لم تشهد قرية المعصرة جنوب بيت لحم معركة انتخابية ولم يذهب سكانها الى صناديق الاقتراع، لأن القائمة الوحيدة التي خاضت الانتخابات المحلية فازت بالتزكية، ولكن أعضاء المجلس الجديد مارسوا العملية الديمقراطية فيما بينهم وانتخبوا فاطمة بريجية (60 عاما).

الحاجة فاطمة وجه معروف للإعلاميين، ونشطاء المقاومة الشعبية، لأنها كنت تتقدم دائما المسيرات الأسبوعية التي كانت تشهدها القرية، دفاعا عن الأرض في وجه المصادرة الاستيطانية.

تنحدر الحاجة فاطمة من اليمن، فوالدها الحاج علي اليمني جاء من اليمن إلى فلسطين ليلتحق بقوات الجهاد المقدس التي شكلها الشهيد عبد القادر الحسيني في قرية صوريف قضاء الخليل، وخاضت معارك في جبال القدس، وبعد استشهاد الحسيني في قرية القسطل التحق اليمني بقوات القائد حسن سلامة الذي اتخذ من الرملة مقرا له.

يشعر حسن بريجية الناشط في المقاومة بالفخر لوصول والدته إلى مقعد رئاسة المجلس، خصوصا وان ذلك جاء ضمن الأسلوب الديمقراطي.

الكتلة التي ترشحت الحاجة فاطمة على قائمتها تتبع حركة فتح، ولكنها تحمل أفكارا وحدوية كما تقول، وبالإضافة إلى ان ابنها حسن من نشاطاء حركة فتح المعروفين، إلا ان ابنها محمد يظهر في الفعاليات المختلفة متحدثا باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

والحاجة فاطمة هي والدة الشهيد عماد، طالب الفيزياء في ألمانيا الذي اغتيل كما يقول شقيقه حسن على يد الموساد عام 1999م في بون، ويؤكد حسن أقواله بتقارير صحفية تحدثت عن ذلك، وبنعيه من قبل الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وستعيش عائلة بريجية فرحة أخرى قريبا، غير فرحة فوز الحاجة فاطمة برئاسة المجلس، ففي نهاية هذا الشهر من المقرر الإفراج عن ابنها الأسير علي المضرب عن الطعام، بعد أن قضى 12 عاما في سجون الاحتلال، وتجري التحضيرات في القرية لاستقباله.

وقالت الحاجة فاطمة، بان المقاومة هي نهج حياة بالنسبة لها، وإنها ربت أبناءها على نهج المقاومة، داعية إلى نشر ثقافة المقاومة السلمية باعتبارها أضعف الإيمان، وذلك لفضح الاحتلال، وإجباره على القبول بقرارات الدولية.

وأضافت بان المقاومة السلمية ساهمت في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في العالم، مؤكدة على الوحدة الوطنية، والعمل المشترك وهو ما ستفعله خلال مدة رئاستها للمجلس المحلي في المعصرة.

وتدرك المهام الجسام الملقاة على عاتقها خصوصا وانها ترأس مجلس قرية تعتبر مهمشة، وتواجه من جانب آخر أطماع الاحتلال الدائمة في أراضيها.