كقرقعة الخاشوقات بالصحاف النحاسية الفارغة، تلك هي ردود فعل نوائب حماس في التشريعي (المحلول)، لكنَّ أكثرها ضجيجًا خاشوقة دكتورهم عزيز الدويك.

قبل الاسترسال نعرفكم أن الخاشوقة والصحفة كما جاءت في لغة العرب سمعناها في سورية والعراق تعني "الملعقة"، ولها معنى "الشوكة" التي تستخدم في الأكل عند بعض العرب، أمَّا الصَحْفَة وجمعها صِحَافٌ. فهي صَحْفَةُ الطَّعامِ أي إِنْاءٌ مِنْ آنِيَةِ الطَّعَام، كَبِيرُ الْحَجْمِ يُطَافُ بِهِ عَلَى الآكِلِينَ.

نعتقد ونحن نكتب هذه الكلمات بخطر وسُمِّية الطبخة التي يحضرها مشايخ حماس ومن والأهم ومن تبعهم على ملة الردة والتمرد والخروج على القوانين، فهؤلاء الانقلابيون نظراء أقرانهم في الجماعة الذين ارتكبوا جريمة الانقلاب على القانون الأساسي والمشروع الوطني في قطاع غزة، يروجون اليوم لمذهب لا جذور له ولا صلة بأي عقيدة روحية أو قانون أو مدرسة سياسية أو فلسفة، حتّى في القيم الاجتماعية لا تجد ما يمكنهم من الإستناد عليه في تبرير رفضهم لقرار المحكمة الدستورية.

يهيئون ويعدون العدة في الضفة للانقلاب الثاني، حتّى وإن بدت للسامعين والناظرين لتصريحات مشايخهم الدكاترة ونوائبهم الذين يحسبون أنفسهم خالدين في التشريعي إلى يوم الدين!! كقرقعة الخاشوقات في الصحاف!! ولا نستبعد بعدها قعقعة سلاح لا سمح الله، أسوأ وأشد ممّا شهدناه في قطاع غزة قبل حوالي 12 عامًا.

إيانا التسليم بمقولة الفارق بين أعضاء الجماعة هنا عن هناك، فهؤلاء صدق فيهم رسام الكاريكاتير الزميل بهاء بخاري– رحمه الله- عندما تصورهم ورسمهم كنسخة واحدة، في 8-11-2007 وكتب على ناصية رسمه (اللاشرعية) فحكمت عليه محكمة للانقلابيين في غزة في شهر شباط من العام 2008 بالسجن لمدة ستة شهور!!.

عصر الدكتور الدويك ذهنه وذاكرته الخطابية، فلم يجد إلا مصطلحات: "عصور الظلام" و"الانقلاب على الشَّعب والشرعية" ليصف به قانون المحكمة الدستورية!!.

رسم الدويك (صورة الضحية) ولبسها، وظن أنَّ الناس لا يميزون بين الظالم الذي ساند الانقلابيين الدمويين وشرعن جريمتهم، وبين (قناع المخادعة) الذي رغم حرص صاحبه إلا أنَّه يكشف ملامح وحقائق لابسه وجماعة إخوانه!.

كنت شاهدًا في غزة على إنقلابهم وعلى إرهاصاته ودعاياتهم وإدعاءاتهم، وكنَّا نظن بضعف قدرتهم على تمريرها على الجماهير لثقتنا بوعي شعبنا، وضعف قدرتهم على حشو أكاذيبهم وتضليلاتهم في ذاكرته الجمعية وتحديدًا الوطنية.. لكنَّهم نجحوا بفضل عدة عوامل أهمها المبررات التي صنعها لهم (الدحلان) بحكم دوره المرسوم سلفا، لذا يلقبونه الآن بالشريف قائد تيار الاصلاح في فتح كما صرح بذلك محمود الزهار وتبعه أحمد بحر!!!.

لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين، ولا يلدغ الوطنيون من (نوائب حماس) مرتين، فهؤلاء يخفون بين ثنايا أدمغتهم أسلحة يبلغ تأثيرها على الشَّعب الفلسطيني أشد من الأسلحة التقليدية والنووية الإسرائيلية، إنَّهم يمتلكون سلاح عدائية وكراهية مطلقة، سلاح فتنة إذا أصاب الفلسطينيين فإنَّه لا يفنيهم وإنَّما يحولهم إلى كتل بشرية هائمة، ضائعة، جائعة، لا ضمير يحكمها ولا قيم توجهها، تنهش بعضها، تتصارع وتسفك الدماء بلا رحمة، فما شهدناه في غزة كان صورًا أشد إيلاما من جرائم المحتلين والمستوطنين رغم حجم وفظاعة ونوعية جرائم الغزاة الإسرائيليين، فجريمة من كنت وما زلت تعتقد أنه أخوك في عائلة الوطن، أشد وأفظع من جريمة من يعمل على إقتلاعنا منه، علينا التذكر دائمًا إنَّ كلاهما يعمل على إقتلاعنا، الأول هدفه أرضنا، والآخر وعينا وثقافتنا وذاكرتنا الوطنية.