بقلم: محمد الصالح| تصوير: فادي عناني 

نظَّمت حركة "فتح" - شعبة صيدا مهرجاناً جماهيرياً حاشدًا في ذكرى يوم الأرض ومعركة الكرامة، اليوم السبت 25 آذار 2017 في مقر شعبة صيدا (منتدى جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية) في مدينة صيدا.

وتقدَّم الحضور عضوا المجلس الثوري لحركة "فتح": أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في الساحة اللبنانية اللواء فتحي أبو العردات ومسؤولة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية – فرع لبنان آمنة جبريل، وعددٌ من أعضاء قيادة إقليم لبنان لحركة "فتح"، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وأعضاء قيادة المنطقة وأمناء سر شُعَبها التنظيمية وأعضائها، إلى جانب مسؤولي المكاتب الحركية واللجان الشعبية وكوادر وأخوات وطلاب شعبة صيدا.

وكان في استقبال الحضور والحشود أمين سر حركة "فتح" - شعبة صيدا الحاج مصطفى اللحام وأعضاء شعبة صيدا.

وبدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت مع تلاوة سورة الفاتحة لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، ثُمَّ الاستماع للنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني.

وبعدها كانت كلمة ثورية ووجدانية ألقاها عريف الحفل محمد الصالح، الذي عرضَ للمناسبات والذكريات الخالدة في الذاكرة الفلسطينية والوجود الفلسطيني التي يحملها شهر آذار، وعلى رأسها معركة الكرامة التي سجّلت أروع صفحات النضال في تاريخ الشعب الفلسطيني وأعادت الكرامة العربية المسلوبة بعد هزيمة العام 1967، ويوم الأرض الذي هبَّ فيه الفلسطينيون واستشهدوا دفاعاً عن أرضهم ضد مصادرة وسطو سلطات الاحتلال، ويوم الأم والمرأة الفلسطينية الصابرة المناضلة القابضة على الجرح ومربّية الأجيال، وعملية سافوي وعملية الشهيدة دلال المغربي ورفاقها الأبطال، وارتقاء شهداء أبطال من قوات الأمن الوطني الفلسطيني. وختم موجِّهاً التحية لشهداء الثورة الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس الرمز ياسر عرفات ومؤكِّداً الاعتزاز والالتفاف حول قيادتنا الوطنية الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عبّاس.

ثُمَّ كانت كلمة حركة "فتح" - شعبة صيدا ألقتها عضو قيادة الشعبة آمال الجعفيل، فرحَّبت بالحضور وأضافت: "نلتقي اليوم في شهر آذار، شهر الكرامة العربية، آذار دلال المغربي، آذار ربيع الأرض المروي بدماء الشهداء نحو تحقيق حلم العودة والدولة. إنَّ في آذار أسمى معاني الوفاء والانتصار، الأم والأخت والمعلم والطفل".

وحيَّت الجعفيل أمين سر الشعبة الحاج مصطفى اللحام، وأثنت على دوره المميِّز في إدارة عمل الشعبة وحرصه على العلاقة الاخوية بين أعضائها.

وبعدها ألقى محمد رشيد قصيدةً شعريةً مؤثِّرة من وحي المناسبة، ألهبت مشاعر الحضور، تلاها وصلات دبكة لفرقة "القدس للتراث الفلسطيني" أبهرت الحضور بأداء متجانس ومتناغم ما يدل على تدريب متميّز.

ثُمَّ كانت كلمة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، كلمة حركة "فتح" ألقاها عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" اللواء فتحي أبو العردات جاء فيها: "نلتقي اليوم لنتحدَّث عن آذار، فآذار هو شهر فلسطين، هو شهر حركة "فتح"، لأنَّ في هذا الشهر أبدعت حركة "فتح" في كل الميادين وفي كل المجالات عسكرياً وسياسياً واجتماعياً. آذار مليء بنضالاتنا وشهدائنا وتضحياتنا، ولا نستطيع أن نتحدَّث عن شهر آذار قبل أن نُحَيي الشهيدة المناضلة دلال المغربي ابنة صبرا وشاتيلا، ابنة مخيَّمات بيروت، هذه المناضلة التي تربَّت على يدي أبو جهاد الوزير القائد العسكري الفتحاوي الفذ الذي استطاع أن يربط معه كل حركات التحرر الوطني في العالم. لقد كانت دلال المغربي من اللواتي حملن لواء الجهاد والاستشهاد والانتقام الفلسطيني من أولئك الذين تمادوا جبنًا لقتل ثلاثة قادة من قيادات حركة "فتح" وهم الشهيد كمال عدوان، والشهيد أبو يوسف النجار وزوجته، والشهيد كمال ناصر. هذا الحدث لم تتركه دلال يمر هكذا، وإنَّما قادت مجموعتها، ثُمَّ شقَّت طريقها بحرًا، ثم برًّا إلى أن وصلت إلى تلك الأرض الطاهرة، تلك الأرض التي شهدت يوم الارض الذي سنتحدث عنه، لأنَّ هذه الأرض كانت دائمًا تتخضّب بدماء شهدائنا وجرحانا من المقاتلين والفدائيين الذين تجاوزوا كل الحدود العربية ليصلوا إلى ترابهم، ليوصلوا الرسالة بأنَّ حركة "فتح" انطلقت ولن تعود إلى الوراء لأنَّها رفعت شعار "ثورة حتى النصر". من أجل ذلك نحن في حركة "فتح" علينا مسؤولية تاريخية أكثر من غيرنا وأكبر من غيرنا من الفصائل، لأنَّنا حمَّلنا أنفسنا الأمانة وقلنا بأنَّها ثورة حتى النصر. لقد استطاعت دلال المغربي أن تضع القيادة الإسرائيلية في مأزق عندما وصلت هي ورفاقها إلى مقربة من القيادة العسكرية الإسرائيلية، وكانت تقود خيرة المقاتلين العرب، نعم سجَّلت موقفًا تاريخيًّا، وما زالت دلال المغربي تتقدَّم صفوف النسوة في جرأتها وشجاعتها، وفي قدرتها على القيادة العسكرية بعد تدريبات دقيقة وناضجة تمَّت على يدي المدربين الذين كانوا يتلقون التوجيهات من الشهيد أبو جهاد الوزير".

وأردف: "وفي معركة الكرامة كان الدرس قاسياً للعدو الصهيوني حيث سطَّر المقاتلون الفلسطينيون أروع ملاحم البطولة، وهم بضعُ مئاتٍ خاضوا معركة الكرامة في 21\3\1968، وانتصرت الإرادة الفلسطينية، وتضامن الجيش الأردني مع مقاتلينا، وتحطَّمت دبابات ومصفحات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكانت الهزيمة لإسرائيل وجيشها الأسطوري على أيدي مقاتلينا الذين تسلَّحوا بالإيمان والإرادة والقرار الوطني الفلسطيني المستقل".

وأضاف: "وفي مثل هذه الايام كان شعبنا الفلسطيني في الثلاثين من آذار ينتفض في مختلف القرى في الجليل والمثلث والنقب بوجه الاحتلال الاسرائيلي الذي حشد دباباته ومدفعيته لمواجهة الإضراب الذي أعلن عنه في الثلاثين من آذار ضد الاستيطان وضد مصادرة الاراضي العربية الفلسطينية، وكانت الملحمة والاشتباكات الدامية بين المدنيين الفلسطينيين الذين خرجوا في تظاهرات شعبية جماهيرية واسعة للاحتجاج على الاحتلال. في مثل ذلك اليوم كانت الصورة الرائعة لشعبنا الفلسطيني يتحدَّى بصدره جنود الاحتلال فسقط 6 شهداء وعشرات الجرحى خلال ساعات، لكن هذه الواقعة ظلَّت تاريخية لأنها شملت كل الأرض الفلسطينية".

كما تطرَّق أبو العردات عن الأوضاع في المخيَّمات، وتحدَّث عن اللقاءات التي تعقدها القيادة الفلسطينية مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب اللبنانيين، بالاضافة للّقاءات التي عقدتها مع المرجعيات الروحية والدينية والسياسية، ثم عرضَ لموضوع زيارة الرئيس محمود عبّاس إلى مصر ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وفي ختام المهرجان قدَّمت حركة "فتح" - شعبة صيدا درع الوفاء لعضوَي المجلس الثوري لحركة "فتح" اللواء فتحي ابو العردات وآمنة جبريل، ولعضو قيادة منطقة صيدا الحاج عبد معروف، ولعدد من أعضاء الشعبة هم: جاسر فضة، ويحيى الناطور، وطارق آغا، وأحمد زرعيني، وللشهيدَين غسّان شرف ونعيم أحمد الملقب بالرمال، ولعدد من كوادر ومناضلي الشعبة.