احياءً للذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الررئيس ياسر عرفات نُظّم مهرجان جماهيري حاشد شاركت فيه القوى الوطنية والاسلامية اللبنانية والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية الفلسطينة والمؤسسات الدولية والمحلية والتيارات السياسية بكل اطيافها، الجمعة 20\11\2015.

وبعد الوقوف دقيقة صمت والاستماع للنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، رحّب عريف الحفل بالحضور، وقدّم ممثل حركة امل الحاج مصطفى الفوعاني الذي جاء في كلمته: "اجتمعنا اليه منذ ان طرق اسماعنا بالامل لأبي عمار الذي لم تنحنِ قامته للريح والذي أعاد قافلة العرب الى فلسطين للقائد الذي فتح وعداً من أمل وانبثاقً من الدمار الى كوفيته التي أسّست وطناً والى بزته التي حملت وجع التاريخ عنوان حياة ومستقبل اجيال. لأبي عمار في ذكراه حصاد الكلمات الممتلئة طفلا وسكيناً وحجارة وثورة حتى النصر".

وأضاف  "تتجه الانتفاضة الفلسطينية الثالثة نحو اهدافها ويتجمع الشباب في الميادين والشوارع بصدور عارية وايدٍ متشابكة ويهتفون لا للاحتلال ولا للاستيطان ولا للتهويد ونعم للحرية والاستقلال. لو زرعوك كنخلة، في جزيرة مهجورة وسط الماء ولو جلدوك بسياط البرد، بليل الصحراء ولو علّقوا لك مشنقة، في عنق السماء على ان تترك عشق فلسطين، والخنوع ذليلاً للسفهاء وأن تتنازل عن حق الاجداد، والاباء والابناء، قل لهم يا بني، عشق فلسطين جُبِلَ معي، في رحم امي، وقد عدّل جينات الدماء واليها انا عائد، إن لم يكن اليوم فغداً، أو بعد عام او حتى قرن فجينات العوده غير قابلة للفناء".

 وبعد ذلك تحدث أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في منطقة البقاع نضال عزام ممثّلاً أمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان، فقال: "الاخوة ممثلو القوى الوطنية والاسلامية اللبنانية والفلسطينية، اصحاب الفضيلة الاخوة ممثلو اللجان الشعبية والبلديات والاتحادات والمخاتير، في ذكرى استشهاد الشهيد الرمز ياسر عرفات نحييكم اجمل واعظم تحية، تحية الشهداء، تحية الاسرى، تحية ابطال المقاومة الشعبية، تحية ابطال شعبنا في فلسطين التاريخية، وتحية خاصة من القدس واقصاها ومساجدها وكنائسها، ومن اهلها الصامدين بوجه الارهاب والتهويد الاسرائيلي المدافعين عن المقدسات الثابتين في الخندق الاول. ايها الحضور الكريم إننا الآن في حضرة الشهداء وقوافلها من قادة الفصائل والاحزاب الذين عاشوا مع ياسر عرفات وعايشهم ياسر عرفات، قادة عظماء لهم بصماتهم في تاريخ الثورة الفلسطينية والصراع مع الاحتلال الاسرائيلي وجرائم الصهيونية العنصرية التي استباحت ارضنا وشرّدتنا واشعلت الفتنة في ديارنا حتى يسهلَ عليها استنزاف الامة".

وأضاف "ان اهم ما يميز شخصية ياسر عرفات انه صاحب القرار الصلب في السلم والحرب لا قراره ينبع من مصالح شعبه الوطنية العُليا. انه صاحب القرار الوطني المستقل لا يتبع قراره لاحد اخر فالأطراف لها حساباتها السياسية والامنية والاقتصادية وهذه مصالح تتبدل وتتغير اما المصالح الفلسطينية فبوصلتها فلسطين حتى اعلان الدولة وقيامها وعاصمتها القدس الشريف. لكل امة رمز اما ابوعمار فهو رمز فلسطين وشعب فلسطين، وهو من ابرز رموز حركات التحرر العالمية. لقد امتلك العديد من المواصفات التي تفرّد بها بشكل مميز واهمها انه كان شجاعاً في ساحات الحرب بين المقاتلين وفي تعاطيه مع ابناء شعبه، فكانت محبته تغمر الجميع، وشخصيته كانت تقرّب المسافات بين الاشقاء من اجل تعزيز الوحدة الوطنية وأخذ القرارات الاستراتيجية.كان يعرف كيف ينهض من تحت ركام الحروب والمجازر ليعيد الحياة للثورة وكثيرون اختلفوا معه ولم يختلفوا عليه من خلال محطات تاريخية يوم اعلان قيام دولة فلسطين واعلان الانتفاضة في 1987 و1988، واهم شيء انه أسّس مدرسة وطنية اسمها حركة "فتح" وهي مدرسة اسهمت بتأسيسها قيادات حركة "فتح" التاريخية والرئيس "ابو مازن" محمود عباس هو أحد الاعمدة المهمة في هذه المدرسة الذي وعد ان يبقى متمسّكاً بثوابت ياسر عرفات الوطنية. لقد شهدت الاراضي الفلسطينية التاريخية منذ شهر ونصف هبة شعبية واسعة عمادها شرائح شبابية وفتيان وفتايات واطفال بكل قوة ممكنة من حجر ومقاليع وزجاجات حارقة وسكاكين لتشمل كافة اراضي الضفة الغربية وخاصة محافظة الخليل مما جعل جيش الاحتلال يعيش الارتباك والرعب الواضح وستبقى المواجهه والمعركة مستمرة".

 وحول ما يجري وجرى في لبنان قال: "إننا في "م.ت.ف" وحركة "فتح" نتقدّم بالتعازي من اهالي الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين ضحايا المجزرة التي ارتكبها تنظيم داعش بحق المدنيين في احد احياء الضاحية قرب مخيم برج البراجنة. لقد كان الهدف إثارة الفتنة ولكن المواقف العقلانية من كافة المسؤولين وخاصة الاستاذ نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله والشيخ سعد الحريري والاحزاب والقوى اللبنانية وأيضاً الاتصالات من الاخ الرئيس ابو مازن والاخ خالد مشعل ونؤكّد أهمية هذه العلاقة الاخوية والمسؤولة بين القيادتَين اللبنانية والفلسطينية من اجل الحفاظ على السلم الاهلي وامن المخيمات ومسيرة النضال الوطني من اجل تحقيق حق العودة وتقرير المصير".

وفي ختام المهرجان كرّمت قيادة حركة "فتح" في منطقة البقاع الفنان الفلسطيني سليم عاصي الذي جسّد جداريات فلسطين في أوروبا وكوبنهاغن وجدران مخيم الجليل تحت عنوان الفن المقاوم بدرع القدس من قِبَل أمين سر المنطقة د.نضال عزام وأعضاء المنطقة، ومسؤول اللجان الشعبية في البقاع ابو جهاد.