تُصرّ مريم الجمل على تحدي الصعاب؛ لتكون حياتها ينبوعاً من العطاء، ولتتغلب على كلالمعيقات، وفي مقدمتها الإعاقة التي تعاني منها، حيث بدأت بالتفكير ملياً للخروج من الواقع الصعب الذي تعيشه، حتى تتمكن من توفير احتياجاتها الشخصية، وفي مقدمتها الدواء، فعملت على صنع الحلويات وتوزيعها للمحلات.

فكرت فأبدعت
وتقول الجمل: "تعرضت لحادث سقوط من الطابق الأول قبل سنوات عديدة، مما أدى إلى إصابتي بشلل وشعرت بصدمة نفسية بسبب ما أصابني، ولكن مع مرور الوقت بدأت أسترجع عافيتي بفضل الأهل والأصدقاء لأعود بعدها لطبيعتي" وتضيف توجهت بعدها إلى وزارة الشؤون الاجتماعية لتوفر لي مخصصاً مالياً حتى أتمكن من توفير حاجياتي.
وتتابع وبالفعل استجابت الوزارة لطلبي وحصلت على مخصص مالي كل ثلاثة أشهر، وبدأت حياتي على هذا الحال لمدة عام كامل، وتكمل ولكني بعدها بدأت أفكر في فكرة ما حتى أتمكن من الاعتماد على نفسي، ويكون لي مشروع خاص أعتاش من ورائه، فبدأت بإعداد الحلويات كالمهلبية والكيكة والكنافة العربية وعش البلبل وغيرها، بطريقة مغايرة عن الموجودة بمحلات الحلويات.

إقبال
وتواصل، بدأت بيعها لجيراننا، ولاحظت إقبالاً عليها من الجيران ثم أهل الحي، الذين أبدوا إعجابهم الشديد بالحلويات، وبدأ عدد منهم يطلب مني أن أعمل حلويات لهم في المناسبات كأعياد الميلاد مثلاً، وأشارت إلى أنه سرعان ما تناقل الأمر بين الناس، حتى قدّم أحد المحلات عرضاً لي لصنع الحلويات، وصاحب المحل يقوم بالترويج لها، ونجحت الفكرة.
وتستدرك الجمل توجهت إلى وزارة الشؤون، وطلبت منهم أن يوقفوا المخصص المالي لأني لم أعد بحاجة له، وأصبحت والحمد لله أدير نفسي بنفسي ودون أي مساعدة من أحد، وأردفت،  والآن أعمل مع مجموعة من زميلاتي على صنع الحلويات.

هزمت الإعاقة
وبكل ثقة بنفسها تقول الجمل: "إن الحياة التي نعيشها بغزة صعبة وقاسية على كافة المستويات ولا يستطيع الأصحاء تدبير أنفسهم فكيف بالإنسانة التي تعاني من الإعاقة تتخطى محنتها بهذه السهولة، ولكن الإرادة النابعة من عقل الإنسان بأنه يجب عليه أن يتخطى كل العقبات، حتى يصل إلى الهدف المنشود بالتغلب على كل شيء مهما كان".
ووجهت الجمل رسالة لكل من يعاني من قسوة الحياة ومرارتها، بأن يصبر ويتحمل الصعاب حتى يصل إلى الهدف، ولا يكون ذلك إلا بالاعتماد على الله -تبارك وتعالى- ثم مساعدة الأهل والأصدقاء لأن لهم دوراً كبيراً في تحفيز الإنسان والوقوف معه.