خطاب الزعيم الفلسطيني أبو مازن في افتتاح اجتماع المركزي الفلسطيني، دخل بقوة غير عادية في مفاصل القضية الأهم في الشرق الأوسط والعالم، وهي قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على خلفيات إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل.

ولأن ترامب مشحون بالفراغ من أية معرفة بحقائق التاريخ، والجغرافيا، والهوية، والعقيدة، ومعجون بالانحياز الاعمى الفارغ لإسرائيل بلا أدنى علم أو عمق فإن هذا الإعلان لكي يسقط، استلزم من الزعيم الفلسطيني هذا الرد الكامل والواضح والحاسم على كل زاوية من زوايا حقنا، وارثنا، وقناعتنا، واصرارنا على نضالنا فوق أرض وطننا، وسط حضور كامل وحاشد وفي حالة من الاستقبال العميق المنتبه، مع ان بعض من وجه لهم الدعوة وهم ليسوا أعضاء في المجلس المركزي، واعتذروا عن عدم الحضور الذين كان فيه تكريم لهم، سقطوا في التجربة بسهولة، ولم يكونوا مهيئين لأن يكونوا مع شعبهم في معركته الخالدة دفاعاً عن القدس التي تستحق الدفاع المستميت، وتستحق الانتصار المؤزر.

لم يتجاهل الزعيم الفلسطيني أي عنوان من عناوين القضية الفلسطينية إلا وأضاء عليه ضوءاً شديداً، حتى الجهود التي بذلتها أميركا لتنفيذ وعد بلفور المشؤوم، حتى حق استخدام الفيتو ثلاثة وأربعين مرة ضد كل قرار لصالح فلسطين، حتى وعد ترامب الأخير الذي اخرج أميركا من دورها نهائياً، والطريق طويل والمعركة مستمرة، بل أن أخر محاولات لقاء السفير الأميركي في تل أبيب مع الزعيم الفلسطيني التي رفضه اضاء عليه أبو مازن، حتى يكون الجميع في صورة المعرفة بحجم الوقائع الثقيلة في المرحلة القادمة.

نستمر في معركتنا عن وعي، وترتيب، وعمق يتناسب مع ضخامة قراراتنا الوطنية، واتساع دائرة تضامننا الوطني مع جميع العالم، نحن على حق، نحن قدرة، نحن على خبرة، وليس هناك أغلى من القدس، فاهلا يا قدس.