كيف سيكون رد فعل القيادة الايرانية ابتداء من المرشد خامنئي ورئيس الجمهورية الايرانية روحاني لو أن موظفا رفيعا في وزارة الخارجية الفلسطينية اتهم المرشد أو رئيس الجمهورية المنتخب بالمؤامرة على الشعب الايراني؟!!.

نعتقد ان كل الصواريخ البالستية التي تستعرضها الجمهورية الايرانية بين الحين والآخر، ستوجه نحونا وتفجر على رؤوسنا، هذا ان لم تخرق ايران الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وأوروبا وتجهز قنبلة نووية على جناح السرعة لمحونا عن الخارطة، بسبب مساس هذا الموظف بما يعتبرونها مقدسات!!.

نعم.. ففيما كتبناه في المقدمة مبالغة، لكن السؤال الواجب: لماذا تسمح طهران لنفسها باختراق مقدساتنا، فنحن على صغر حجم جغرافيتنا، وعديد شعبنا الا اننا قوة عظمى، وليسألوا سادة اسرائيل وقادتها، فنحن منذ مئة عام في معركة مع مشروع مدعوم من دول استعمارية كبرى، وقوى عظمى ولم نستسلم.

لدينا مقدسات اضافة لتلك الدينية في القدس وبيت لحم والخليل ونابلس وكل حبة من تراب فلسطين التاريخية والطبيعية، لدينا قرارنا الوطني المستقل، لدينا مصالحنا الوطنية العليا، لدينا وحدتنا الوطنية، لدينا سجل من الكفاح نباهي به الأمم ونفخر به عند أول مواجهة مع التاريخ.

لدينا رئيسنا محمود عباس، رمز شرعيتنا وكفاحنا ونضالنا وديمقراطيتنا، فقلبه بحجم وطن وأكبر، لايستطيع حسين شيخ الاسلام مساعد وزير الخارجية الايراني رؤية بعض المحبة والسلام، والحق والصبر والثبات والصمود والحكمة والاقتدار والايمان بالحق فيه، ولو بمقدار نقطة، لأن فاقد الوفاء لابصيرة له ولا بصر، اعماه حقد مذهبي عرقي قومي متراكم عبر القرون، فهذا الذي خلع قرونه( النووية) بيديه وسلمها بنفسه لمناطحيه، منافسيه للسيطرة على المنطقة ومواردها وبواباتها الاستراتيجية، عليه التداري والحياء، والكف عن تمثيل دور الشرفاء، لايمكنه اخفاء عقيدة التخريب، والتقسيم، وسبل ووسائل دعم الانفصالات ( الرأسية الروحية ) والافقية ( الجغرافية السكانية ) لتسهيل مهمته في السيطرة على مواقعها الاستراتيجية باستخدام دماء وأرواح ابناء المنطقة ذاتهم، ولنا في اليمن والعراق ولبنان امثلة حية، هذا يريد تطبيقها عندنا في فلسطين، بعد أن فتحت له قيادة حماس بوابة قلعة الوطنية الفلسطينية بالانقلاب قبل عشر سنوات !!... فمازلنا نذكر ولم ننس بعد !!.

لدينا شعب، روح كل فرد فيه مقدسة، لايفكر الرئيس محمود عباس بالعبث بها، ولا يؤمن بسفك الدماء الذي اتخذه امثال (شيخ الاسلام هذا) سبيلا لبسط استبدادهم وسلطانهم على الناس تحت الف حجة وحجة ينسبونها للاسلام او يسمونها باسمه، وهم يعلمون انهم في ضلال مبين !!

 لدينا قضية مقدسة، من شاء نصرتها بالحسنى ودونما تدخل، فهذا واجبه كانسان لا يمنُّ علينا بشيء، لأنه بذلك يدفع خطر المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستعماري الاستيطاني العنصري عنه، هذا ان كان مخلصا في نصرته، اما اذا انتهز الفرص لغدرنا نحن الذين كنا الى جانبه بصمت يوم كان بحاجة للعون، فهذا يعني انه في الجبهة المعادية لمشروعنا الوطني، وعليه ان يفكر الف الف مرة بعظيم المكاسب التي يتبرع بها ويدفعها طوعا لفائدة دولة الاحتلال اسرائيل!!.

 لدينا مشروعنا الوطني وهدفنا بقيام دولة فلسطينية، وغزة جزء منها، وهي ارض فلسطينية مقدسة، لاتقل قداستها عن ارض القدس اولى القبلتين، وارض مهد المسيح، وارض مقام ابراهيم الخليل، لن نسمح لأحد بأخذ مصير ملايين المواطنين فيها الى الجحيم، فهناك في غزة كل حجر وبشر مقدس ايضا، ودماء ابنائنا هناك مقدسة لانبيعها، ولا هي مسخَّرة لخدمة مشاريع ايران او جماعة الاخوان، ومن يفعل ذلك من أبناء جلدتنا فانه ليس منا.