بدعـوةٍ من القيادة السياسية واللجان الشعبية الفلسطينية في مخيَّمات منطقة صيدا، نُظِّمت صباح اليوم الثلاثاء 23-1-2018، وقفةٌ وطنيّةٌ في ساحة ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير أمام مركز الصليب الأحمر الدولي في مخيَّم عين الحلوة، وذلك تنديدًا بقرار ترامب القاضي بإعلان القدس عاصمةً للكيان الإسرائيلي، ورفضًا لتراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن التزاماتها بدعم الموازنة المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وقد شارك في الوقفة حشدٌ من ممثِّلي القوى والفصائل الفلسطينية واتحاد المرأة والمكاتب النسوية واللجان الشعبية والأُطُر النقابية الفلسطينية، ورُفِعَت خلالها لافتةٌ من وحي المناسبة بعنوان (القدس عاصمة فلسطين الأبدية) وأعلام فلسطين.

وتخلَّلت الوقفةَ كلماتٌ من وحي المناسبة، فتحدَّث عضو شورى حركة "أنصار الله" الأستاذ أبو شادي كردية قائلاً: "كذبا وزورًا ادّعى مَن قال إنَّ المدفع أقوى من الإرادة، وإنَّ القرار أقـوى من الخيار، سنُسقِط القرار وستنتصر الإرادة، وسنهزم المدفع وسينتصر الخيار"، لافتًا إلى أنَّ الخيار الفلسطيني وقَعَ على الإرادة الفلسطينية المدعَّمة بالثبات والوفاء للعهد، والالتزام بخطِّ الجهاد والمقاومة المستنِدة للوحدة الوطنية، والانتفاضة الشعبية، والتمسُّك بالثوابت، ومُؤكِّدًا أنَّ القدس ستبقى رغم أنف ترامب ومن لفَّ لفَّه "العاصمة الأبدية لفلسطين"، وأنَّ الشعب الفلسطيني مُصمِّمٌ على التمسُّك بـ"الأونروا" الشاهد السياسي الحيّ على حقِّ اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارنا.

كلمة القيادة السياسية واللجان الشعبية لمنطقة صيدا ألقاها عضو قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا، أمين سر اللجان الشعبية في المنطقة، د.عبد الرحمن أبو صلاح، ممَّا جاء فيها :"نلتقي الْيَوْمَ استنكارًا ورفضًا لقرار ترامب الظالم بحقِّ أرضنا ومقدَّساتنا بجعل القدس عاصمةً للكيان الغاصب، وهذه الخطوة تتجاوز كلَّ الخطوط الحمر، وتتحدَّى كافة القرارات والشرائع الدولية والإنسانية جميعًا".

وتابع: "إنَّ المشهد الْيَوْمَ يكتملُ باستهداف الشعب الفلسطيني في محاولةٍ لتصفية قضيّته كشعبٍ وأرضٍ ومقدّساتٍ، من خلال الهجمة الصهيونية الشرسة المدعومة من الإدارة الأميركية ضدَّ أبناء شعبنا الفلسطيني، والاستيلاء على الأرض بالقوّة وتعريض الأسرى لمزيد من أصناف المعاناة داخل أقبية وزنازين المعتقلات الصهيونية، علاوةً على ما يتعرَّض له الفلسطينيون في المخيَّمات خارج الوطن، والظروف الصعبة التي يعانون منها ودفعهم إلى المنافي وتشتيتهم في أصقاع المعمورة، بهدف طمس الجريمة الصهيونية التي ارتُكِبَت بحقِّهم حين أُخرِجُوا من مدنهم وقُراهم بالقوة الغاصبة وللنَّيل بنهاية المطاف والقضاء على حق العودة".

وفي عرضـه لسياسـة أمريكا الظالمة بحق شعبنا في اللجوء قال د.أبو صلاح: "إنَّ القرار الأمريكي بوقف التمويل المقدَّم إلى وكالة "الأونروا" هو قرارٌ سياسيٌّ ظالمٌ، يهدف إلى التخلُّص من "الأونروا" كشاهد قانوني ودولي حي على قضية اللاجئين، وهـو مقدّمة لتصفية هذه القضية".

وثمَّن موقفَ ودورَ القيادة الفلسطينية جمعاء وعلى رأسها مواقف السيّد الرئيس أبو مازن تجاه السياسة والقرارات الأمريكية، ودعا لأوسع التفاف جماهيري وفصائلي لدعم هذه المواقف، وتوحيد الجهود على كافة الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإعلامية لكسر قـرار ترامب وإجباره وإدارته على التراجع عن قراره المشؤوم، وكافة وعوده وقراراته المجحفة بحق الفلسطينيين، ولا سيما قراره بتقليص الدعم المالي الأمريكي لموازنة "الأونروا"، وأضاف: "إنَّنا مُطالبون اليوم كشعبٍ فلسطينيٍّ بمزيدٍ من الوحدة والعمل على إسقاط هذه المشاريع التي تستهدف النَّيل من كياننا ووجودنا والعمل على حشد الدعم العربي والدولي لمواجهة المشروع الصهيوني".

وأشاد بالأُسرَة الدولية وقدرتها على الوقوف بوجه الظلم الأمريكي، مُعلِّقًا: "ذلك تجلّى برفض ١٢٨دولة في الأمم المتحدة قرار ترامب المخزي بشأن القدس، ما يعني أنَّ القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية شاء من شاء وأبى من أبى، ولن نتخلَّى عن ذرّة تراب من وطننا الحبيب فلسطين مهما بلغت التضحيات".

وختم د.أبو صلاح كلمته بتوجيه التحية إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في هبَّتهم وانتفاضتهم ومقاومتهم وهُم يخوضون معركة المواجهة والدفاع عن القدس وفلسطين، في أماكن وجودهم كافّةً، وإلى الذين وقفوا ويقفون إلى جانب الحقّ الفلسطيني من الأُمّتين العربية والإسلامية وأحرار العالم.