إحياءً لذكرى الشَّهيد القائد أبو جهاد الوزير، والقادة الثلاثة أبو يوسف النّجار، وكمال عدوان، وكمال ناصر، وتمسكاً بحق العودة، وانتفاضة الأرض، وانتصاراً لدماء شهداء وجرحى مسيرات العودة، وتمسكاً بالقدس الشّريف عاصمة فلسطين الأبدية، أقامت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" قيادة منطقة صور مهرجاناً سياسياً حاشداً في قاعة الشَّهيد عمر عبد الكريم في مخيم البرج الشّمالي، بحضور عضو المجلس الثّوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، وعضو قيادة الإقليم أبو أحمد زيداني، وأمين سر حركة "فتح" في صور العميد توفيق عبدالله، وممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وقوى التحالف، وممثلي الأحزاب، والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، ورجال دين، وبلديات، ومخاتير، وجمعيات، ومؤسسات، وأندية، وفعاليات، وهيئات، وإعلاميين، واتحادات، ونقابات، وحشد غفير من أهالي مخيم البرج الشمالي، ومخيمات وتجمعات صور.

بدايةً تمَّ قراءة سورة الفاتحة المباركة عن أرواح الشهداء، تلاه عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني.

وألقى عضو قيادة حركة "فتح" في صور العميد جلال أبو شهاب كلمة إذ قال: "نرحب بكم جميعا في هذه المناسبة العظيمة التي تجمع أهم القادة الشهداء، الذين قدّموا الكثير لفلسطين، حيث استشهد أبو جهاد في تونس، والنجار والكماليين في لبنان، وها هو الحضور اللبناني بيننا ليؤكد أن المصير والدم واحد، وما يربطنا هو القضيّة الفلسطينية العادلة التي أقسمنا أن نكون كفلسطينيين على مسافة واحدة مع الجميع ودائماً نحن مع خيار المقاومة".

وحيَّا عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" الحاج عباس عباس الشُّهداء سادة هذه المناسبة، كما حيّا روح الشّهيد القائد ياسر عرفات، ومقاومة وصمود الشّعب الفلسطيني الذي يجعل يوماً بعد يوم معالم الدولة تقترب، مؤكداً أنّ دماء الشّهداء لن تذهب هدراً، فهذه التضحيات ستجعل العلم الفلسطيني يرفرف فوق كل تراب فلسطين، والشعب الفلسطيني العظيم الذي تُرك وحده جميعنا نراهن عليه، وسوف ينتصر في وجه الغطرسة الإسرائيلية، وستندحر كل المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية والمقاومة، ولن تمر صفعة القرن ولا على أي مستوى من المستويات، فبكل تأكيد المدى الجغرافي من لبنان إلى كل الدول التي تدعم خيار المقاومة ستكون مع فلسطين العروبة، فمن المعيب أن يترك الشَّعب الفلسطيني وحده لكي تمر المصالح المشتركة لبعض الدول مع الكيان الأميركي والإسرائيلي، لكن نحن في المقاومة اللبنانية معكم، وكما قال الإمام المغيب السيد موسى الصدر (إن إسرائيل شر مطلق والتّعامل معها حرام)، فمن الواجب التضامن والوقوف مع هذه القضية، وعلى المتخاذلين أن يسجلوا مواقف مشرفة بالرجولة والكرامة قبل فوات الأوان، ولن يرحمهم التاريخ.

وتحدَّث عن حركة "فتح" عضو المجلس الثّوري الحاج رفعت شناعة الذي رحَّب بالحضور في هذه المناسبة المجيدة، وهذه الأيام المباركة التي نفتخر بها وما زلنا نشعر بها بالعظمة، فهي أيام استشهاد القائد أبو جهاد الوزير هذا الرجل الذي أرعب وأربك العدو الإسرائيلي داخل الوطن وخارجه، هو صاحب العمليات النوعية ومنها عملية ديمونا التي هزَّت ألكيان الصهيوني حيث اقتحم مجموعة من الفدائيين الأرض المحتلة واحتجزوا حافلة تنقل الخبراء الإسرائيليين، لتتخذ بعدها إسرائيل قرار بتصفية القائد أبو جهاد الوزير، وأيضاً هي ذكرى استشهاد أبو يوسف النجار، وكمال عدوان، وكمال ناصر، هؤلاء الرجال أرعبوا وأتعبوا وأربكوا إسرائيل عسكرياً وأمنياً وإعلامياً، وفي هذه الليلة كان من المخطط والمقرر لدى العدو أن يكون هناك المزيد من الشهداء ومن ضمنهم القائد ياسر عرفات، فهذه صفحة مشرفة من تاريخنا الذي ما زال حتى اليوم يزهر ثوار ومناضلين وأبطال منذ الانطلاقة إلى اجتياح لبنان، ومن ثمَّ حصار بيروت حيث خضنا ملاحم البطولة ولم نسلم ولم نرفع الراية، وها نحن اليوم أمام فصل جديد من فصول الإرهاب الذي ينفذه الاحتلال الإسرائيلي بدعم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترامب الذي بدء خطوته الأولى باستفزاز الشعب الفلسطيني والإسلامي وأحرار وشرفاء العالم حين أعلن القدس عاصمة لما يسمى إسرائيل، وكان يعتقد أن هذا القرار سوف يمر على طبق من ذهب ولكنه وجد شعباً صبوراً صامداً يرفض الاستسلام والخنوع، ومستعد أن يواجه كل المخاطر والتحديات، وخياره إمّا الشّهادة أو النصر، وقد يعتقد البعض أنه يستطيع تمرير المشاريع الخيانية مستنداً إلى ما يجري في الوطن العربي ورغم ذلك شكراً للشعوب العربية التي وقفت إلى جانب قضيتنا وقفة مشرفة، فنحن أمام هذا الواقع المر والصعب لن نيأس أو نتهاون، وهذا ما جعل القيادة الفلسطينية تعقد الكثير من الاجتماعات لمواجهة مشروع ترامب، فتحية إلى القيادة الفلسطينية وإلى الرئيس أبو مازن الذي صرخ في وجه الجميع بأن القدس عربية ولن تكون غير ذلك مهما كلف الأمر، وأعلن رفضه بأن تكون الولايات المتحدة الأمريكية وسيط في عملية السّلام في رسالة واضحة للجميع بأننا أسياد قرارنا.

ووجّه شناعة التّحية إلى الشّعب الفلسطيني الذي يبدع دائماً في أساليب النضال والمقاومة، واحتراماً لهذا الشّعب علينا انجاز المصالحة الوطنية فنحن شعب واحد وقضية واحدة، ونحتاج جميعنا لها، فنحن في حركة "فتح" منذ البداية جادين بانجازها مع إخوتنا في حركة "حماس" وعليهم تسليم غزة للشّرعية الفلسطينية، والسماح للحكومة الفلسطينية بأخذ صلاحياتها الكاملة خصوصاً في الوضع الأمني فهذا ما اتفقنا عليه سابقاً.

وأدان شناعة محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمدالله الذي لو نجح هذا الاستهداف لكان من الممكن أن يكون له ردود فعل سلبية داخل البيت الفلسطيني، ولكن الله قدر. وشدّد على انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، ونتمنى من الجميع أن يشارك فيه لنناقش البرنامج السياسي للمرحلة القادمة، ونتخذ القرارات بالاجتماع الوطني الفلسطيني .