يتعرض الشعب الفلسطيني يوميا لاستهدافاتعدة في أرضه ومعيشته وفكره وحراكه الميداني والسياسي ، ويوغل الإسرائيليون في تكريسأهدافهم بالتهويد للقدس والأرض، وفي تمزيق شتات الشعب الفلسطيني أيضا، وفي ملاحقة أيعنصر قوة فلسطيني لذا يقف دهاقنة الكيان بالمرصاد لأي دعوات للوحدة والمصالحة كما يقفوناليوم ضد الرئيس أبو مازن لأنه استطاع توحيد كافة الفصائل حول هدف الحصول على الدولةفي الأمم المتحدة الذي أزعجهم إلى حد التهديد بالتخلص من أبي مازن أو محاصرة الشعبوالعدوان عليه 

يأتي العدوان على غزة لحسابات انتخابية إسرائيلية ولإثباتقوة الردع الإسرائيلية وتسيّدها على المنطقة ويأتي أيضا لإرسال رسائل واختبارات كثيرةللقريب والبعيد في المنطقة والعالم ، كما يأتي هذا العدوان الغاشم وهو الأهم حاليامن خلال الرسائل التي قالها وزراء الكيان ورئيسه جنبا إلى جنب مع كل المتحدثين الذينأوضحوا (إننا انسحبنا من قطاع غزة ، فلماذا يطلقون علينا الصواريخ ونحن ندافع عن مواطنينا؟!)وفي هذه الرسالة الخطيرة عده رسائل واختبارات للفلسطينيين والعرب والعالم، إذ أنهاتتضمن:1. اعتراف إسرائيلي مقصود بقطاع غزة كيان جغرافي منفصل كليا عن الضفة.2. اعترافإسرائيلي بحكام غزة ككيان سياسي منفصل كليا عن السلطة الوطنية الفلسطينية.3. السعيلهدنة طويلة الأمد (سواء في هذا العدوان أو ما سيليه) وان سميت تهدئة مع الكيان السياسيالحاكم أي كان وهو هنا حماس ، وبالتالي كف يدها وخطابها عن الارتباط بالقضية الفلسطينيةوأهداف النضال الفلسطيني فعليا مع السماح بالتنظيرات الكلامية من طراز تحرير كل فلسطينفي ظل تحقيق الانفصال الفعلي عن الضفة.4. تكريس قوة الردع الاسرائيلية وفصل غزة عاطفياوشعوريا بعد التهدئة او الهدنة طويلة الامد عن سياق ارتباطها بالضفة الغربية.ونحن نرىاليوم في ظل التلاحم الشعبي الفلسطيني مع غزة والتلاحم العربي والعالمي ان مجرد اهمالالربط بين غزة وما يحصل في الضفة هو خدمة للأهداف الإسرائيلية ، نرجو أن تكون المظاهرالتي رصدناها تقول غير ما نسطره من تخوفات1. إذ يتعامل العرب واقعيا مع قطاع غزة ككيانجغرافي وسياسي منفصل.2. ويلتقون في القاهرة وغيرها دون الربط بأي شكل -بنية حسنة أوسيئة- بين غزة والضفة ومجمل القضية.3. يتبارز عدد من قادة حماس الممانعين للمصالحةفي غزة (حتى الآن) في تكريس الانفصال عبر خطب التشهير والشتم و بمنع حركة فتح في القطاعمن أي حركة قبل العدوان وأثنائه ، إلى درجة التي انفكوا فيها عن الكل الوطني بمنع إحياءذكرى استشهاد ياسر عرفات من جهة ، وتجاهل متعمد للسلطة الوطنية الفلسطينية (قبل وأثناءالعدوان)، باستثناء المغارم كرواتب وخلافه بحيث ساد مصطلح 'شعب غزة' و'إمارة غزة' واقعا.4.بشعر عدد من قادة الممانعة للمصالحة في حماس غزة بالنشوة والنصر (وهو النصر العقيمبرأينا) كما قالوا في هذا العدوان معتبرين ان المصالحة والوحدة الوطنية ويا للأسف والعجب(ترف فكري) كما قال احدهم بلا مواربة، بحيث صرخ غيره داعيا هنية للإسراع (بكتابه خطابالنصر)، لا سيما وان الصورايخ وصلت تل أبيب والقدس (قال بيرس كيف يكون لأي دولة أنتسكت على ضرب عاصمتها بالصواريخ) وعلى العدو ان (يبدأ بإحصاء خسائره) كما قال آخر.5.لم نجد من بين قادة حماس حتى الآن (رغم التمايز والاختلاف البين فيهم) من يلتقط المبادراتالتي اطلقها ابو مازن للمصالحة والوحدة واللقاء ، ما بين شعور بعضهم (بالنشوة) كماقالوا و(الانتصار) قبل انتهاء العدوان بحيث لم يجرؤ أي منهم للدعوة لان يترأس ابو مازنكممثل للشرعية (في غزة والضفة) أي محادثات لوقف العدوان، وليكن مع وفد متفق عليه إنما سبق قد يعني فيما يعنيه أن الشعور المعبر عنه بالنشوة والنصر والمتعة للبعض المستأثرفي غزة تجيء في حقيقة الأمر من تدمير الوحدة الوطنية وضرب المصالحة و الوحدة السياسيةوالاجتماعية والميدانية والجغرافية بين الضفة وقطاع غزة إرضاء لغرور مؤقت وزائل أولفكرة طوباوية أو انبهار بحراك عربي غير مكتمل، أو نزوة الاستئثار بالكرسي الذي تماختطافه بالدم.إن المخاطر كثيرة والعقلاء لم ينعدموا في الشعب الفلسطيني أولئك الذينيستطيعون التمييز بين الكل الوطني والهم الوطني العام بعيدا عن التحيّزات الحزبية الضيقةوالاستئثارات والاقصاءات، والغرور الواهم بالدعم من الشرق أو الغرب، ما يعمي العيونعن الهدف البعيد لمصلحة آنية ولو على حساب دماء الشهداء وتدير القضية الفلسطينية.لذاكان من المتوجب أن نضع الخلافات السياسية والمناكفات الفكرية والغرور الذاتي جانبا،وننتصر لأهلنا في غزة والضفة ونقول أن كلام الإسرائيليين ما كان يجب أن يكون معنا كحماسأو فتح أو جهاد ، وإنما كان يجب أن يكون مع الشرعية الفلسطينية ككل تلك التي نحن فيغزة جزء منها ، سواء تم النظر لهذه الشرعية أنها ممثلة في السلطة الوطنية الفلسطينيةأو في منظمة التحرير الفلسطينية ورأسها أبو مازن.