تقرير محمد أبو عرب

أقامت حركة "فتح" في منطقة الشمال مهرجاناً جماهيرياً احياءً للذكرى السنوية الثانية عشرة لاستشهاد القائد ياسر عرفات، وذلك يوم الأحد ١٣-١١-٢٠١٦ في صالة قصر الشاطئ بمخيم نهر البارد. 

تقدّم الحضور ممثلو القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية، والفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات لبنانية وفلسطينية من منطقة الشمال.

بداية رحّب مسؤول المكتب الطلابي في نهر البارد محمود حسين بالحضور داعياً الجميع لقراءة سورة الفاتحة على روح الرمز عرفات وسائر أرواح شهداء الثورة الفلسطينية، ومن ثمَّ عزف النشيدين اللبناني والوطنيّ الفلسطيني.

ثمَّ ألقى مسؤول الشؤون الدينية بالمؤتمر الشعبي اللبناني وعضو المؤتمر الإسلامي لبيت المقدس الدكتور أسعد السحمراني كلمة قال فيها: "إنّ أبا عمّار ردّد خياره في قوله أرادوني أسيراً أو طريداً أو قتيلاً وأقول لهم :شهيداً؛ فدرب الشهادة هو سبيل كلّ المقاومين، فكلّ مقاوم هو مشروع شهيد، وأبو عمّار وكلّ الشهداء أحياء عند ربّهم تعالى وأحياء في ضمائر أحرار الأمّة".

وبيّن السحمراني أهميّة التربية على المقاومة في ميادين الفكر والفن والسياسة والاقتصاد.

وأضاف: "ها هي مقاومة (حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العزلة على العدو الاسرائيلي (b.d.s)) قد حقّقت إنجازاتٍ وقلقاً عند العدو، وها هو الحراك العربي ينجح في إصدار قرار منظمة الأمّم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم يونيسكو أنّ الحرم القدسي بمساحة ١٤٤ دونماّ وقف للمسلمين بكلّ مكوّناته، كما أنّ الانتفاضة البطلة بالسكين ودهس السيارة قد نجحت في إرباك جيش نووي مما يؤكّد أنّ المقاومة خيار وإرادة وقرار، ومقاومتنا فرضت نفسها على يهود".

وتابع :"راجعوا مواقفهم فأستاذ التاريخ المعاصر في جامعة تل ابيب شلومو ساند كتب ثلاثة كتب هي: اختراع أرض إسرائيل، واختراع الشعب اليهودي، ولماذا لم أعد يهودياً، وها هو حجاي العاد رئيس منظمة (بتسليم) يقف خطيباً أمام مجلس الأمن مساء الجمعة ١٤-١٠-٢٠١٦ ليتحدّث عن عنصرية الصهاينة وممارساتهم الإجرامية مطالباً بوقف الاحتلال، مما أثار هستيريا عند نتنياهو الذي اتّهمه بالخيانة، وطالب بوقف الخدمة المدنية في (بتسليم) فهي منظمة اسرائيلية، وها هو ابراهيم يورغ رئيس الوكالة اليهودية الأسبق وعضو الكنيست سابقاً يصدر كتاباً عنوانه: (لننتصر على هتلر) ويقول فيه:ما لم ينجح به هتلر يتمّ بأيدٍ اسرائيلية، فدولة اسرائيل تقضي بنفسها على نفسها. ويقول: عشت كذبة كبرى عندما كنت جزءاً من المنظمة الصهيونية".

ثمَّ أردف :"وتطول القائمة إن تابعنا استعراض القلق على مستقبل الاستعمار الاستيطاني الإحتلالي الصهيوني لفلسطين، يضاف الى ذلك التحوّلات بالمواقف في أوروبا مع الإصرار عند شبابنا من جيل الأبناء على التضحية من أجل تحرير التراب الفلسطيني وتطهير المقدسات من دنس الصهاينة".

ودعا إلى المزيد من الالتزام بشعار: "لا صوت يجب يعلو على صوت المعركة ضد العدو"، كما حث على تأكيد قاعدة: "ثورة حتى النصر والتحرير". وختم بالتحية لأرواح الشهداء والشهيد أبي عمّار والتحية للأسرى وكل الدعم للمقاومين في انتفاضة الأقصى.

وألقى كلمة الحزب الشيوعي اللبناني مسؤوله في الشمال محمود خليل،إذ أعرب عن حاجة فلسطين ولبنان وكل المنطقة العربية لأمثال الرمز عرفات الذي حمل راية فلسطين بعقله وقلبه، وأوصلها إلى جميع المحافل الدولية، والذي أفنى جسده بمقارعة عدو غاشم غاصب للأرض.

ثم قام ببناء حوار وجداني بين الياسر من عليائه وشعبه إذ قال: "ماذا يقول لشعبه من عليائه، وماذا يقول للجميع لأن قضية فلسطين جامعة لكل العرب والأحرار في العالم ؟".

وأردف: "نعم يا أبا عمار نسمعك تقول لنا: لا تراهنوا على الإمبريالية الأميركية، إنها منحازة بالكامل ومهما تغيرت قيادتها بين ديمقراطي وجمهوري، لا فرق من سيّء لأسوء، أهدافهم ومصالحهم ثابتة أمن الكيان الصهيوني والسيطرة على النفط".

وتابع:"استعدوا لهم ولا تتركوا للوهن أن يتحكم بكم، تمسكوا بثوابتكم وحافظوا عليها، ولا تسمحوا لصغار النفوس وكبار الجواسيس أن تنال من عزيمتكم، ولا تراهنوا على الأنظمة العربية المفبركة والخادمة بالعلن والسر لسيد هذا العدو الخائب، كونوا شجعانا ولا تتنازلوا قيد أنملة عن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، دولة القانون والمؤسسات لا دولة العشائر والقبائل والتناحر والفساد".

وقد أكد تضامن الشعب اللبناني مع القضية الفلسطينية التي اقترنت بالقضية اللبنانية، متطرقاً إلى حال السياسة في لبنان حيث أعرب عن استيائه من المؤسسات الدستورية اللبنانية التي أفرغت من مضامينها منذ أن تشكلت بعد اتفاق الطائف، وفي نفس السياق يرى خليل ضرورة النظر بايجابية تجاه العهد الجديد المتمثل بفخامة الرئيس ميشال عون وفسح المجال لأن يحقق ولو الجزء القليل من اسم تياره "الإصلاح والتغيير".

وأخيراً كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرّها في الشمال أبو جهاد فياض جاء فيها: "إن ياسر عرفات من أعظم رجالات فلسطين والعالم، ونقول من هنا من مخيمات الشتات مخيم نهر البارد مخيم الثورة بأننا على العهد باقون وسنبقى متمسكين بثوابتنا الوطنية وندافع عن حقوق شعبنا ومقدساتنا بتراكم الانجازات النضالية والوطنية على طريق قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

وأضاف: "إن حركة فتح عملت على حماية المشروع الوطني الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، والحفاظ عليها وتفعيل مؤسساتها على قاعدة مشاركة كل الفصائل الفلسطينية من أجل تحقيق الانجاز الوطني الكبير".

وتابع فياض: "إن أعداء حركة "فتح" ينتظرون انهيار هذه الحركة التي تعتبر العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية لكنَّهم فوجئوا بأن الحركة التي يقودها الآن قائد مسيرتنا الرئيس أبو مازن خليفة (أبو عمار) هي اليوم تتمتّع بصلابة الموقف، وتتمسك ببرنامجها السياسي، وتخوض معاركها السياسية على المستوى الدولي في العالم وعلى الصعيد الداخلي الفلسطيني، وتدفع بتفعيل المقاومة الشعبية نحو المزيد من التأجيج في الصراع مع العدو الصهيوني لطرده من أرضنا المباركة".

 وفي ظل غياب الموقف الإسلامي والعربي الداعم للقضية الفلسطينية، أكد فياض ضرورة الحاجة إلى موقف فلسطيني موحد عبر مصالحة حقيقية لمواجهة سياسة الإدارة الأميركية الصهيونية  في المنطقة، واقتلاع الاحتلال الصهيوني من أرض فلسطين لإقامة دولتنا على التراب الوطني وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها تنفيذاً للقرار ١٩٤.

وحيَّا فياض الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني، وفي مقدمتهم الطفل الأسير أحمد مناصرة الذي حكم عليه بالسجن ١٢عاماً في ظل غياب مؤسسات حقوق الانسان وحماية الاطفال.

ويرى فياض هذا الحكم جائر وتعسفي ووصمة عار على جبين الانسانية وكل مؤسسات حقوق الانسان الدولية، مطالباً بإلغاء الحكم وإطلاق سراح أحمد مناصرة.

ثم أشار إلى أنه تمَّ تحديد موعد عقد المؤتمر العام السابع لحركة "فتح" الذي سيعقد في ٢٩-١١ الشهر الحالي لترتيب وضع الحركة وتجديد شبابها لتتحمل مسؤولياتها الوطنية، ولتضع استراتيجية مستقبلية لحركة فتح التي تكفل حماية المشروع الوطني وتتصدى لكافة الضغوطات السياسية الاقليمية والعربية التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية في هذه المرحلة المصيرية لقضيتنا.

وهنّأ فياض الشعب اللبناني بانتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، كما تمنّى لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري النجاح في مهمته بتشكيل حكومته، مطالباً بإعطاء الشعب الفلسطيني في لبنان الحقوق المدنية والإنسانية وخاصة حقي العمل والتملك ليعيش بكرامة إلى حين العودة إلى فلسطين.

وأخيراً طالب فياض الأونروا بإعادة خطة الطوارئ إلى أبناء مخيم نهر البارد لحين عودتهم إلى منازلهم، وتسريع الإعمار والتعويض على أصحاب المباني المهدمة في المخيم الجديد، كما طالب بدفع بدل الإيواء والإغاثة لأبناء شعبنا النازحين من مخيمات سوريا.