تأتي علينا في هذه الأيام مناسبة اليوم العالمي للسلام، وبالتحديد يوم الحادي والعشرين من أيلول/سبتمبر، والذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة يومًا مُكرّسا لتعزيز مُثل و قيم السلام في أوساط الأمم والشعوب فيما بينها. تمر الذكرى الثلاثين لإحياء هذا اليوم، الذي يأتي في ظل غياب "السلام والديمقراطية عن معظم بقاع الأرض وخاصةً عالمنا العربي والإسلامي، ولقد جاء في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة أنّ الغرض والهدف من إنشاء المنظمة هو منع نشوب النزاعات الدولية وحلّها بالوسائل السلمية، والمساعدة على إرساء ثقافة السلام في العالم؛ وتعزيز التنمية المستدامة من أجل بناء أسس السلام، والقضاء على الفقر، وحماية العالم، وضمان الرخاء للجميع، وأهداف التنمية المستدامة جزءا لا يتجزأ من تحقيق السلام في عصرنا، والتنمية والسلام مترابطان ويعززان بعضهما إن السلام والديمقراطية تجمعهما روابط عضوية، فهما معا يؤسسان شراكة تعود بالخير على الجميع والديمقراطية، من حيث جسَّدها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تهيئ بيئة مواتية لممارسة طائفة من الحقوق السياسية والحريات المدنية، وخاصة عند الشباب والشابات في كل مكان لأنهم الأقدر علي التواصل وتعبئة الصفوف من أجل بلوغ الهدف المشترك المتمثل في مزاولة الكرامة وحقوق الإنسان؛؛ وبمناسبة اليوم العالمي للسلام تتحمل القوي العالمية الكبرى فقدان وضياع الأمن والسلام والدولية، لقصورهم في إنهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ووقوفهم عاجزين أمام الإرهاب المنظم لدولة الاحتلال، الذي واصل بناء ألاف الوحدات الاستيطانية وأجهض حل الدولتين؛ ووسع من ظاهرة العنف والقتل؛ وزادت حالة اليأس عند الشباب الفلسطيني؛ وانسداد الأفق واتساع حالات الفقر والبطالة، واستمرار الحصار الظلم على غزة منذ عشر سنوات بموافقة وغطاء دولي، ولقد نسي أو تناسي قوي الشر الكبرى الظالمة في العالم أن السلام من فلسطين وينتهي في فلسطين، والسلام يبدأ بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي الارهابي، ومن خلال منح الحرية للشعب الفلسطيني في أرضه ودولته المستقلة وعاصمتها القدس، والسلام يبدأ بالإفراج عن الأسري والمعتقلين الأبطال في سجون الاحتلال الذين أمضوا زهرة عمرهم في سجون الاحتلال، الذين ضحوا وناضلوا من أجل نيل الحرية والكرمة والاستقلال، ولدحر الاحتلال من الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ والسلام يبدأ باعتراف القوي العظمي بحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال بكل الطرق وحسب مواثيق الأمم المتحدة وبتحقيق مطلبُه في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وعاصمتها القدس الشريف؛ والجمعية العامة للأمم المتحدة التي أقرت هذا اليوم وتنادي بالسلام؛ لكنها عاجزة عن تحقيق السلام؛ بسبب أنها والأمم المتحدة كلها تحت تأثير قوي الشر الكبرى أصحاب حق الفيتو أو حق النقض فيها وهم الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا، وفرنسا والصين؛ قبل ما تعرف تلك الدول السلام وتنادي به الإسلام أمرنا بالسلام، والله عز وجل من أسمائهِ الحُسني السلام، ومنه السلام وإليه يعود السلام، ونحن أمة تواقة للأمن والسلام، ولكن الغرب الذي يدعم الارهاب الصهيوني ودولة ا لاحتلال الغاصبة لا يسعي للسلام طالما أن الاحتلال الاسرائيلي يقتل الفلسطينيين ليلاً ونهاراً بدون عقاب ويحتل الأرض ويدمر البيوت علي رؤوس ساكنيها من الشعب الفلسطيني، ويمارس التطهير العرقي لهم في القدس المحتلة، ولم يترك جريمة كبيرة أو صغيرة إلا وارتكبها بحق شعب فلسطين؛ فلا تنتظروا السلام طالما أن دولة فلسطين لم تقوم ولم تري النور؛ فسلامٌ علي أرض السلام فلسطين التي لم ترى يومًا ما السلام من احتلال غاصب مجرم فاشي لا يؤمن بالسلام!!.