استعاد لبنان قطعة أثرية مسروقة من معبد أشمون الأثري من ألمانيا، بعد وقتٍ قصير من اكتشاف أنّها معروضة في مزاد علني، بحسب ما أعلنته وزارة الثقافة اللبنانية.

واستلم السفير اللبناني في برلين مصطفى أديب، القطعة المعروفة باسم رأس أشمون من رئيس قسم الممتلكات الأثرية والفنية في الشرطة الجنائية في ولاية بافاريا، جنوبي ألمانيا.

وقالت وزارة الثقافة اللبنانية في بيان: إن "عملية استعادة القطعة الأثرية تأتي في سياق المبادرة التي قامت بها وزارة الثقافة اللبنانية بالتعاون مع وزارة الخارجية اللبنانية، ممثلة بالسفارة اللبنانية في برلين، وأن وزير الثقافة محمد وسام المرتضى وجّه كتابًا لاستعادة القطعة الأثرية، بعدما كانت مدرجة للبيع ضمن لائحة مزاد منظم من قبل دار غورني أند موش، المختص بعرض العملات والقطع الأثرية، في مدينة ميونخ في ولاية بافاريا".

 وشكرت وزارة الثقافة اللبنانية وزارة الخارجية الألمانية وجهاز الشرطة الجنائية في ولاية بافاريا، ودار المزاد غورني أند موش، لافتةً إلى أنّه سيصار إلى شحن القطعة الأثرية المستعادة الى لبنان بالطرق المناسبة وتسليمها الى وزارة الثقافة.

واكتشف رأس أشمون الأثري في سبعينيات القرن الماضي أثناء الحفريات التي كان قد أشرف عليها رئيس البعثة الأثرية الفرنسية في لبنان موريس دونان في موقع بستان الشيخ، بالقرب من مدينة صيدا في جنوب لبنان، بين العامين 1963 و1975.

ويضمّ الموقع الأثري معبدًا لإله الشفاء الفينيقي أشمون، وعثر فيه خلال فترات التنقيب على آلاف القطع الأثرية. بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، نقلت أكثر من ألفي قطعة أثرية، من بينها رأس أشمون الأثري من مدينة صيدا إلى مدينة جبيل شمالي لبنان. لكن المستودعات التي احتفظ فيها بهذه القطع تعرّضت لعمليات نهب وسطو على يد إحدى المليشيات المشاركة في المعارك عام 1981، حيث سرقت قرابة 600 قطعة أثرية، وجرى تهريبها إلى خارج لبنان.

وبعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990، سعت الحكومة اللبنانية إلى استعادة المسروقات الأثرية، ونجحت في عام 2009 باستعادة ثمانية تماثيل من الآثار المنهوبة، حيث جرى نقلها إلى المتحف الوطني.