الشهيد الشاعر علي يوسف أحمد فودة من مواليد عام 1946 في قرية "قنير" قضاء حيفا. لجأت عائلته إلى مخيم نور شمس قرب طولكرم على إثر النكبة حيث أنهى تعليمه الإعدادي هناك ثم أكمله في مدرسة الفاضلية في مدينة طولكرم.
حصل على شهادة الثانوية العامة عام 1964. غادر إلى عمان ليكمل تعليمه في معهد المعلمين وتخرج عام 1966. عمل مدرسا في مدرسة ناعور شمال عمان منذ عام 1966 وحتى عام 1970 ثم في مدارس عمان حتى عام 1976.
بدأ يكتب الشعر مبكراً وكان يتمحور حول القضية الفلسطينية وصدرت له مجموعته الأولى عام 1969 بعنوان (فلسطيني كحد السيف)، ثم انضم إلى رابطة الكتاب الأردنيين وكان من الأوائل وعمل بحماس في الرابطة.
غادر إلى بغداد حيث وضع بداية مجموعته الشعرية الثانية (منشورات سرية للشعب)، ثم غادرها إلى الكويت ومنها إلى بيروت لينضم إلى صفوف الثورة الفلسطينية واستقر به المقام في بيروت إلى جانب عدد كبير من المثقفين والمبدعين، وعمل في الصحافة الفلسطينية (مجلة فلسطين الثورة) وكان ذلك عام 1976، صدرت مجموعته الشعرية (قصائد من عيون امرأة) عن دار عويدات عام 1976، ثم تلتها مجموعته (عواء الذئب) منشورات فلسطين الثورة عام 1973 ثم صدرت مجموعته (مجموعة الغجري) وصدرت له رواية (الفلسطيني الطيب) عام 1979.
أصدر مع مجموعة من أصدقائه (مجلة رصيف 1981) لتمثل ثقافة الهامش والاختلاف بعيداً عن المؤسسة الرسمية.
استمر في إصدار الجريدة على الرغم من اختلافه مع اصدقائه، فقد اعتبر علي فودة الجريدة الساحة الأرحب للنضال والحرية، وتمنحه حرية شخصية ليكتب ما يشاء ويناضل بطريقته الخاصة. كانت الجريدة المجلة الثقافية الناقدة للواقع بقسوة والرافضة لكل السلبيات والداعية للمقاومة حتى أصبحت جريدة المناضلين الثوريين وبقيت توزع حتى أثناء حصار بيروت عام 1982.
كان الشعر بالنسبة لعلي فودة يتلخص بالرفض والتمرد، ارتدى اللباس العسكري وحمل بندقية الكلاشنكوف ودافع عن (رصيفه) وثورته.
بتاريخ 20/8/1982 وفي الصباح الباكر، غادر علي فودة حاملاً (رصيفه) إلى منطقة (عين المريسة) لتوزيعها على المقاتلين، وكانت الطائرات المقاتلة تحوم في الأجواء التي ما لبثت أن انقضت والقت بحمولتها على المنطقة فأصيب إصابة قاتلة نقل إلى المستشفى إلا أنه ما لبث أن فارق الحياة.
أصدر رواية (أعواد المشانق) عام 1983 وتم طبعها بعد استشهاده. صاحب قصيدة (أني اخترتك يا وطني) التي غناها مارسيل خليفة.
سقط علي وهو لم يصل الأربعين من عمره.. مثقفا يساريا وأديبا وشاعرا ملتزما، عاشقا لوطنه فلسطين فسكنته في الروح والوجدان والثقافة.
عانى اليتم وهو صغير، ومنح وسام القدس عام 1990. غاب علي فودة وغابت معه ظاهرة ثقافية خاصة لم تتكرر.