بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح- إقليم لبنان
يصادف اليوم الجمعة 17/4/2015 ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، وفيه نشعر بالاعتزاز الوطني، ونقف بكل احترام وتقدير أمام هؤلاء الأبطال الصامدين في الزنازين، والذين يضحون بحريتهم من أجل حرية الوطن، هم يبنون ويؤسسون من أجل الأجيال القادمة، من أجل الدولة المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية، هم الذين يضحون بشبابهم وبحياتهم العائلية من أجل أن تستمر الثورة بكل عنفوانها وكبريائها الوطني.
ونحن نحتفي بهذا اليوم، يوم الأسير لا يسعنا إلاّ أن ننحني أمام هذه الهامات الفلسطينية العظيمة التي لم تيأس من كفاحها الوطني، ولم تضعف أمام السجَّان الصهيوني، وانما جعلت من المعتقلات قلاعاً ثورية فيها تتمُّ تربية وتنشئة الأطفال والشبَّان ليتخرجوا من هذه المعتقلات رواداً في العمل الثوري ليكملوا مسيرة الشهداء والأسرى المؤبدين.
إننا على ثقة بأن قوافل الأسرى، والقيادات التاريخية والفصائلية التي تفني حياتها داخل الزنازين، وفي غرف العزل، وتحمّل التعذيب، والحفاظ على العنفوان الفلسطيني، هذه القيادات ستبقى هي المنارات المضيئة في مسيرة الكفاح الوطني ونخص بالذكر الاخوة مروان البرغوثي، واحمد سعدات، وفؤاد الشوبكي، وكافة الأسرى بمن فيهم الأسيرات اللواتي حُرمْنَ من حقوقهن في رعاية أبنائهن، وأُسرهن، نحن على ثقة بأنَ القيادة الفلسطينية وفي مقدمتها الرئيس محمود عباس ملتزمٌ بالتعهدات التي قطعها على نفسه بالعمل الجاد والدائم لتحرير الأسرى، وأن موضوع الاسرى المعتقلين سيظل له الأولوية في الحسابات الوطنية، وعند عقد أية اتفاقات.
ونحن نعي تماماً المشروع السياسي الوطني الذي رسمته القيادة الفلسطينية عندما نقلت القضية الفلسطينية إلى الطاولة الدولية، وخاصة عندما انضمت دولة فلسطين إلى المؤسسات الدولية، وخاصة محكمة الجنائيات الدولية، والتوقيع على ميثاق روما لضمان حقوق شعبنا ضد الاحتلال، وخاصة الأسرى الأبطال الذين يعانون الامرّين بسبب العزل الانفرادي، والتعذيب بكل أشكاله وأنواعه، وحرمان المرضى من العلاج اللازم خاصة الامراض الخطيرة، بحيث تحولت أجساد أسرانا مسرحاً للتجارب الطبية، وتعمُّد عدم الاهتمام بأوضاعهم الصحية مما أدى إلى وفاة الكثيرين داخل المعتقلات، أو عند خروجهم بواسطة صفقات التبادل، ولا ننسى اعتقال الأطفال وتعذيبهم بالضرب والشبح، والعزل، وإرهابهم بالكلاب المسعورة، وفرض الاقامات الجبرية عليهم بعد الافراج عنهم، ولعلَّ الأشدَّ إيلاماً أن نرى أخواتنا الماجدات الصابرات على العذاب وفراق الأهل والاحبة تحت رحمة السجَّان الصهيوني.
في يوم الأسير الفلسطيني ندعو القيادة الفلسطينية أن تنهي إعداد ملف الأسرى بكل تفاصيله وتقديمه إلى محكمة الجنائيات الدولية، وفتح أبواب كافة المؤسسات والمحافل الدولية لشرح معاناة أسرانا وذويهم الصابرين على المعاناة من أجل فلسطين ومقدساتها.
نحن اليوم أصبحنا دولة تحت الاحتلال يعترف بها أكثر من (135) دولة في العالم، والعالم بغالبيته العظمى يؤيد كفاحنا الوطني، ويقاطع بضائع المستوطنات الاسرائيلية، والكثير من المعاهد الاسرائيلية، والعالم اليوم اكتشف حجم الطغيان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني الذي يطالب بحقوقه الوطنية عبر الشرعية الدولية، كما أن العالم بدأ يدرك مخاطر الانحياز الاميركي لصالح الاحتلال الإسرائيلي، ونحن على ثقة بأن فتح معركة الاسرى إستناداً إلى قرارات الشرعية الدولية سيكون قريباً، وسننتصر لأننا نحن أصحاب الحق، ونحن أصحاب الارض، وفلسطين التاريخية فيها أمجادنا وتاريخنا، وفيها رفاتُ آبائنا، وأجدادنا ونحن نتحدث عن الأسرى فإننا لا ننسى أهلنا المحاصَرين هناك في مخيم اليرموك، والذين يتعرضون لأبشع وأصعب الظروف فهم يقعون تحت جحيم المعارك بعد أن دخلت داعش وحلفاؤها أرض المخيم ليمارسوا القتل بأبشع صوره، والأهالي محاصرون لا طعام، ولا ماء، ولا كهرباء، ولا علاج، إنها قمة المأساة.
إننا نطالب مجلس الامن والامم المتحدة بكل هيئاتها أن تمارس صلاحياتها لإنقاذ حياة شعبنا، كما أننا نطالب كافة الأطراف المعنية بما يجري هناك أن تتحمل مسؤولياتها لإيجاد ممرات وأماكن آمنة لأهلنا المتمسكين بمخيمهم بانتظار العودة إلى أرضنا التاريخية استناداً إلى القرار 194. اننا في حركة فتح نؤمن بأن تكون مخيماتنا على الحياد، وان تتوافق كافة الأطراف على ذلك لأننا نؤمن بأنَّ الحلول لكل ما يجري في الوطن العربي يجب ان تكون حلولاً سياسية، وأن يتوقف الدمار والتدمير الذاتي الذي لا يستفيد منه إلاّ الكيان الصهيوني.
وفي هذه المناسبة أيضاً نتذكّر قيادتنا التاريخية الشهداء منهم والأحياء، ونخص بالذكر الرمز ياسر عرفات، وخالد الحسن، وكمال ناصر، وكمال عدوان، أبو يوسف النجار، وسعد صايل، وصبحي أبو كرش، وعبدالفتاح حمود. هاني الحسن، وابو علي إياد، وممدوح صيدم، وأبو الهول، وصخر حبش، وصلاح خلف أبو إياد، وماجد ابو شرار.
ونتوقف عند القائد الوطني ابو جهاد خليل الوزير الذي كان من أبرز المؤسسين لحركة فتح وخاصة العمل العسكري المقاومة، وقبل ولادة حركة فتح، إنه الرجل صاحب الفكر العسكري المخطط لأبرز العمليات العسكرية التي أوجدت الذعر والرعب في قلوب قادة العدو مثل عملية الشهيد كمال عدوان، وعملية ديمونا 1988، وعملية نسف فندق سوفوي في تل أبيب، وعملية أسر ثمانية جنود إسرائيليين.
ولعلَّ هذه المسيرة الثورية داخل فلسطين المحتلة وخارجها، وهذا التخطيط العسكري هو الذي دفع العدو الاسرائيلي إلى عقد جلسة للمجلس المركزي المصغّر وأخذ قرار بقتل الشهيد أبو جهاد مهندس الانتفاضة الأولى والذي أرعب العدو الاسرائيلي، وتم الانتقام منه في بيته في تونس باستخدام البوارج والطائرات والغواصات الساعد الايمن للشهيد الرمز ياسر عرفات.
التحية إلى الشهداء الأبطال
التحية إلى أبطالنا الأسرى
التحية إلى أهلنا في مخيمات سوريا وخاصة في مخيم اليرموك
والتحية إلى شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي الشتات
وإنها لثورة حتى النصر
حركة فتح – إقليم لبنان 17/4/2015
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها