اللواء

وفد «حزب الله» قدم التعازي بالسمراوي في سفارة فلسطين

وفد «حزب الله» متوسطاً مسؤولي الفصائل الفلسطينية خلال اللقاء في سفارة فلسطين

قام وفد مركزي من قيادة «حزب الله» برئاسة مسؤول الملف الفلسطيني النائب السابق الحاج حسن حب الله أمس، بزيارة سفارة فلسطين في لبنان لتقديم التعازي بإسم قيادة الحزب، للقيادة الفلسطينية باستشهاد محمد خليل السمراوي ولعائلة الشهيد.

تقبل التعازي سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور واركان السفارة، امين سر فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» وحركة «فتح» في لبنان فتحي ابو العردات، مسؤول اقليم حركة «فتح» في لبنان رفعت شناعة، مسؤول حركة «الجهاد الاسلامي» ابو عماد الرفاعي، مسؤول «الصاعقه» في لبنان ابو حسن غازي، وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلو اللجان الشعبية وحشد من اهالي مخيم برج البراجنة وعائلة واقرباء واصدقاء الشهيد.

{ وقدم الحاج حب الله التعازي بالشهيد  السمرواي بإسم السيد حسن نصر الله وقيادة الحزب، مؤكداً «ان اهالي الضاحية والشعب الفلسطيني على خط واحد وهو تحرير فلسطين، والعدو واحد، هو الذي اعتدى علينا و احتل ارضنا وشرد شعبنا»، مشيراً  انه «رغم الظروف الصعبه والضغوطات الكثيرة التي يمر بها الحزب والمنطقة العربية والامة العربية، حصل اشكال الا اننا تداعينا نحن والفصائل الى توصيف الاشكال، من قبل كل الفصائل الفلسطينية و«حزب الله» بان الذي حصل  كان اشكالاً فردياً، لأن ما يربط  بين الشعبين علاقة  اخوية متينة على مدى سنين،  ولكن بسبب الضغط حصل هذا الاشكال وادى الى وفاة فقيدنا، وهذا الشهيد كما هو شهيدكم هو شهيدنا، ونحن كما انتم امة واحدة وطريقنا واحدة، واننا في هذه الظروف الان نحتاج الى مد يد المساعدة الى بعضنا البعض»، مشيرا الى «عقد سلسلة لقاءات بين الفصائل الفلسطينية في مخيم برج البراجنه وقيادة الحزب لاعداد خطة تعاون بما فيه مصلحة للجميع».

{ والقى كلمة فلسطين فتحي ابو العردات اكد فيها «ان الدماء الذكية لن تذهب هدراً لانها فدية عن المخيم والعلاقات اللبنانية -الفلسطينية التي عمدت بالدماء في مواجهة العدوان، والعلاقة بيننا هي علاقة متينة لا يمكن ان  تزعزعها اي اشاعات او احداث، وعلاقتنا تقوم على اهداف واحدة وهي مواجهة العدو الاسرائيلي».

وشدد على «ضرورة التعاون بين الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني داخل المخيم من اجل ان يعيش اهله في امن واستقرار، ووحدة وطنية داخلية والحفاظ على حسن الجوار حتى العودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».

{ كما القى ابن الفقيد فؤاد محمد السمراوي كلمة جاء فيها: «نحن ابناء فلسطين، ابناء قضيتها، وابناء الشهيد ياسر عرفات واشقاء الشهيد عباس الموسوي، ونحن واياكم على درب الشهاده، درب فلسطين، وبندقيتنا وبندقيتكم باتجاه واحد فقط، هو فلسطين ودماؤنا ودماؤكم واحدة وفي سبيل الهدف الواحد».

كلمتي لكم يا من تريدون الاصطياد في ماء الفتنة العكراء، خسئتم فلن تستطيعوا احداث شرخ بيننا وبين اهلنا في الضاحية عموماً، وبين اخواننا في «حزب الله» خصوصاً ، وبكلمات قصيرة ومعبرة، الضاحية وأهلها لنا نحن ومخيمنا في برج البراجنة هو لأهل الضاحية، وكفى».

 

الحياة:

قوة فلسطينية رمزية تنتشر في عين الحلوة

لتنأى بالمخيم عن الصراع اللبناني... والسوري

 

تضاربت الآراء حول فاعلية الخطوة التي اتخذتها الفصائل والقوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بتشكيل قوة أمنية مشتركة من 50 عنصراً تتولى ضبط الوضع الأمني داخل المخيم ومنع إقحامه في الصراع اللبناني - اللبناني أو في التداعيات المترتبة على التأزم السياسي والعسكري الذي ما زالت تشهده سورية، وتحييده عن استخدامه ورقة ضاغطة يمكن ان تدفع في اتجاه المزيد من التوتر مع جواره في ضوء ما يتردد من حين الى آخر من أنه تحول الى حاضنة لعدد من المطلوبين في حوادث التفجير.

وفيما اعتبر البعض خارج عين الحلوة أن الأمر ليس أكثر من خطوة إعلامية من دون أن يكون لها أي تأثير في مجريات الأحداث في مخيم يحتضن العدد الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، رأى الآخر أن هذه الخطوة الجامعة والأولى من نوعها في المخيم لا تقاس بعدد العناصر التي تتشكل منها القوة الأمنية المشتركة وإنما في القرار السياسي الذي أملى تشكيلها والذي من شأنه ان يوفر لها الغطاء الميداني للحفاظ على التهدئة فيه وعدم تحويله الى عبء أمني يرمي بثقله على المقيمين في المخيم من ناحية وعلى المناطق المجاورة له من ناحية ثانية.

ويؤكد الذين يدافعون عن قرار تشكيل القوة الأمنية المشتركة لـ «الحياة»، أن أهميتها تكمن في مشاركة «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) فيها وللمرة الأولى، «وهذا ما يؤمّن لها الغطاء السياسي المطلوب»، خصوصاً أنها تتشكل من عناصر تنتمي الى منظمة التحرير الفلسطينية بقواها الرئيسة وتحديداً حركة «فتح»، وقوى التحالف الفلسطيني التي تضم إضافة الى «حماس»، «حركة الجهاد الإسلامي» ومنظمة «الصاعقة» الموالية للنظام في سورية و«فتح الانتفاضة» و«جبهة النضال الشعبي»، و«جبهة التحرير الفلسطينية»، إضافة الى القوى الإسلامية بدءاً بـ «عصبة الأنصار» ومروراً بـ «الحركة الإسلامية المجاهدة» برئاسة الشيخ جمال خطاب وانتهاءً بـ «انصار الله» بقيادة جمال سليمان.

ويرفض هؤلاء التعامل مع تشكيل القوة على أنها «قنبلة صوتية وإعلامية غير قادرة على ضبط الوضع داخل المخيم»، مذكرين بأنها تتشكل من جميع القوى الفلسطينية الفاعلة في عين الحلوة، وموضحين ان رئاستها أُسندت الى العقيد في حركة «فتح» أحمد النصر يعاونه نائبه من «حماس».

ويضيف هؤلاء أنه تم التوافق على تخصيص موازنة للقوة الأمنية تكفلت بتأمينها وبشكل أساسي «فتح» و «حماس» وستخصص لصرف رواتب شهرية لعناصرها، اضافة الى تأمين التجهيزات اللازمة لتفعيل دورها في الحفاظ على الأمن.

ويلاحظ المدافعون عن تشكيل القوة الأمنية أن ضبط الأمن في حي الطوارئ في المخيم أنيط بالقوى الإسلامية وعلى رأسها «عصبة الأنصار»، ويعزون السبب الى أنها «الأقدر على ضبط الوضع فيه من خلال وضعها خطوطاً حمراً لمنع بعض المطلوبين للقضاء اللبناني من لعب أي دور سلبي أو القيام بأي عمل يهدد الاستقرار، خصوصاً إذا ما اتسم بطابع أمني يراد منه ضرب الجهود الرامية الى التهدئة في المناطق المحيطة بالمخيم».

وبكلام آخر، يقر هؤلاء بأن أكثر من مطلوب لجأ في الآونة الأخيرة الى عين الحلوة استناداً الى مصادر أمنية رسمية، ويقولون إن اتهامات وجهت الى مطلوبين على خلفية ضلوعهم في تجهيز العبوات أو في نقل مواد تستخدم في إعدادها من المخيم الى خارجه.

كما يؤكد المدافعون ان لدى القوة الأمنية القدرة السياسية والعسكرية لمنع «جند الشام» و «فتح الإسلام» التي انتقلت من مخيم نهر البارد الى عين الحلوة، من القيام بأعمال تخل بالأمن وتهدد علاقة عين الحلوة بالمناطق المجاورة له، اضافة الى انهم يعترفون بأن هاتين المجموعتين كانتا وراء تأمين الملجأ لعدد من المنتمين الى إمام مسجد بلال بن رباح في عبرا الشيخ أحمد الأسير، وانه لا بد من شلّ قدرتهم على القيام بأي نشاط أمني.

أما في خصوص الأسباب التي دفعت الى التسريع بتشكيل القوة الأمنية المشتركة، فيؤكد هؤلاء ان الإشكال الذي وقع أخيراً بين عناصر فلسطينية من مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت وأخرى من «حزب الله»، كان الدافع الى البحث في كيفية تحييد المخيمات عن الصراع الدائر في لبنان من جهة، وعن تداعيات الأزمة السورية وارتداداتها على الساحة المحلية من جهة ثانية.

ويرى هؤلاء أنه آن الأوان للقيام بإجراءات عملية تنأى بالمخيمات الفلسطينية عن التدخل في الصراع اللبناني - اللبناني لئلا يتحول من يقيم فيها الى كبش محرقة تدفع بالفلسطينيين الى دفع أثمان باهظة هم في غنى عنها، ويؤكدون أن هناك رغبة جامعة بعدم تكرار مأساة نهر البارد التي أدت الى تهجير سكان هذا المخيم نتيجة تغلغل عناصر من «فتح الإسلام» فيه وقيامهم بالاعتداء على الجيش اللبناني.

ويضيف المدافعون أن القوة الأمنية باشرت نشر الحواجز في الأحياء الرئيسة في المخيم لتكون على أهبة الاستعداد للتدخل لدى حصول أي إشكال قبل أن يتحول الى اشتباك يختلط فيه الحابل بالنابل. ويؤكدون ان لدى جميع الفصائل الرغبة في التنسيق مع القوى الأمنية اللبنانية وأولها الجيش اللبناني، وهي سارعت الى تثبيت حواجزها عند جميع المداخل المؤدية الى عين الحلوة لقطع الطريق على المطلوبين من اللجوء اليه.

ويوضح هؤلاء أن ملف المطلوبين للقضاء اللبناني «سيعالج بهدوء وبنفس طويل»، وأن استتباب الأمن في المخيم «سيؤدي حتماً الى محاصرتهم وعزلهم ومنعهم من التأثير في سكانه».

من جهة ثانية، صدر عن قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه - انه «بتاريخ 14-9-2013 (أمس) أقدم المدعو أحمد منصور من التابعية الفلسطينية الملقب بـ «أبو خالد» على إطلاق النار من سلاح حربي خفيف في اتجاه مجمع للنازحين السوريين في مبنى كلية الإمام الأوزاعي عند مدخل صيدا الشمالي، ما أدى الى إصابة شخصين من التابعية السورية بجروح طفيفة، وعلى أثر ذلك تدخلت دورية من الجيش وأعادت الوضع الى طبيعته وتجري ملاحقة مطلق النار لتوقيفه وتسليمه الى القضاء المختص».

 

المستقبل/اللواء/الديار:

رسالة طمأنة فلسطينية الى الداخل والخارج أم تحسباً لما هو آت؟

انتشار القوة الأمنية المشتركة في "عين الحلوة"

                  

رغم انه لا ينتظر من القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة التي انتشرت الأحد في مخيم عين الحلوة متابعة قضايا امنية كبرى مرتبطة بملفات داخلية او لبنانية او اقليمية، الا ان مجرد انتشار هذه القوة في اكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في لبنان واقل مساحة تتداخل فيها كل الملفات المذكورة، يشكل بحد ذاته تطورا ايجابيا يريح بعضا من الأجواء الأمنية المحتقنة، ويبعث برسالة اطمئنان وامان من مخيم قيل الكثير وتوقع الكثيرون ان تنطلق منه شرارة احداث امنية لتنتقل الى مناطق اخرى، فاذا به يفاجئ الجميع بخطوات ثابتة وواثقة نحو تثبيت الأمن والاستقرار فيه بما يعكسه ذلك ايضا من امن واستقرار للجوار.

لكن اللافت في الأمر هو ما رافق انتشار هذه القوة من علامات استفهام حول طبيعة المهام الميدانية التي ستتولاها، والتي تم تحديدها بالشكل على انها تهدف لتسهيل الحياة اليومية لسكان المخيم والتخفيف من مشاكل الازدحامات في السير مع بدء المدارس وتثبيت الأمن الاجتماعي وتنظيم حركة الأسواق، الا انها في المضمون لامست مواصفات "الأمن الاحترازي" ليس فقط للمخيم وداخله، وانما ايضا للجوار اللبناني خاصة بعد الحادث الذي وقع في مخيم برج البراجنة بين "حزب الله" وشباب فلسطينيين واوقع قتيلا وعددا من الجرحى، سيما وان القوة الأمنية المنتشرة في "عين الحلوة" ستتخذ لها نقاطا ثابتة وغير ثابتة لتفتيش السيارات الداخلة والخارجة وفق ما كشف امين سر القوى الاسلامية الشيخ جمال الخطاب حيث اكد ان هذه القوة ستتولى حفظ امن المخيم داخليا وستقيم نقاط تفتيش عند اطرافه.

وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة ان انتشار القوة الأمنية في "عين الحلوة" سبقه ورافقه اشكاليتان، الأولى طرح موضوع نشر القوة الأمنية في منطقة حي الطوارئ وصولا الى مشارف "التعمير التحتاني"، حيث يتواجد فلول من تبقى من عناصر فتح الاسلام وجند الشام، علما ان هذا الحي يخضع لسيطرة عصبة الأنصار الاسلامية، وهو الأمر الذي دفع ببعض القوى الاسلامية للتردد مبدئيا في المشاركة ضمن هذه القوة كي لا توضع هذه القوة الأمنية بمن تمثل في مواجهة ملفات امنية اكبر من الهدف الذي انشئت لأجله. والاشكالية الثانية هي عدم مشاركة "انصار الله"، وهو تنظيم فلسطيني - اسلامي مقرب من "حزب الله" وايران، في القوة الأمنية رغم تحديد نسبة تمثيلهم فيها بخمسة عناصر..!.

ووفق المصادر نفسها فان القوة المنتشرة لن تكون قوة ضاربة بقدر ما هي قوة أمنية محددة المهام لحفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على النظام وتنظيم حركة الأسواق والشوارع وازالة المخالفات والتدخل عند اي اشكال فردي منعا لتطوره.. وهي ستتخذ من مقر لجنة المتابعة في بستان القدس مقرا رئيسيا لها بالاضافة الى نقطتين ثابتتين عند مفترق سوق الخضار وفي منطقة عيلبون جنوبي المخيم، ونقاطا غير ثابتة لا سيما عند اطراف وداخل المخيم، فكيف تم نشر القوة الأمنية في عين الحلوة وما هي خارطة انتشارها؟.

عند الثامنة صباحاً، حضر الى مقر لجنة المتابعة في بستان القدس في المخيم ممثلو القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية، وقائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب ومسؤول القوة الأمنية العميد احمد النصر في الوقت الذي بدأت فيه عناصر هذه القوة وعددهم نحو 45 عنصرا بالتجمع خارج مقر اللجنة مزودين بأسلحة رشاشة، وموزعين حسب مصادر اللجنة: 20 عنصرا من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية و15 عنصرا من تحالف القوى الفلسطينية و10 عناصر من القوى الاسلامية فيما لم يحضر اي من العناصر الخمسة الممثلين لتنظيم أنصار الله والذي لم يشارك في انتشار هذه القوة . واشرف على انتشار القوة الأمنية عدد من الضباط من القوى الفلسطينية المشاركة.

وقد شمل انتشار القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة مختلف احياء وشوارع المخيم، بدءا من منطقة بستان القدس صعودا الى الشارع الفوقاني ثم توزعت على مختلف الشوارع وقامت بنشر عناصر لها عند المفارق الرئيسية وفي محيط المؤسسات والمكاتب وسوق الخضار بالاضافة الى مداخل المخيم حيث قاموا بالتدقيق في السيارات العابرة وتنظيم حركة المرور.

عقل

وقبيل انتشار القوة الأمنية تحدث عدد من ممثلي القوى والفصائل المشاركة، فقال الناطق باسم "عصبة الأنصار" الشيخ ابو الشريف عقل: "هذه الخطوة المباركة بين كافة اطياف العمل السياسي الفلسطيني هي من اجل مواجهة مرحلة خطرة جدا تمر بها المنطقة عموما. فتعزيز واطلاق القوة الأمنية هو من اجل الحفاظ على امن المخيم والكل يدرك ان الحفاظ على امن المخيم هو حفاظ على امن الجوار ايضا. فنحن يهمنا الاستقرار في المخيمات كما يهمنا الاستقرار في لبنان عموما. ولهذه القوة الأمنية ان شاء الله مهمة مرحلية وثانوية، مهمة حفظ الأمن في المخيمات انما ان شاء الله الجميع حريص على ان تتوحد كافة الجهود من اجل التوجه باتجاه فلسطين. اهلنا وناسنا ومخيمنا والجوار امانة في اعناقنا والجميع حريص على استقرار المخيم والجوار وهذا ما نتمناه لكل العالم العربي والاسلامي".

ابو عرب

وقال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب: "أجمعنا على تدعيم القوة الأمنية الموجودة وتعزيزها لأنه آت علينا موسم المدارس ومشكلة السير والعجقات في الطرقات حتى نخفف عن شعبنا واهلنا والموجودين داخل المخيم. فهناك 100 الف نسمة في المخيم وآت علينا في الشتاء مأساة، كلنا اجتمعنا من اجل مصلحة المخيم وامنه واستقراره وليس لنا الا الأمن والاستقرار والهدوء في المخيم".

 

عبد الهادي

وقال مسؤول العلاقات السياسية في حركة حماس في لبنان احمد عبد الهادي : "في هذا الصباح الباكر المبارك نستجيب لشعبنا في مخيم عين الحلوة الذي ينتظر منا الكثير من اجل تكريس وتثبيت امن واستقرار المخيم وخصوصا اننا نمر في مرحلة في غاية الحساسية وفي غاية الصعوبة.. هذه القوة باذن الله تعالى ستوصل رسائل تطمينية الى اهلنا وابناء شعبنا ان الفصائل والقوى جميعها تجتمع اليوم بوحدة موقف فلسطيني من اجل الحفاظ على امنهم, ورسائل الى الجوار باننا جزء من امن واستقرار لبنان وليس جزءا من الاخلال بالأمن في لبنان".

خطاب

وقال امين سر القوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة الشيخ جمال خطاب: "اليوم تتجلى وحدة كافة القوى الفسلطينية في المخيم ويظهر حرص الجميع على الامن والاستقرار في المخيم وجواره عبر هذه القوة الأمنية التي تشمل كافة الأطر من تحالف ومنظمة وقوى اسلامية، كلها مجتمعة على نشر هذه القوة لحفظ امن المخيم داخليا اضافة الى نقاط التفتيش على اطراف المخيم، وذلك من اجل تسهيل امور وحياة الناس وايضا ضبط الأمن والاستقرار الاجتماعي داخل المخيم اضافة الى امن الجوار من خلال نقاط التفتيش التي تضم الجميع والتي هناك اتفاق عليها من كافة القوى".

وعن الاتهامات التي توجه للمخيم بانه يؤوي جبهة نصرة والقاعدة قال: "هذه الاشاعات والأكاذيب الواقع يكذبها فلم يخرج من "عين الحلوة" لا سيارات مفخخة ولا عمليات امنية هنا او هناك، فكل المخيم حافظ على امنه وامن جواره وكان له دور كبير في استقرار الداخل. ولذلك لم يحصل ان القوى الأمنية طالبت بشخص واحد من مخيم عين الحلوة تتهمه لا بسيارات مفخخة ولا باي عمل امني، وهذا دليل على ان الاكاذيب التي يروجها البعض هي عارية عن الصحة، وانما هي تستهدف تشويه صورة المخيم لاعطاء مبرر لقوى خارجية لضرب المخيم ولتهجير الفلسطينيين من المخيمات الى خارجها".

العينا

وقال مسؤول حركة الجهاد الاسلامي في الجنوب شكيب العينا: "يليق للشعب الفلسطيني ان يشهد هذه الوحدة الوطنية التي تجلت من خلال تشكيل القوة الأمنية وبالتالي انتشارها اليوم في المخيم من باب بعث الأمن والاطمئنان لشعبنا الفلسطيني وهي رسالة للداخل الفلسطيني اننا منسجمون مع امن شعبنا واستقراره واننا على الحياد الايجابي وجزء من استقرار لبنان ولسنا عامل توتير. نحن الى جانب كل القوى الوطنية والاسلامية نؤكد على وحدة الموقف الفلسطيني والذي ترجم عمليا بانتشار هذه القوة".

النصر

وقال قائد القوة الأمنية العميد احمد النصر: "النقاط التي توافقنا على ان تكون من مهمات انتشار القوة الأمينة هي: السير، اماكن الأونروا والأماكن العامة وحل المشاكل الاجتماعية والمدارس، كل ذلك سيتابع ولدينا برنامج يومي بالتواصل مع جميع الفاعليات ولجان القواطع والأحياء".

مقدح

وقال امين سر لجنة المتابعة الفلسطينية عبد مقدح: "ما زلنا نعمل جميعا في سبيل امن واستقرار المخيم وعلينا جميعا حمايته من النواحي المختلفة، ونحن حريصون على الوحدة الوطنية والعمل المشترك من اجل انجاح هذه القوة ونطلب من اهلنا التجاوب والتعاون من اجل تسهيل مهمة هذه اللجنة. ونؤكد ان مرجعية هذه القوة هي لجنة المتابعة. وان شاء الله يكون هذا المخيم دائما امنا ومستقرا".

اليوسف

وبعد اتمام انتشار القوة الأمنية عقد ممثلو القوى الوطنية والاسلامية اجتماعا لهم في مقر الأمانة العامة لجبهة التحرير الفلسطينية في جبل الحليب. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة صلاح اليوسف: "هذه القوة الأمنية كانت مطلبا شعبيا جماهيريا فصائليا وكان هناك توافق من كل الوان الطيف الفلسطيني الوطنية والاسلامية على انتشارها لحفظ امن واستقرارالمخيم والجوار اللبناني وعدم الانجرار وراء اي فتنة تحاك من اي طرف كان. مهمة القوة الأمنية بالدرجة الأولى تسهيل امور الناس وحياتهم اليومية وحركة المدارس والسير وتخفيف جزء ولو بسيط من معاناة اهلنا في "عين الحلوة"، وهي اذا اثبتت نجاحها وفاعليتها ونأمل ذلك فانها ستكون قابلة للتطوير والتعديل بما فيه تثبيت وتعزيز امن المخيم والجوار".

أهالي المخيم

تفاوت رد فعل اهالي المخيم على نشر القوة الأمنية بين مرحب ومثن على هذه الخطوة وبين معتبر انها ناقصة كون هذه القوة ليس لديها صلاحيات كبيرة.

وقال محمد ايوب: "شيء مهم ان يكون لدينا هكذا قوة امنية لحفظ الأمن لكن يجب ان تعطى صلاحيات، لملاحقة وتوقيف المخلين بالأمن".

وقال زياد قمر: "نحن يهمنا امن المخيم، بغض النظر عمن يشارك في تثبيت هذا الأمن من القوى الفلسطينية، وجيد انهم مجتمعون على ذلك، وان شاء الله تنجح هذه اللجنة ويتعاون الجميع معها دون استثناء ونحن ندعمها.. لان مساحة المخيم كلم مربع واحد وفيه 100 الف نسمة ومدارس وسيارات وعجقة وحفريات واشغال وكل ذلك يحتاج الى ضبط للأمور على الأرض".

ومن جهته قال احمد الكزماوي: "نقول هؤلاء هم سياجنا ونسأل الله ان يوفقهم لحماية هذا المخيم من الأذى ومن الفتن وان يحافظوا على امن المخيم".

وقالت الحاجة "ام فهد": "نسأل الله ان يصلح الحال بأحسن حال ونتمنى للجميع الخير، فيما تمنى الطالب محمد العلي "ان تحمل هذه القوة الأمنية الأمن والأمان للمخيم ولا نعود نسمع " طخطخة " من هنا ومن هناك".

 

المستقبل:

اتحاد المؤسسات الإغاثية في صيدا يدين إطلاق النار:

مجمع الإمام الأوزاعي للنازحين لا يقع ضمن مسؤوليتنا

 

بعد حادثة اطلاق النار التي شهدها مجمع الامام الأوزاعي للنازحين في صيدا ليل السبت الأحد، صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، أمس، البيان الاتي: "بتاريخ 14/9/2013 وعند الساعة 22,40 اقدم المدعو لؤي احمد منصور من التابعية الفلسطينية الملقب بـ ابو خالد، على اطلاق النار من سلاح حربي خفيف في اتجاه مجمع للنازحين السوريين في مبنى كلية الاوزاعي عند مدخل صيدا الشمالي، ما ادى الى اصابة شخصين من التابعية السورية بجروح طفيفة.

على اثر ذلك، تدخلت دورية من الجيش واعادت الوضع الى طبيعته، وتجري ملاحقة مطلق النار لتوقيفه وتسليمه الى القضاء المختص".

كما اصدر اتحاد المؤسسات الاغاثية في صيدا بيانا جاء فيه: "بتاريخ 14/9/2013 حصل خلاف بين عدد من العمال السوريين ومتعهد إنشاءات داخل مجمع الإمام الأوزاعي للنازحين في صيدا وتخلله تضارب وإطلاق نار، وعليه يهمنا توضيح التالي:

أولاً: إدانة ما حصل بكامل تفاصيله وخاصة وجود إستعمال السلاح بين النساء والأطفال.

ثانياً: مطالبة الأجهزة الأمنية والقضائية بالتحقيقات اللازمة وإنزال أشد العقوبات بالمشاركين والمتسببين بما حصل.

ثالثاً: إن المجمع المذكور لا يقع ضمن مسؤوليات إتحاد المؤسسات الإغاثية في صيدا وهو ضمن مسؤولية الأمم المتحدة.

رابعاً: يؤكد الإتحاد رفع الغطاء والمسؤولية عن أي مخل بالأمن ويدعو الأجهزة الأمنية لأخذ دورها في تأمين ومتابعة كل تجمعات النازحين في صيدا مع تأكيدنا على التعاون التام في هذا المجال".

 

النهار:

فلسطيني اطلق النار على لاجئين سوريين

أصدرت قيادة الجيش بيانا امس جاء فيه: "عند الساعة 22:40، اقدم المدعو لؤي احمد منصور من التابعية الفلسطينية الملقب بـ"ابو خالد"، على اطلاق النار من سلاح حربي خفيف في اتجاه مجمع للاجئين السوريين في مبنى كلية الاوزاعي عند مدخل صيدا الشمالي، مما ادى الى اصابة شخصين من التابعية السورية بجروح طفيفة.

على اثر ذلك، تدخلت دورية من الجيش واعادت الوضع الى طبيعته، وتجري ملاحقة مطلق النار لتوقيفه وتسليمه الى القضاء".

 

 

السفير:

انتشار أمني في عين الحلوة

المهمة الأولى للقوة الفلسطينية المشتركة الحفاظ على الأمن المجتمعي

محمد صالح

انتشرت صباح أمس القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة. وتتألف القوة من 50 عنصراً موزعين فصائلياً على النحو الآتي: 20 عنصراً من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية و15 عنصرا من تحالف القوى الفلسطينية و10 عناصر من القوى الاسلامية و5 عناصر من «انصار الله». ويجري الحديث عن إمكان إلحاق عشرة عناصر بالقوة بصفة ضباط.

ومن المقرر ان يشمل انتشارها الاماكن التربوية والمؤسساتية والمراكز الحساسة التابعة للمؤسسات الدولية، مثل «الاونروا».

وشدد قائدها االعقيد أحمد النصر على أن «القوة الامنية الحالية بعديدها وعتادها الراهن لن تكون قوة امنية ضاربة، الا ان من صلب مهماتها الحفاظ على الامن المجتمعي للمخيم كحفظ الأمن والاستقرار وعدم التعديات وإزالة المخالفات ومنع تطور أي إشكال فردي لحظة وقوعه، إضافة الى ما يتعلّق بتنظيم المرور في الاحياء الاكثر ازدحاما واكتظاطا كسوق الخضار».

ويسأل مصدر أمني فلسطيني في المخيم: «هل سيشمل انتشار القوة الامنية المشتركة في البؤرة الامنية الاكثر حساسية في منطقة عين الحلوة كحي التعمير الملاصق لمخيم الطوارئ (معقل «عصبة الأنصار»)، حيث تنتشر عناصر مسلحة تابعة للإسلاميين المتشددين كجند الشام وفتح الإسلام ومجموعة بلال بدر وعدد من انصار الشيخ أحمد الأسير؟».

يتابع المصدر: «ماذا إذا طلب الجيش اللبناني متهماً أو مطلوباً أو مداناً بقضايا امنية وصدرت بحقه مذكرات توقيف وجلب من القضاء اللبناني؟ فمن هي الجهة التي سترفع الغطاء السياسي والامني عنه، ولا سيما أن القوة الامنية المشتركة لن تتحرك لتوقيفه وإحضاره لأنه ليس من مهماتها كونها لجنة امن مجتمعي، وستحيل الامر إلى لجنة المتابعة وفق الآلية المعتادة؟».

واعتبر عضو قيادة لجنة المتابعة في المخيم نضال عثمان أن «هدف الخطوة هو تأمين الحد الادنى من مقومات الامن والاستقرار لأهلنا في المخيم». ودعا إلى «تأمين مستلزمات نجاح القوة كون اهالي المخيم بحاجة ماسة إلى فسحة من الامن والهدوء والاستقرار، خصوصاً مع بدء العام الدراسي».

 

السفير:

إطلاق نار في مجمع للنازحين

 

انشغلت الاوساط الاغاثية والامنية والسياسية في عاصمة الجنوب بحادثة اطلاق النار في محيط مركز مجمع الأوزاعي للنازحين السوريين (قيد الانشاء) عند المدخل الشمالي لصيدا، حيث سمعت أصوات رشقات نارية وجرى الحديث عن اصابة ثـــــلاثة اشــــخاص بينــــــهم سوريان من النازحــــين وفلسطيني من عين الحلوة. واستمرت تداعيات الحادثة التي وقعت قبيل منتصف ليل السبت الماضي، لا سيما أن المركز يقع ضمن مسؤولية الأمم المتحدة الاغاثية التي تشرف عليه وليس من ضمن مسؤولية اتحاد المؤسسات الإغاثية في صيدا. لا رواية واحدة للإشكال الذي بدأ تضارباً بالايدي وشهد إطلاق نار. وتشير مصادر امنية متابعة إلى اعتبار الحادث «شخصياً» وأسبابه عدم دفع رواتب وأجور لاشخاص من النازحين السوريين عملوا لدى لؤي احمد منصور (فلسطيني) بأشغال متعلقة بايواء النازحين السوريين، علما أن منصور يعمل متعهداً في مجال اغاثة النازحين.

وتروي المصادر أن الخلاف بدأ عندما انهال عدد من النازحين على منصور بالضرب وبتحطيم سيارته، مما أدى إلى اصابته في رأسه وجسده. فانتصر له عدد من الأقرباء والأصدقاء، وفي الأثنـــــاء اطـــلق النــار في اتجــــاه مركــــز الايـواء.

وصدر عن قيادة الجيش مديرية التوجيه، البيان الآتي: «أقدم المدعو لؤي احمد منصور من التابعية الفلسطينية الملقب بابو خالد، على اطلاق النار من سلاح حربي خفيف في اتجاه مجمع للنازحين السوريين في مبنى كلية الاوزاعي عند مدخل صيدا الشمالي، ما أدى إلى اصابة شخصين من التابعية السورية بجروح طفيفة. على اثر ذلك، تدخلت دورية من الجيش وأعادت الوضع إلى طبيعته، وتجري ملاحقة مطلق النار لتوقيفه وتسليمه إلى القضاء المختص».

 

كي لا ننسى صبرا وشاتيلا

 

وصل إلى بيروت مساء أمس الوفد الدولي للتضامن مع ضحايا صبرا وشاتيلا. ويضمّ الوفد مجموعة من الشخصيات الإيطالية والأميركية، علاوة على شخصيات أوروبية وآسيوية. وكان المناضل اليساري الإيطالي ستيفانو كياريني أسس لجنة «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا». وهذا الوفد هو استمرار لتقليد دأبت عليه اللجنة منذ أكثر من عشر سنوات، وهو المجيء إلى لبنان في أيلول من كل سنة لإحياء ذكرى الشهداء الذين سقطوا في 16 و17 أيلول 1982. وسيشارك الوفد اليوم في «المنتدى العربي الدولي لمناهضة العدوان الأميركي على سوريا»، وسيضع إكليلاً من الورد على النصب التذكاري للشهيد معروف سعد، وسيزور سجن الخيام وبوابة فاطمة وبلدة مارون الراس ويُنهي يومه الأول بتلبية دعوة إلى العشاء من مؤسسة رفعت النمر.

 

الاخبار:

القوّة الأمنية في عين الحلوة: طار «أنصار الله» وحطّت «حماس»

آمال خليل

في مثل هذه الأيام، قبل عامين، قررت السلطة الفلسطينية في رام الله إلغاء الكفاح المسلح، الذي كان يتولى ضبط أمن المخيمات. وقررت «فتح» دمج مؤسساتها العسكرية في جهاز الأمن الوطني، لكن الاخير لم ينجح في الامتحان، بسبب عراقيل فتحاوية، وأخرى ترتبط بالفصائل الأخرى.

بإشراف السفارة الفلسطينية وبمباركة الأطراف اللبنانية الأمنية والسياسية، خرجت فكرة القوة الأمنية المشتركة بين الفصائل الوطنية والإسلامية، ولا سيما بعد اشتباك تعمير عين الحلوة عندما اعتدى عناصر من بقايا جند الشام وفتح الإسلام على حاجز للجيش. ضربت مواعيد عدة لوضع القوة قيد التنفيذ. إلا أنها كانت تؤجل، تارة بسبب ضيق الإمكانات المادية للفصائل والقوى، وأحياناً بسبب رفض حركة حماس المشاركة، والتي اشترطت لدعمها بالعديد والمال ترؤسها القوة وشمول حي الطوارئ في نطاقها. تلك العراقيل أدت إلى تقليص عديد القوة من 150 عنصراً إلى 50 وعشرة ضباط موزعين بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، ويكونون بإمرة العقيد الفتحاوي أحمد النصر.

صبيحة السبت، ضرب الموعد الأخير لنشر القوة عند الثامنة من صباح الأحد بمقاطعة من حماس، لكن شمس أمس أشرقت على تراجع حماس عن مقاطعتها، وقررت المشاركة في القوة التي تتمثل فيها بعدة عناصر، من بينهم نائب قائدها الحاج عمار، بحسب ما أعلن ممثلها في لبنان علي بركة. وعن سبب عودة حماس عن مقاطعتها، أشار بركة إلى أن الحركة استجابت للقوى التي طالبتها بالمشاركة حفاظاً على وحدة الصف الفلسطيني. الشمس ذاتها حملت خبر انسحاب جماعة «أنصار الله» من القوة، وسحب عناصرها الخمسة الذين تمثلت بهم. والسبب، بحسب اوساط الجماعة، عدم دعوتهم الى الاجتماع التنسيقي، الذي عقد ليل السبت لوضع اللمسات الأخيرة قبل نشر عناصر القوة. وتلقى مسؤول الجماعة الشيخ جمال سليمان اتصالات من الفصائل والقوى لإقناعه بالعودة، لكنه رفض لان «التهميش حاصل عن سابق تصور وتصميم». ومساءً، عقد اجتماع لتقويم طلائع الانتشار، وتوجه وفد منه لزيارة الجماعة في محاولة جديدة لإقناع سليمان بالعودة، لكن النقاشات لم تثمر حتى ساعات الليل.

 

الاخبار:

حزب الله في مخيّم البرج

 

قام وفد أمني وسياسي من حزب الله بزيارة مساء السبت لمخيم برج البراجنة، واجتمع طوال ساعتين بقادة الفصائل الفلسطينية. وبحث المجتمعون في الإجراءات الأمنية التي يتخذها الحزب في محيط المخيم في إطار معالجة ذيول الإشكالات التي تحصل على بعض نقاط التفتيش.

 

الاخبار:

«ابن شارع» وافتخر



أغلب اصدقائك لصوص وتجار «حبوب». هؤلاء هم من تربيت معهم وكبرت. لا تزال علاقتكم قائمة والودّ موصول، فهم برغم كل شيء، اناس طيبون غير مدّعين. هم مثلك، اولاد شارع، لكن الصدف وحدها شاءت ان يطلق عليك لقب «استاذ» وعليهم لقب ..زعران

قاسم س. قاسم

تشاء الصدف ان تعمل في صحيفة. تجد نفسك بسبب عملك الجديد قد تحولت فجأة في نظر الناس من «ابن شارع» الى «استاذ». و«ابن شارع» ليست شتيمة، فأغلبنا قضى جزءا من عمره على «راس الحي»، عاطلا من العمل، لا يفعل شيئا سوى مراقبة وجوه المارة واجساد الفتيات. وبما انك «لا شغلة ولا عملة»، فإنك ستلتقي بأمثالك هناك «على راس الحي»، من اولاد المنطقة والاحياء الاخرى. بمرور الايام تقوى العلاقة بينكم، تذهب لزيارتهم بهدف مراقبة فتيات حيّهم، وبدورهم يردون الزيارة، ويأتون الى «حيّك» ليراقبوا «بنات منطقتك». تكبرون معاً، تمر الايام عليكم، تتوثق علاقتكم، لكنكم تفترقون: هم بقوا في الشارع يمارسون الطقوس نفسها التي لا تزال تشاركهم بها كل يوم عطلة لا تكون فيه «استاذا» وكل ليلة بعد العمل، وانت تذهب في اليوم التالي الى عملك النظيف المهفهف وتبقون اصدقاء. بعض افراد «الأورطة»، التي كبرت معها سافر الى الخارج. اصبح بعضهم مديرين في فنادق وشركات. عند كل اتصال يسألونك بحنين «بعدكم عم تقعدوا على راس الزاروب»؟ خلال اجازتهم، تجدهم في المكان الذي كبروا فيه على «راس الزاروب».

دارت الايام، لم نعد بحاجة لتجميع سعر علبة السجائر او المعسل. ولم يعد التخطيط لأكل ساندويشات البطاطا بحاجة الى درس معمق لمصروفنا، أغنانا كان يطلب ساندويش من الدجاج. بالطبع لم يكن صاحبه يهنأ به لأننا كنا «نشاطره» اياه.

لكن، ربما كان علي البوح لكم بسر: بعض شباب المنطقة الذين كبرت معهم، تغيّروا. وفي حين تطور البعض، فإن البعض الآخر «تطور» هو الآخر في الطريق الذي سلكه. هكذا اصبح بعضهم .. لصاً! ثم تفاقم تطورهم فاصبحوا اصحاب اختصاصات: منهم اختصاصي سرقة دراجات نارية، آخر اختصاصي نشل وسطو بقوة السلاح، وبعضهم اصبح تاجر حبوب ومخدرات. لكن، في النهاية، لا يزال هؤلاء اولاد جيرانك ومن تربيت وكبرت معهم.

المعضلة الاخلاقية التي تصيبك انك تعرف طيبتهم، تحتاج إليهم في عملك الجديد في الصحافة، يصبحون مصادر لك.

أذكر انه حينما اشتريت دراجتي النارية الاولى، جمعت أغلب اصدقائي «حرامية المنطقة»، طلبت منهم الاسترزاق بعيداً عن دراجتي. لكن الصدمة كانت عندما استيقظت في احد الايام ولم اجدها. للوهلة الاولى اعتقدت انني ركنتها في مكان آخر. فتشت عليها لكني لم اجدها. عرفت اني «اكلت الضرب». وبما ان الصديق عند الضيق، لجأت الى اصدقائي «الحرامية». شتمتهم، وهددتهم وتوعدتهم بـ«مشكل وبتكسير اجريكم اذا بشوفكم». بالطبع التهديد ليس لأنني «سوبرمان» فأنا أعتمد على افراد عائلتي الكبيرة الذي يشكلون قبيلة. يطلبون مني «مهلة للتفتيش على الدراجة». يسألون أصدقاءهم «الحرامية» عمن «كان عم يشتغل بمنطقتنا؟». يمر يومان. يأتي احد اصدقائي الحرامية ليقول لي انه وجد الدراجة وان سارقها يريد «حلوينة». في سري، عرفت انه هو السارق. اذ ان صيت الشاب يسبقه، وهو الوحيد الذي «يمد يده» على المنطقة التي يسكن فيها، عكس قاعدة اللصوص الذهبية التي تقول «لا تسرق من المنطقة التي تسكن فيها». افاوضه على اعادة شراء دراجتي فيقول «300 دولار قسومة والله العظيم انو اذا ببيعها كسر (قطع) بتجبلي اكثر!». تسلم أمرك لله، وتعتبر انك اشتريت دراجة جديدة مسجلة بـ300 دولار.

هكذا، تجتمع بأصدقائك كل ليلة. تسمع منهم عن احوال عملهم. «هالإيام مسكّر الشغل»، يقول احدهم. اما السبب فهو حواجز حزب الله التي ضيّقت على السارقين. خلال الجلسة، يمر شاب وخلفه فتاة على دراجة نارية. يقرر احد اصدقائي بدء عمله باكراً. يسحب مسدسه عن خصره ويضعه بين قدميه وهو يركب دراجته، ثم يلحق الشاب هاتفا بي «إلحقني شوف كيف بشتغل» يقول ضاحكاً. يستطيع الشاب والفتاة الهرب، لأن قوة دراجة الشاب اقوى من دراجة صديقي اللص. يعود خائباً «ما استرزقنا» يقول.

يشرح طبيعة عمله: يخرج ليلاً على متن دراجته وخلفه صديق آخر. يذهبان الى «الشرقية». يسرقان من هناك دراجات نارية او ينشلان المارة، ويعودان بغنائمهما الى المنطقة. يقول ان الدراجات التي تُسرق في الضاحية ترسل الى الشمال او الجنوب او الى منطقة برج حمود، والعكس صحيح. يقول ان المناطق مقسمة بين السارقين. لكل منهم دوام عمل محدد، ولا تتضارب هذه المواعيد بين سارقين.

بعد فعلة صديقك هذا تجد انه اصبح خطيرا، واصبح بحاجة لرادع. تفكر في «الدزّ» عليه ليتربى، لكنك تتذكر انه قد امسك به في السابق، لكنه حين خرج «تفرعن» أكثر. تلغي الفكرة وتحاول اقناعه بالكلمة الطيبة.

لذة هؤلاء البشر انهم بسيطون غير متكلفين. لا يشبّحون عليك بتلاوة اسماء كتب وكتاب غريبة، ولا يدعون الثقافة، لا يهتمون بالامن القومي ولا «يجغّلون» عليك بماركة الثياب التي يرتدونها او بالهاتف الذي يحملونه. هنا «أتخن» كذبة قد تكون عن «أديش فتح الكيلومتراج» على دراجته النارية، او كيف «زبّط» فتاة ما. الجلوس معهم لذيذ، ربما لانني تربيت بينهم. اما الاجمل فمشاركتهم الرحلات الطويلة على متن الدراجات النارية، فالحركات البهلونية التي يقومون بها مرعبة ما يرفع نسبة الادرينالين. صحيح انها العاب خطرة على النفس وعلى الغير ولكن، ربما كان هذا الأدرينالين هو المتعة الوحيدة التي لا يكلفهم التلذذ بها مالاً فوق طاقتهم، او تلزمهم من اجلها جنسية «مرتبة».

*****

بالقرب من مخيم برج البراجنة يوجد زقاق طويل معروف باسم «حي السيمو». الحي معروف بهذا الاسم تيمناً باسم دواء السعال الشهير الذي يحمل الاسم ذاته «السيمو». مدمنو حشيشة الكيف ،يتعاطون هذا الدواء في جلساتهم ليكون لسجائرهم تأثير اكبر. والحي خارج نطاق المخيم، لذلك لا تستطيع اللجنة الامنية في المخيم الدخول اليه، كما تعتبر الدولة اللبنانية انه يقع ضمن نطاق المخيم، لذلك هي الأخرى لا تدخل اليه. ما يفسح في المجال امام سارقي الدراجات النارية وتجار المخدرات للعمل هناك بدون اي خوف.

 

الاخبار:

يا طويل الليل

باسل عبد العال

المكان والزمان والشمس الساطعة فوق «مخيم نهر البارد»، جرحنا المفتوح وأمسنا المنكوب الباقي والمتبقي من آثار النكبة. سألت رجلاً كان يجلس قربي: كم عمر نكبتنا؟ فأجاب: «في عامها الثامن. والكبرى في عامها السابع والستين، الجرح يكبر مع أعمارنا كأنه صديق التاريخ وحليفهُ الأول»، فقلت لهُ: «دمت أيّها الواقفُ في جموحِ الوقتِ وسحابة الذاكرة، فكم ينقصنا من أشياء الحياة لنعيد هذا المكان المؤقت إلى طبيعتهِ المؤقتة؟ ليبزغ فجر المخيم من جديدٍ ويبقى الأمل مفتاح الحلم والبيت والروح معاً؟».

أطلُّ من بحر الدامون، هذا المكان يشبه الأمواج وهي تركضُ وراء الريح، ام امامها؟ هل يخاف المخيم من بحرٍ يعانقهُ؟ أم أن المخيم هو نفسهُ الشراع الملقى على رأس الموج في رقصة الريح؟ بلا أسئلةٍ وبلا مصيرٍ، في كل يومٍ ينبثقُ جرحٌ ما، من نكبةٍ إلى نكبةٍ إلى عائقٍ للأحلام من هنا وهناك. كقرارات الأمم المتحدة الاخيرة التي وقفت في وجه الحياة، لتصنع تابوتاً للبراءة والكرامة.

في المخيم أشعر بطول الليل وقصر النهار. ههنا يكمن التشابه بين المخيم والظلام واشتهاء الضوء من قلب العتمة. لمن نصيح في الهزيع الأخير من الليل؟ أنيروا لنا الطريق لنعبر إلى ذاتنا لنرى الأرض أوضح.

لا نريد في هذا الزمان الصعب سوى أرضنا. ما أجملها من مفردات تخرج من فم الطفل عفوية المعنى والكلمات، وسط البيوت التي ما زالت تحت الركام وتنتظر سقوط المطر من جهة السماء، السماء وحدها التي تحنُّ في زمن الجفاف العاطفي.

ناداني البائع من بعيدٍ وانا أعبر من الشارع الخلفي وفي يدي كاميرا. قال لي: «صوّرْ سلة المهملات»! قالها بشبه سخرية، فقلت لهُ بجد: سأفعل.

قال: «لا شيء يجدي»، اجبت في نفسي: «انت لا تعرف كيف نصنع من المعنى الصغير معاني كبيرة. لكنني لن أفعل كالسائح الأجنبي ولن أشبهه، أنا ابن المخيم وأشعرُ أني في غربتين بين الصحراء والمخيم». من أنا؟ عدتُ إلى النافذة لأنظر منها الغروب، يسبقني المشهد ويظهر في صورة الأفقِ، نزوحٌ جديدٌ من الحدودِ إلى مخيمٍ نازحٍ مثلهم. من هم؟ عائلات فلسطينية تتقدم من جهة الشام الى لبنان.

لا اختلاف في المأساة كلّكم سواسية أمام الجرح «ما دمتم فلسطينيين» متهمين بالبقاء على قيد الحياة، ومتهمين بكل شيءٍ أينما ولّيتم وجوهكم، فهل عبرت؟ لا. هل خرجوا من النقب والصحراء؟ سيخرجون إن بقينا صامتين على القتل المفتوح أمام مرمى الجريمة والفجيعة، فكلانا في الموت داخل الوطن وخارجه. نحن أبناء التراب فلا يسعنا إلا العزاء والبكاء والشعارات أمام ضوء الكاميرات الساحرات. فشكراً على دقيقة الصمت تلك، عن روح قبرٍ أعزل، شكراً.

 

 

الاخبار:

هرمتم... فردوا إلينا الطريق



طالت المأساة الفلسطينية، حتى صار عمرها أكثر من 65 عاماً، وشعبها ما زال يبتكر أساليب نضال مختلفة. هكذا كانت ثورة السلاح، والمقاومة المسلحة. ثم ثورة بالحجارة فكانت «انتفاضة الحجر»، كما كانت الانتفاضة الثانية وفي كل المراحل كان هناك أفراد لديهم أسلوبهم الخاص في النضال، لكن من يتحدث عن الرياضة؟

أيهم السهلي

الفن والأدب من الأساليب النضالية التي استخدمها الفلسطيني بكافة المجالات، فكانت السينما وكان المسرح والشعر والقصة والرواية. في المخيمات البعيدة، على أرض الشتات، وفي زمن انحسار المقاومة المسلحة، ثمة شاب فلسطيني من مخيم اليرموك اسمه محمد نور تميم، لا يكتب الأدب، ولا يصور الأفلام، وليس مسرحياً، لكنه رياضي من الطراز الأول يمارس لعبة «الكاراتيه» و«التايكونجيتسو» حمل اسم فلسطين، ورفع علمها في عدة بطولات عربية ودولية.

محمد خريج جامعي، درس الأدب الإسباني في جامعة دمشق، وعمل في عدة أماكن في مهن مختلفة كالكثير من شباب المخيمات الفلسطينية، ولأنه ينتمي إلى الاتحاد الرياضي الفلسطيني، فقد عانى محمد الأمرين في مسألة تمرينه الذي واظب عليه في مواقيته؛ إذ لم يهيّئ الاتحاد الفلسطيني لشاب كمحمد أقل الإمكانات التي يتطلبها رياضي متفوق. لو كان محمد ينتمي إلى أي اتحاد آخر، لتُرك متفرغاً لتمارينه ونجاحه الرياضي، ما دام يريد ذلك.

بدأ محمد اللعب في عمر مبكر، في نادي جنين الرياضي بمخيم اليرموك، ومحمد اليوم واحد من النازحين في لبنان، يتلقط رزقه، من درس خصوصي إسباني هنا وهناك، أو درس رياضة لمترف(ـة) ما. منذ نحو أسبوعين وجد نفسه أمام مسؤولية إقامة بطولة لبنان العربية، وهناك قرار عربي بمنع الاتحادين السوري والفلسطيني في سوريا من المشاركة في البطولات العربية، لكن قرر محمد المشاركة باسم المنتخب الفلسطيني، وجاء يوم الافتتاح، منتخبات تخرج أمام الجمهور بأعدادها، ومدربيها، إلا منتخب فلسطين، خرج بثلاثة لاعبين. وحده محمد رفع علم بلاده بعد تتويجه بالمركز الأول عن وزنه (تحت 82) في البطولة.

ويتحدث محمد عن إحدى البطولات التي خاضها في الأردن في بطولة عيد ميلاد الملك عبد الله الثاني الدولية، عندما هزم اللاعب السعودي في اللعبة النهائية قبل التتويج حيث حصل أيضاً على مركزها الأول، وميداليتها الذهبية، يقول مستغرباً: «وجدت اللاعب السعودي يسجد على الأرض، وكادره الخاص كلاعب توجه إليه مهنئاً، فاستغربت، هل ثمة خطأ، فأنا الذي كسبت المباراة النهائية، والحكم رفع يدي معلناً ذلك. فرحة اللاعب السعودي كانت لحصوله على المركز الثاني. وعرفت في ما بعد أن اتحاده قدم له مبلغاً كبيراً لنتيجته، ومثله اللاعب الأردني الذي توج في المركز الثالث»، فسألته: «وأنت ماذا قدم لك الاتحاد؟»، فكانت الإجابة ابتسامة فهمتها، لكوني ابن الحالة الفلسطينية... «لم آخذ أي شيء»، ولكن سعادتي كانت في عزف النشيد الوطني مع رفع العلم الفلسطيني.

محمد الذي أخذ ما يريده وطنياً، واتحاده الذي قال له شكراً، والعلاقة بينهما، علاقات لا تستحق التوقف فقط للتأمل، بل لأن الفلسطيني المظلوم من مؤسساته التي يجب أن تكون راعية، لا بأس عليه إن غادرها وتمرد عليها، وأكمل مشواره «الفدائي» وحده.

أسأل محمد هل اتصل بك أحد من الاتحاد الرياضي الفلسطيني العام، ليهنئك على الأقل، فكانت الإجابة نفياً، هل أتى أحد من السفارة الفلسطينية من لبنان، ليسأل مَن هذا الشاب؟ وكذلك كانت الإجابة بالنفي.

من سيلوم محمد لو صرخ، أو لو خرج متحدياً بعض المتربعين على المقاعد حسب الحصص داخل المؤسسات الفلسطينية الرسمية، ليقول لهم: هرمتم، فردوا إلينا الطريق.

محمد بطل سوريا

محمد نور تميم من مواليد 1992، وهو متخرج في جامعة دمشق كلية الآداب قسم الأدب الإسباني. فاز الشاب بعدة بطولات في لعبتي «الكاراتيه» و«الكوانتجيتسو» منها: بطولة الجمهورية العربية السورية 2009 (المركز الأول) وبطولة الجمهورية العربية السورية الكاتا الفردي (المركز الأول) ميدالية ذهبية. بطولة دمشق للكاراتيه لخمس سنوات (2001/2005) بطولة عيد ميلاد الملك عبدالله الثاني الدولية الأولى (2009) (المركز الأول) والميدالية الذهبية، وبطولة عيد ميلاد الملك عبدالله الثاني الدولية الثانية، ذهبية أفضل لاعب في البطولة...

 

الاخبار:

رسائل صبابة وحنظلة

يا شآم أسمّيك المستحيل!

مروان عبد العال *

وحدك يا أميرة البلاد أودعتك دقّات صدري منذ أن اجتاحتني الغربة من الماء الى الماء. أنا الذي لاحقتني صفة الغريب. وعندما وجدت في ثوبك العروبي هويتي وغفوت مطمئناً عند بابك الجنوبي، دخلت مع القوم بيت «أبي سفيان». ألا يأمن من يدخل بيت سادة القوم؟ هناك يرقد الشقيق الأكبر لكل المخيمات مطمئناً بسلام، يذكّرنا بأن للشتات عاصمة أيضاً تقول: هنا اليرموك، رغم شتات يقارع التشتت، كل شارع فيه يهتف بأنه في حضن الشام ينعم بلياقة الضيافة وبكرامة الحياة اليومية ويتقن كيف يظل فلذة كبد فلسطين بلا منازع. شوارعه مرايا لنا طالما نظرنا فيها كأننا نعبر قرى الجليل اسماً اسماً ونجوب مدنها ونتعلم أنها صورة فلسطين التي نعلّقها بأعناقنا كقلادة ذهبية ونرتّل كلماتها كل صباح لنحفظها عن ظهر قلب. مخيم ما فارقت صور الشهداء جدران ساحاته. كأنها تنشد مع الشاعر الكرمي «يا فلسطين لا أحلى ولا أغلى ولا أطهر كلما حاربت من أجلك أحببتك أكثر».

أنت الشاهد كيف يختطف المخيم على باب المدينة؟ لنر، من يقوم بـ«تحرير» المخيمات من أهلها؟ ويظل كل مخيم قتيلاً، يحمل جثته وآهاته ويجوب ما تبقى له من عمر في هذه الدّنيا الواسعة؟ هكذا يجري اللاجئ والمُخيّم على مدار نصف قرن! ينسج ثوب النكبة خرقة بالية ولكن، بشكل خيام جديدة حيكت هذه المرة من خيوط الهويات المهترئة، يوم باعت راياتها لطواغيت المال.

جرأة الشوق أن تجتاح فيروز بجحافل صوتها المخملي المجوقل هدوء صباح غير متوقع في الميدان وساحة المرجة قبل أن يستيقظ بائع السوس ويقرقع بأكوابه الزجاجية. تعثر هناك على «أبو حرب» المقاتل القديم الضائع منذ أن ضاع المخيم، نازعاً قفل النّزوح عن حقيبة سفر، يحاول أن يطارد الكلمات القديمة التي تعوّد تردادها. صار لدى «الكابتن هيجاوي» هلوسات جديدة منذ أن أضاع إحداثيات مدفعيته وسرقته اتجاهات الريح من خرائط الحروب التي وضعها خلف ظهره. ظل في المخيم تحت الرصاص أشهراً، قد يقتله جاهل بجهله، جاهل لن يعرف أن هذا العجوز الذي فقد نصف ذاكرته، كان من أكفأ الرجال قتالاً، هو الآن يكتب أشياء غير مفهومة، ومنذ عشر سنوات لا يأكل إلا بعض كسرات الخبز مع الحليب. لا أحد يعرف الحكمة التي يقصدها في تقليد المهاتما غاندي، وجدته في مكتب المزرعة، تشرح أرقامه تعاويذ الاستباحة والبحث عن شيء لا تعرفه لأنّه ليس فيك.

لا تعرف من يغلّ كلماتك حرجاً، وأنت تقترب من مدينة موغلة في الحب الثقيل والأشياء غير القابلة للتصديق، ولكنها تحدث. وفي حرب الياقات الباذخة من أجل موت نحيل، كل شيء صار قابلاً للتصديق. هل يعقل؟ إن الأبنية التي تشبه أبراج الحمام صارت تمتطي الضحية فيها كل الطرق؟ تروى على مسامع الزائر يوميات قتل يوميّ بشع، وطريق يُعبّد بجثث قتلى منزوعي العناوين، ممسوحي الصّور؟ رغم ذلك، ألحّت لياقة الزّيارة بواجب عِيَادةِ الأمكنة المكابرة. مع إلحاحها تذكّرتُ ذات وجعٍ، يوم خذلتني مناديل النسوة على أبواب المخيم. لماذا يتكرر مخيمي نهر البارد في الأمكنة غير المتوقعة مرة أخرى؟ لماذا نعبر النهر مرتين؟ من كتب السيناريو الأول؟ لطالما أبقتني الدموع طفلاً خائباً لا يعرف طريق الوصول. كأنّي أتوسّل الوجوه في اللقاء الباهت، ولا أعثر، رغم اجتهادي في التوسّل، عليها في خرائب الروح. تبدّلت نظرات المدينة، وتربّصت ابتسامة حذرة على شفاهٍ مفعمة بالمرارة. قزّمت أسئلة تشاهقت عمراً وحلماً في الرؤوس. يوم هتفت في وجهي امرأة مصدومة على حاجز تفتيش: «قبل أن تعيدوا الوطن أعيدوا لنا كرامتنا ...».

هكذا يلحّ فضول السياسيّ: كيف تكون زيارة بدون المخيم؟ قد يتقدم المغامر ولو اشتعلت في بدنهِ حرائق، ويصرّ لهف الروائي على سرد مزنّرٍ بورد الحدائق. وفي وحشة الليلة اليتيمة، يمشي خلف آخر الساهرين مقتفياً أثر الحمام. كان الحمام ينام هنا، يحلق على مآذن الجامع الأموي، ومرة وجدته يصطف كطابور عسكري على عنق حصان «صلاح الدين الأيوبي».

كان الطريق قصيراً جداً، لكنّهُ لم يتمكّن من تجاوزه بسرعة اللّهفة الّتي حرقت قدميه. إنه جبل قاسيون، شاهدٌ ضربته الخيانة بالإثم مرة وبالهرم أخيراً. شاهدت جبلاً مكللاً بياسمين الحرية المطلقة، ينهض من العتمة ويرتدي إطلالة الشمس. زيّ فدائي يبشّر بصياح جديد لديكِ الصّباح. يردّدُ «أنا باق ولن يزحزحني الموت».

خلفي الأشرعة تميل الى حيث تشتهي الأحلام. تركتُ بعضاً من المستحيل على ظلال قلبي يوم أنشد لك محمود درويش «يا أيّها المستحيل يسمّونك الشام. افتح جرحي لتبتدئ الشمس. ما اسمي؟ دمشق».

يا شآم، أنت وحدك، الأميرة، تعلو باسمك الهامات والإلهام والهمم.

·         كاتب فلسطيني

 

اللواء:

بركة: لا قطيعة مع «حزب الله»

 

أوضح ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة، ان «علاقة حماس بـ»حزب الله» لم تتأثر بالوضع المصري، ولم تتأثر كثيرا بالوضع السوري»، مؤكداً «أن العلاقة ثابتة ومستمرة، وعلى تواصل دائم، ونتشاور بما يجري في المنطقة، وننصح بعضنا بعضا في بعض المسائل الخلافية، ولكن هذا لا يعني ان تصل الامور الى القطيعة».

وأضاف بركة في حديث تلفزيوني أمس: «اننا نعتقد ان امامنا معركة قادمة مع العدو الصهيوني، وهذه المعركة بحاجة الى توحيد جهود كل ابناء الامة المخلصين».

وأكد بركة «لا يوجد شخص في «حماس» له علاقة باي اعمال ارهابية او تخريبية في لبنان»، مشددا على «اننا لن نسمح بان تستخدم المخيمات الفلسطينية لضرب السلم الاهلي في لبنان»، لافتا الى «اننا نعتبر امن المخيمات والضاحية هو امن واحد».

 

الديار:

 

الامين العام لـ"جبهة التحرير الفلسطينية"

يُطالب بإعادة فتح ملف مجزرة صبرا وشاتيلا في المحكمة الجنائية ومجلس الأمن

أشار نائب الامين العام لـ"جبهة التحرير الفلسطينية" ناظم اليوسف، في بيان لمناسبة الذكرى 31 لمجزرة صبرا وشاتيلا الى أن "المجزرة مازالت وستبقى في الذاكرة، التي راكمت مخزونا هائلا من المجازر، و هذه السنين الطويلة على المجزرة، لم تستطيع أن تغيب عن أعيننا لون الدم الحي في الذاكرة".

واعتبر أن "المجزرة التي نفذت بحق ثلاثة آلاف شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني من قبل الكيان الصهيوني، وعلى رأسه الارهابي شارون وعملاؤه في لبنان، بدم بارد، ودونما رحمة، مستخدمة الأسلحة البيضاء وغيرها، في عمليات التصفية لسكان المخيم، تأتي ومازال الجرح نازفا في فلسطين، والخطر يحدق بتطلعات الفلسطينيين نحو التحرير والعودة".

وأكد أن "الشعب الفلسطيني أفشل كل المؤامرات، وأثبت للعالم أن مثل هذه المجازر لن تزيده الا اصرارا على التمسك بحقوقه الوطنية، من خلال استمراره بالنضال في مواجهة سياسة الاحتلال الممنهجة، من تهويد للقدس، ومواصلة حفرياته تحت المسجد الأقصى، وممارسته لسياسة التطهير العرقي ضد أبناء الشعب الفلسطينيي في الأراضي المحتلة عام 48، وما يتعرض له الأسرى من تصفية واستهداف منظم داخل سجون الاحتلال".

وطالب بـ"اعادة فتح ملف مجزرة صبرا وشاتيلا، سواء من خلال المحكمة الجنائية الدولية، او من خلال مجلس الامن الدولي، واعادة الاعتبار لمصداقية القانون الدولي عبر محاكمة مرتكبي ومدبري هذه المجزرة، والمذابح التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني للمحاكم الدولية".

ودعا الى "وقف المفاوضات الثنائية، باعتبارها بعيدة عن قرارات الشرعية الدولية، التي تتزامن مع المخططات الامريكية لمواصلة الهيمنة على المنطقة وشعوبها وثرواتها، والحؤول دون الوصول إلى تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني".

وشدد على "اهمية التوجه الامم المتحدة، والدخول غي الهيئات الدولية وقطع الطريق على مناورات حكومة الاحتلال، التي تواصل عملية الخداع والتضليل بهدف طمس قضية فلسطين باعتبارها لب الصراع في المنطقة".

ولفت إلى "اهمية تعزيز الوحدة الوطنية، والشروع في انهاء الانقسام، وتطبيق اليات اتفاق المصالحة وصيانة المشروع الوطني، واستعادة الدور والمكانة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتفعيل مؤسساتها باعتبارها الكيان السياسي والمعنوي، والممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، والتمسك بالثوابت الفلسطينية، وفي مقدمتها حق العودة، باعتباره حق لا يسقط بالتقادم أو بالتنازل، وهو حق اقرته الشرعية الدولية وفق القرار الاممي 194".

 

الديار:

حماس في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا :

لتفعيل الملاحقة القانونيّة والدوليّة للمرتكبين

 

شدد مكتب شؤون اللاجئين في حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، في الذكرى الواحدة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، على أن «مرتكبي المجزرة لن يفلتوا من العقاب، وعلى المجتمع الدولي تقديم هؤلاء القتلة لمحكمة الجنايات الدولية لارتكابهم جرائم حرب ضد الإنسانية راح ضحيتها 3500 شهيد فلسطيني ولبناني خلال الاجتياح الصهيوني للبنان». ورأى المكتب أن «مشروع المفاوضات مع الصهاينة هو مضيعة للوقت وللجهد الفلسطيني ومضيعة للحقوق والثوابت الفلسطينية ولتضحيات ودماء الشعب الفلسطيني»، داعيا الى «الإسراع بإنجاز ملف المصالحة الوطنية والاتفاق على مشروع وطني فلسطيني موحد والدفع باتجاه رفع الحصار عن قطاع غزة في ظل التشديد الذي يخنق أهالي القطاع مؤخرا». ودعا السلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية إلى «متابعة رفع الدعاوى وملاحقة الجناة الصهاينة ومرتكبي المجازر ومحاسبتهم أمام المحافل الدولية، وتفويت فرصة إفلات العدو من العقاب».

 

الجمهورية:

تدابير أمنيّة غير مسبوقة في «عين الحلوة»

علي داود

باشرت القوى الفلسطينية في عين الحلوة تنفيذ اتفاقها بشأن نشر عناصر حزبية مشتركة في مخيّم عين الحلوة، تداركاً لأيّ خلل أمني وتطميناً للدولة اللبنانية تحت عنوان: «الإمساك بالأمن».

إنتشرت القوّة الامنية الفلسطينية المعزّزة في أحياء مخيم عين الحلوة كافة، وضمَّت 10 ضباط و50 عنصراً من معظم القوى الفلسطينية، 35 منهم من "فتح" وفصائل منظمة "التحرير الفلسطينية"، و15 من "تحالف القوى الفلسطينية"، و10 عناصر من "القوى الاسلامية". وكان مقرراً مشاركة 5 عناصر من تنظيم "انصار الله"، لكنه رفض بحجّة عدم دعوته الى الإجتماع الذي أطلقت خلاله هذه القوّة.

واتخذت القوّة المعزّزة نقطتين أساسيتين لها: الاولى عند سوق الخضار والثانية عند مفرق عيلبون جنوب المخيم، وتولّت القوة الاسلامية زمام الامور في "حيّ الطوارئ" المتاخم لتعمير عين الحلوة، الذي تنتشر فيه "عُصبة الانصار" وعناصر "جند الشام" و"فتح الاسلام".

وأفادت مصادر فلسطينية لـ"الجمهورية"، أنّ "العقيد احمد النصر من "فتح" تولّى القوّة الامنية، التي تهدف الى تثبيت الاستقرار في المخيم وحلّ المشكلات التي تقع فيه، وتنظيم السير على ابواب العام الدراسي وتحصين المخيم امنياً". بدورها أفادت مصادر قيادية فلسطينية أنّ هذه التدابير "هي رسالة تطمين الى الدولة اللبنانية بأنّ أمن المخيمات ممسوك، وأنّ هذه التجربة إذا نجحت ستُعمّم على المخيمات الفلسطينية كافة".

إلى ذلك، أطلق الفلسطيني لؤي احمد منصور النار من سلاح حربي، على تجمّع للنازحين السوريين في مبنى كلية الامام الاوزاعي في صيدا، ما ادّى الى جرح شخصين. وقد تدخل الجيش اللبناني ولاحق مطلق النار لتوقيفه وأعاد الهدوء الى المنطقة.