نشر موقع صحيفة "هأرتس" العبرية اليوم الاثنين ما جرى في المحادثة الهاتفية بين وزير خارجية فرنسا ورئيس وزراء اسرائيل، التي جرت بعد عدة ساعات من اجتماع وزراء الخارجية في باريس في الثالث من هذا الشهر.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إن بلاده تعتزم مواصلة وتعزيز مبادرتها للسلام، مضيفا "أنا أعلم بأنني لم اقنعك، ولكن قطار المبادرة خرج من المحطة"، في حين أبدى نتنياهو في هذه المحادثة معارضته الشديدة للمبادرة الفرنسية ولكافة الأسس التي قامت عليها وبنفس الوقت هاجم المبادرة بشكل شديد.

وأشار الموقع أن هذه المحادثة وصلت الخارجية الاسرائيلية من سفارتها في باريس عبر برقية، والتي جاءت وفقا لمصدر اسرائيلي كبير في القدس بناء على محادثات جرت بين مسؤولين في الخارجية الفرنسية مع مسؤولين في السفارة الاسرائيلي في باريس، والتي أشارت أيضا أن وزير خارجية فرنسا سوف يستمر في خطواته لتعزيز المبادرة الفرنسية بالرغم من معارضة اسرائيل لهذه المبادرة.

وأضاف المصدر الاسرائيلي في القدس أن كبار المسؤولين في الخارجية الفرنسية أكدوا لنظرائهم في السفارة الاسرائيلية، أن الخارجية معنية خلال الأسابيع القادمة تشكيل فرق عمل لمواصلة ما صدر عن مؤتمر باريس، والتي سوف يشارك فيها الدول التي شاركت في مؤتمر باريس وفرنسا معنية بان يكون لهذه الدول دور في هذه المبادرة، وسوف يتلخص عمل هذه الفرق في بحث الخطوات التي يمكن للفلسطينيين والاسرائيليين القيام بها لخلق الثقة بين الجانبين، وكذلك حزمة من الحوافز الاقتصادية التي يمكن للمجتمع الدولي تقديمها للطرفين، وكذلك قضية الترتيبات الأمنية الاقليمية، وأكد الجانب الفرنسي أن هذه الفرق سوف يتم تشكيلها قبل نهاية هذا الشهر.
 
وأشار الموقع أن الخارجية الاسرائيلية تلقت الأسبوع الماضي عدة تقارير من عواصم أوروبية تشير أن الفرنسيين باشروا العمل في تشكيل هذه الفرق، وقد شكل استعداد المانيا وتشيكيا أخذ دور في هذه الفرق مفاجأة كبيرة للخارجية الاسرائيلية، كون اسرائيل تعتبر المانيا وتشيكيا من افضل الدول الصديقة لها في القارة الأوروبية، وقد اصدرت الخارجية الاسرائيلية تعليمات لكافة سفرائها الاتصال بوزارات الخارجية للدول التي يخدمون فيها، وتبليغهم الموقف الاسرائيلي الرافض للمبادرة الفرنسية وبنفس القوت رفض تشكيل فرق العمل.
 
وأضاف المصدر الاسرائيلي أن فرنسا ترغب في استخدام ما ستقوم به في الاجتماع الشهري لمجلس الأمن الدولي بشأن الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي الذي يعقد نهاية شهر حزيران، وبحث مبادرتها للسلام والسعى لتبنيها من مجلس الأمن أو على الاقل صدور قرار يدعم المبادرة الفرنسية للسلام، وكذلك ستقوم فرنسا بتقديم هذه المبادرة في الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي سنعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل في العشرين من هذا الشهر، واتخاذ قرار بتبني هذه المبادرة من قبل الاتحاد الأوروبي.

بالمقابل سوف يتم نهاية هذا الشهر نشر تقرير الرباعية الدولية "الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة" فيما يتعلق بمأزق عملية السلام، وقد قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فدريكا موغرني في اجتماع مجلس الأمن الاثنين الماضي في نيويورك، إن هذا التقرير يصف العقبات المباشرة التي تواجه استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، والسياسات المعتمدة من قبل الجانبين والتي تهدد تنفيذ حل الدولتين.