رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين بن تسيون نتنياهو البولندي الاصل والمولود في تل ابيب في 21 اكتوبر 1949 يحكم كيان الاحتلال منذ بداية العام 2009 ، تولى العديد من المناصب السياسية والدبلوماسية منها منصب ممثل اسرائيل في الامم المتحدة في الثمانينات وشارك في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين في "اوسلوا" و "واي ريفر" ثم تولى وزارة الخارجية في عهد ارئيل شارون في 2002 ثم وزارة المالية في 2003 ثم اصبح رئيسا للوزراء في 31/3/2009 .

منذ توليه منصب رئيس الوزراء عمل نتنياهو على تكريس سياسية الاستيطان وتوسيع المستوطنات ومصادرة الاراضي التي يمتلكها الفلسطينييين بل واكثر من ذلك شجع على اخلاء عائلات مقدسية من بيوتهم وطردها خارج مدينة القدس وارسى زمرة من القوانين العنصرية الجائرة التي التي تساهم في تكريس سياسة الاستيطان والسيطرة على مقدرات الشعب الفلسطيني في القدس والضفة .

كلما شعر نتنياهو ان حكمه في مأزق قام بتصدير ازماته الداخلية نحو الفلسطينيين فشن حربين متتاليتين على قطاع غزة من اجل تعزيز قوته في الشارع الاسرائيلي وهزم خصومه السياسيين .

واجه نتنياهو عدة اتهامات له بالفساد حيث فتح المدعي العام الاسرائيلي تحقيقا في قضية قبوله هدايا وعطايا وغيره الا ان هذه التحقيقات يتم اغلاقها بقدرة قادر .

نتنياهو ليس الزعيم القوي في اسرائيل لكنه يتحالف مع قوى اليمين المتطرف ويقوم بإسترضائهم بحقائب ومناصب سياسية ووزارية للحفاظ على استمرارية حكمه وفي كل مرحلة يسعى الى تعزيز نفوذه من خلال التحريض على الفلسطينيين ومهاجمة الرئيس ابومازن وتشجيع جمعيات الاستيطان واحتضانها .

خرج علينا نتنياهو بالامس بتصريح قال فيه ان اسرائيل يجب ان تحتفظ بالسيطرة الامنية والعسكرية على الضفة حتى بعد الاتفاق مع الفلسطينيين ويجب التركيز على تطبيع العلاقات مع الدول العربية .

هو يعلم ان هذا التصريح الخطير يدل على انه ليس شريكا في صنع السلام وانهاء ملف الصراع العربي الاسرائيلي على اساس قرارات الشرعية الدولية واقامة دولتين لشعبين، ومن يتحدث بهذه اللغة العنجهية التي تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني لا يمكن الوثوق به و هو برهان ساطع على ان عقليته لازالت غير ناضجة لفكرة السلام وانما يمتلك عقلية وثقافة تفوح منها نزعة السيطرة والاستقواء والاضطهاد .

ان تصريحات نتنياهو هذه تدل بشكل قاطع ان نتنياهو يعشق استراتيجية الوضع الراهن التي تضمن للاحتلال الاستمرار في قضم الاراضي الفلسطينية والسيطرة على مواردنا ويجب ان لا نعلق الامل على اي مفاوضات معه فصناع السلام يتميزون بالشجاعة واحترام حقوق غيرهم اما مع هذه التصريحات فلا يمكن ان نقول الا اننا امام شخص ضعيف تسيطر عليه ازمة الوجود لكيانه فالذي يرتعب من فكرة السلام لا يمكن ان يكون شريكا لتحقيقه ..

بناءا على ذلك فإن المجتمع الاسرائيلي مطالب بانهاء حقبة نتنياهو وحلفائه وانتخاب قادة اخرين يمتلكون الشجاعة والتأثير لاتخاذ قرار حاسم بانهاء الصراع مع الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية والا فان المستقبل سيبقى غامضا ليس فقط للقضية الفلسطينية وانما لمستقبل اسرائيل ايضا.