نظَّم مكتب المتابعة التنظيمية في منطقة الشمال ندوةً سياسيّةً حاضر فيها عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" ‏الحاج رفعت شناعة، بحضور أعضاء قيادة حركة "فتح" في المنطقة، وأعضاء الشُّعب التنظيمية، وأمناء ‏سر المكاتب الحركية، لمناقشة آخر المستجدات السياسية في الساحة الفلسطينية، والإضاءة على الخطاب ‏التاريخي لسيادة الرئيس محمود عبّاس "أبو مازن" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأحد 1-10-2017، في ‏قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيّم البداوي.

بدايةً رحَّب أمين سر حركة "فتح" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض بالحاج رفعت شناعة وبالحضور،  ‏مُثمِّنًا الدور الريادي الذي يُؤدِّيه مكتب المتابعة التنظيمية في المنطقة بشخص د.يوسف الأسعد، ‏من أجل تثقيف وتوعية الكادر التنظيمي، ثُمَّ أعطى الكلمة للحاج رفعت شناعة، الذي وضع الحضور ‏في آخر مستجدات الأوضاع السياسية في المنطقة العربية وتداعياتها على القضية الفلسطينية، وخطورة ‏الانحياز الأميركي إلى جانب العدو الصهيوني، الذي بات يُهدِّد بضياع القضية الفلسطينية في ظلِّ تلاشي ‏حلّ الدولتين، وعدم وجود حاضنة عربية، وعدم معالجة ومواجهة المخاطر التي تهدِّد قضيَّتنا لا من قِبَل ‏الأمم المتحدة ولا من قِبَل جامعة الدول العربية أو هيئات أخرى من مؤسسات المجتمع الدولي، ليتم ‏الضغط على العدو الصهيوني ليتراجع عن مشاريعه التوسُّعية والاستيطانية في القدس، وخاصّةً بعد وصول ‏ترامب إلى الرئاسة في أميركا، لما يحمله من فكر مُشبَع بالعنصرية الصهيونية.‎

وأضاف: "ما أزعجنا كفلسطينيين هو الصمت الدولي، وما يخيفنا أكثر هو الصمت العربي، فالعرب لهم ‏علاقة مباشرة بالقضية الفلسطينية، وهُم أصحاب مبادرة السلام العربية، ولكنَّنا فُوجئنا بعمليات التطبيع ‏من عدة دولة عربية مع العدو الصهيوني، وهرولة نحو الاعتراف به!"‏ .‎

وأشار إلى أنَّ "الرئيس عبّاس بخطابه وضعَ جميع الأطراف أمام مسؤوليّاتهم، وتحدَّث بلهجة عالية جدًا وبتهديد وتحذير لجهات دولية معتمِدًا على شعبه وتضحياته ‏العظيمة، كما تحدَّث عن قضايا كبيرة ووضعنا، كحركة "فتح"، تحت عبء ضخم أيضًا لأنَّ المطلوب منا شيء كبير ‏جدًا، فهل نحن مهيّؤون لذلك؟".

وتابع: "الرئيس أبو مازن حمَّل الأمم المتحدة والعالم مسؤولية معاناة الشعب الفلسطيني، وتحديدًا بريطانيا التي طالبها ‏بالاعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأكَّد أنَّ استمرار الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية هو وصمة عار على جبين ‏الأمم المتحدة والعالم، وأنَّ مَن يريد محاربة الإرهاب، عليه أن يُزيل الاحتلال الصهيوني عن أرض فلسطين، ‏لأنَّه أكبر من الإرهاب الداعشي، ولفت إلى أنَّ  "إسرائيل" رفضت كلّ المبادرات، وبالتالي على العالم أن يخبرنا ماذا تريد "إسرائيل"؟".

وأوضح شناعة أنَّ الرئيس عبّاس بخطابه أعطى صورةً عن العالم الذي تحكمه المصالح، مشيرًا إلى أنَّ هذا الخطاب "شكَّل صدمةً عند بعض الدول التي تتعاطف مع فلسطين، ولكن مصالحها عند أميركا و"إسرائيل"، و‏خاصّةً دول القارة الإفريقية الفقيرة".

وقال شناعة: "خطاب الرئيس أبو مازن هو عبء كبير على حركة "فتح"، وعلينا مسؤولية كبيرة لنرتقي بفهمنا التنظيمي والسياسي، وممارستنا على الأرض، كي نرتقي إلى مضمونه، إذ تضمَّن الخطاب مفاهيم ‏ذات قيمة عالية جدًا. ومن هنا يجب وضع برنامج عملٍ وطني شامل يعتمد على شعبنا في الداخل، لأنَّهم على تماسٍ مباشر مع العدو ‏الصهيوني، لذلك علينا دراسة الواقع التنظيمي الذي يجب أن يكون صلبًا تماشيًا مع متطلّبات المرحلة ‏القادمة" .‎