بقلم: ناصر شحادي

أقامت "م.ت.ف" وحركة "فتح" قيادة منطقة صور، حفلاً سياسياً إحياءً للذِّكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرمز ياسر عرفات، وإعلان الاستقلال، وذلك في مخيم الرشيدية، بحضور سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللُّبنانية أشرف دبور، وأعضاء المجلس الثَّوري لحركة "فتح" فتحي أبو العردات، والحاج رفعت شناعة، وآمنة جبريل، وأمين سر حركة "فتح"- إقليم لبنان حسين فياض، وقائد قوات الأمن الوطني في لبنان صبحي أبو عرب، ومسؤول مالية حركة "فتح" ومنظمة التحرير في لبنان اللِّواء منذر حمزة، وأعضاء قيادة حركة "فتح" الساحة، والإقليم، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في صور توفيق أبو عبدالله، وقادة فصائل "م.ت.ف"، ومسؤول حركة "أمل" في المخيمات صدر الدين داوود، ومسؤول علاقات حزب الله في المنطقة الحاج حسين خليل، وقيادة وكوادر حركة "فتح" التنظيمية والعسكرية، ونيافة المطران ميخائيل أبرص ممثلاً بالأب وليام نخلة "مطرانية الروم الكاثوليك" في منطقة صور، ومسؤول جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية سماحة الشيخ بسام أبو شقير، ومسؤول الهيئة الإسلامية الفلسطينية سماحة الشيخ سعيد قاسم، ومدير مكتب الأونروا في صور فوزي كساب، ومسؤول جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني عبد فقيه، والقوى والأحزاب والفعاليات والشخصيات والجمعيات والمؤسسات الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية، وحشد من جماهير شعبنا.

بدأ الحفل بتلاوة سورة الفاتحة لأرواح الشُّهداء، وبعدها عُزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ومن ثمَّ كانت مقدمة لمسؤول إعلام حركة "فتح" في صور محمد بقاعي أكَّد فيها على "التمسك بالثوابت التي استشهد من أجلها الرمز ياسر عرفات، خلف قيادة الرئيس محمود عباس أيوب هذا الزمان، والاستمرار بالنضال على الدرب التي رسمها الشُّهداء من أجل الحرية والاستقلال". مؤكداً أنَّ بوصلة نضالنا ستبقى فلسطين، ولن نكون يوماً إلا سنداً وجنباً إلى جنب مع أخوتنا في لبنان.

 وبعدها كانت كلمه حركة "أمل" ألقاها صدر الدين داوود جاء فيها: "نلتقي اليوم في مخيم الرشيدية، مخيم الشهداء الأقرب إلى تراب فلسطين، لنحيي ذكرى الفدائي الرَّمز ياسر عرفات الذي شكل على مدى أربعين عاماً صورة المناضل القومي العربي، حيث استطاع أن يستشهد وهو يسلم قرار الانتفاضة مشتعلة سقفها أن الفلسطيني لن يرضى بغير فلسطين وطناً".

وأضاف: "أبو عمار حاصر حصاره، وهو يطل من مدينه رام الله ويؤكد أنه لن يغادرها أبداً فإمَّا الحرية أو الشَّهادة، وانتصر ياسر عرفات عليهم وهو يردد شهيداً شهيداً شهيداً".

وتابع: "نحن نُكرم نضال ياسر عرفات، لنؤكد من الجنوب المقاوم، جنوب سماحة الإمام المغيب موسى الصدر الذي قال يوماً (بجبتي وعمامتي سأحمي الثورة الفلسطينية)، وإننا نؤكد للشَّعب الفلسطيني أننا شركاء في هذه القضية ولسنا مشاركين فيها من بعيد". إنَّنا نعاهد الرئيس الرمز الشَّهيد ياسر عرفات سنبقى معكم وإلى جانبكم حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

ومن ثمَّ كانت كلمة حزب الله ألقاها الحاج حسين خليل أكَّد فيها أنَّ "الشَّهيد ياسر عرفات لم يترك البندقية يوماً لأنَّه كان يؤمن بتحرير فلسطين والقدس، أبو عمار رمز للشَّعب الفلسطيني في الداخل والخارج ولكل أحرار العالم".

كما أكّد خليل أنَّنا سنبقى على هذا النهج حتى تعود فلسطين إلينا من بحرها إلى نهرها، وبعون الله من خلال تضحيات المجاهدين الذين أسقطوا مشروع كونداليزا رايس التي كانت تريد بناء شرق أوسط جديد، ولكن بفضل المقاومة، والاحتضان الشَّعبي للمقاومة اليوم ننعي إليكم وفاة الشرق الأوسط الجديد.

وتابع: "في ذكرى رحيل رمز من رموز فلسطين ندعو كافة مكونات الشَّعب الفلسطيني إلى التمسُّك بالوحدة الوطنية لأنَّها السِّلاح الأقوى في مواجهة العدو الصهيوني، وسيعود شعب فلسطين إلى الوطن، ونحن في المقاومة الإسلامية سنبقى معكم وإلى جانبكم ولن نتخلى عنكم يوماً".

 ومن ثمَّ ألقت الطفلة ملاك ذياب قصيدة تحاكي واقع المناسبة.

وبعدها كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها الحاج رفعت شناعة أكَّد فيها أنَّ "الرَّئيس الشَّهيد ياسر عرفات رحل ولم يستكمل أهدافه الوطنية، لكنه باقٍ فينا، وفي ضميرنا نتذكره، وفي كل لحظة مع كل شهيد لأنَّنا نحفظ الوصية".

وتابع: "رحل بعد أن شكَّل مدرسة، هي مدرسة الفتح، أبو عمار ليس شخصاً بل مدرسة فكل القيادات الفتحاوية تخرجت من مدرسة حركه فتح، لقد استطاع ياسر عرفات من خلال الكفاح المسلَّح، وحرب التحرير الشعبية أن يستعيد الهوية الوطنية الفلسطينية بفضل سيرته النضالية".

وأضاف: "استطاع أن يستعيد الكيان الوطني الفلسطيني من خلال "م.ت.ف" التي تمَّ الاعتراف بها دولياً، فأصبحت البيت الفلسطيني لكل الفصائل الفلسطينية والمحافظة على القرار الوطني الفلسطيني المستقل".

ياسر عرفات صاحب هذه المسيرة التي بدأت العام 1957، وانطلقت العام 1965 وما زالت، ورفضنا أن نبيع قرارنا لأي جهة ولو ارتضينا يوماً بذلك لكانت ثورتنا في خبر كان، ولكنْ أبو عمار وضع هذه الركيزة المهمة ليكون الشَّعب الفلسطيني صاحب القرار في الحرب والسلم.

نفتخر اليوم عندما تَسلَّم سيادة الرئيس أبو مازن مسيرة هذه الثورة المقدسة، لقد تحملها الرئيس محمود عباس، واستطاع أن يحمي كل القيم الوطنية والنضالية، سائراً على نهج الشَّهيد ياسر عرفات، لأن حركة "فتح" مدرسة، ونحن قادرون على التعاطي مع الأحداث. فحين وَقَّع أبو عمار اتفاق أوسلو غضب الكثيرون، لكن حركه "فتح" تفكر بالمستقبل، ياسر عرفات يعشق الجغرافيا الفلسطينية، حيث أراد أن يكون حراً على أرض فلسطين دون أن يتدخل أحداٌ في شؤوننا، وفي العام 2000 دخلنا في انتفاضة مسلحة شارك فيها الجميع.

الجغرافيا مهمة لأنَّها على أرضنا نفعل ما نشاء، شعبنا الفلسطيني رَهن دمه وأبناءه من أجل أن تبقى فلسطين، وتستمر حركة "فتح" التي كانت دائماً حريصة على الوحدة الوطنية.

ياسر عرفات أول من جسَّدَ هذه الوحدة على الأمر الواقع بمرونته، وأدائه بخلفية وطنية، وفكرية، وسياسية، أستطاع أن يُوحِّد الفصائل الفلسطينية، ومنذ البداية رفضنا الوصاية ولن نقبلها يوماً لأنه لو قبلناها يوماً تنتهي قضية فلسطين.

نحن أبناء فلسطين وقادرون على تحريرها مهما كان المشوار صعباً وشاقاً، وسنبقى مع أي طرف يكون مع فلسطين، ومع القضية الفلسطينية، فعدونا الأساسي إسرائيل، ومن هذا المنطلق نرفض أي اتهامات من أي طرف من الأطراف. ونحن جاهزون للانطلاق إلى الوطن لمواجهة العدو الصهيوني ولنكون مع المقاومة في لبنان.

 إن ثوابتنا الوطنية لا يستطيع أحد أن يتلاعب بها، فما تقرره المجالس الوطنية هي خياراتنا وثوابتنا، صحيح أنَّنا خضنا مفاوضات، ولكن ثوابتنا لم تمسْ يوماً، ونحن متمسكون بالانجازات الوطنية.

ياسر عرفات الرقم الصعب حيث جسَّد القضية الفلسطينية، والإنسان الفلسطيني، فلم نَحمل الراية البيضاء يوماً، وكانت دائماً البوصلة باتجاه فلسطين.

لقد أصبحنا على الأرض التي نعلن منها الاستقلال، وهذا ما حققناه بالأمم المتحدة في مسيرة متواصلة باتجاه تحديد الأهداف الوطنية وتحقيقها.

 الوفاء لياسر عرفات يتطلب الالتفاف حول الرئيس أبو مازن، والمحافظة على حركه "فتح"، واستكمال المسيرة الوطنية حتى تجسيد الحلم الفلسطيني بوحدة فلسطينية جامعة وشاملة، لكننا نحِّذر بعض الجهات الإعلامية والسياسية التي اغتالت الرئيس ياسر عرفات قبل اغتياله بالسَّم، اغتالته إعلامياً وسياسياً، وهذا ما يحصل اليوم مع سيادة الرئيس أبو مازن، إنها نفس التجربة تتجدد وبشكل انتقامي يخدم العدو الإسرائيلي. فالمطلوب من الجميع وضع خطة لمواجهة العدو الصهيوني، وعدم تفجير مواضيع داخلية.

التحية لأرواح الشُّهداء، والحرية لأسرانا الأبطال، والشفاء العاجل لجرحانا البواسل، وإنها لثورة حتى النصر.

ومن ثمَّ كانت كلمة فلسطين، كلمة سيادة الرئيس محمود عباس، ألقاها سعادة السفير أشرف دبور حيث أكَّد أن كلمة الحاج رفعت شناعة هي كلمة فلسطين، و"فتح" والرئيس أبو مازن، واكتفى بنقل التحية من سيادة الرئيس، لكل طفل وامرأة وشاب، وشيخ ورجل من أبناء شعبنا في مخيمات لبنان.

كما نقل تحيات سيادة الرئيس أبو مازن لأهلنا في لبنان، وأكَّد أننا لن نكون يوماً نحن الشَّعب الفلسطيني إلا صمام أمان للسلم الأهلي والعمل مع الأخوة اللبنانيين لتجاوز المحن التي يتعرضون لها.