لا يطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على أطفالنا، إلا لأنهم يريدون اغتيال المستقبل الفلسطيني، أو إصابته بالإعاقة على أقل تقدير عنصري، والمصيبة أن (قادة المقاومة ..!!) في قطاع غزة المكلوم لا يدركون ذلك...!! والمصيبة الأكبر أنهم يواصلون خطب المواقف العدمية، بشعاراتها الثورجية، فلا ينتبهون أن هذا هو ما يدفع غالبا بأطفالنا إلى أسيجة الموت الإسرائيلية..!! وعلى الأرجح أن هؤلاء (القادة) سوف لا يدركون أي شيء من كل ذلك، طالما أنهم باتوا يستخدمون "المقاومة" كورقة مساومة لتحسين مسالك التهدئة مع إسرائيل، خدمة لمشروع الإمارة الإخواني من جهة، ولزيادة "كرم" الصراف الآلي من جهة أخرى ..!! وبهذا المعنى ولهذا السبب فإن هؤلاء (القادة) يتحملون قدرا كبيرا من المسؤولية عن إهدار حياة أطفالنا حين لا يفعلون شيئا لحمايتهم من رصاص القتل الإسرائيلي !.

لن نجادل في مسؤولية الاحتلال الإسرائيلي بهذا الشأن، فهي ثابتة بترصدها الإجرامي لأطفالنا لقصف أعمارهم الطرية، وللغاية العنصرية الصهيونية، عديمة الإنسانية التي لا تريد لفلسطين مستقبلاً ناهضًا بالعافية والكرامة والحرية، وإذ لا نجادل في مسؤولية الاحتلال، فإنَّنا سنلاحقه في محكمة الجنايات الدولية وفي مختلف محافل المجتمع الدولي لوضع حد للتغول العنصري الإسرائيلي ضد شعبنا بأطفاله وفتيانه وشبابه ورجاله ونسائه وحتَّى أسراه داخل معتقلات هذا التوغل العنصري البشع.

وبقدر ما سنلاحق الاحتلال، لا بد من ملاحقة أولئك الذين ما زالوا باستعراضاتهم الشعبوية، يعرضون حياة أطفالنا لخطر رصاص القتل الإسرائيلي، فلا ينبغي السكوت على هذا الأمر بعد الآن، لفلسطين الحق في أطفالها أن يتعلموا وأن يكبروا ليكونوا أعمدة مستقبل الحرية والاستقلال، وللطفولة الحق في فلسطينها أن تكون حاضنة وحامية لها، من أجل أن تعيش حياتها بزهو الابتهاج الحر، في ملاعب الطفولة واكتشافاتها المثيرة، هنا في هذا التقدير، وفي هذه المعرفة الأخلاقية، تكمن ثقافة المقاومة الحقة، وهنا يتجلى الإدراك الوطني والإنساني المسؤول لمعنى الطفولة ومكانتها المستقبلية، وضرورة حمايتها بأصوب سبل المحبة والعطف والحنو الأصيل، وبأعدل وأفضل القوانين، وهذا ما عبر عنه على نحو بليغ وحميم، المرسوم الرئاسي بتخصيص مقعد للطفل الشهيد حسن شلبي في المجلسين الوطني والمركزي، وتسمية قاعة اجتماعات في المقر الرئاسي باسمه، في هذا المرسوم لم يستهدف الرئيس أبو مازن تكريما للطفل الشهيد، وتخليدا لذكراه فحسب، وإنما كذلك تعزيزا لمكانته في البنيان الوطني، وتقديرا لهذه المكانة، وتشديدًا على ضرورة رعايتها، حتى بحضورها الرمزي تحت قباب أطرها الشرعية، وكل ذلك انطلاقًا من ذلك الإدراك الوطني الصائب والنبيل، وتحملاً لمسؤوليات ما يفرض من مهمات، وما يقرر من برامج عمل.
أطفال فلسطين مستقبلها كلما ترعرعوا في ملاعب الطفولة وفي أحضان حماتهم من الأهل، إلى المدرسة، إلى الدولة بدستورها وقيادتها، وبمختلف مؤسساتها ودوائرها.