنياهو في الانتخابات الأميركية بأنه "خلل تاريخي" لأن هذا التدخل يضع إسرائيل خارج الإجماع الأميركي لأول مرة منذ خمسينيات القرن الماضي.

وأضاف أن هذا التدخل هو "خلل عملي" أيضا، خاصة في حال محافظة الديمقراطيين على قوتهم وعلى الأغلبية في الكونغرس "وعندها سيذكرون في البيت الأبيض إلى أي جانب وقفت حكومة إسرائيل".

لكن برنياع رأى أنه حتى في حال خسارة الديمقراطيين لسيطرتهم في مجلس الشيوخ فإن "الرئيس الذي يفقد سيطرته في المواضيع الداخلية، سيركز على المواضيع الخارجية. هكذا فعل كثيرون من أسلافه. وستلتقي إسرائيل مع أوباما ثانية، وهذه المرة سيكون اللقاء مع رئيس جريح. وقد حصل لنا أمر كهذا في الماضي مع أحد الرؤساء، وهو جيمي كارتر" الذي يعتبر في إسرائيل أكثر رئيس أميركي مناوئ لسياستها.