غزة، الشجرة التي غطت الغابة الفلسطينية، محت اسم فلسطينواسم القضية الفلسطينية نهائيا من التداول الإعلامي والدبلوماسي والسياسي اليومي. لمتختر حماس البدء بمهاجمة إسرائيل بصواريخها التي لا تقتل أحدا، اعتباطا، فهي بهذا التصرفوبأوامر أخرى من الحكومات الإسلاموية في مصر وتونس وبأوامر من قطر، اختارت هذا التاريخلتقطع الطريق على مساعي عباس الذي سيذهب إلى الأمم المتحدة لطلب عضوية دولة فلسطينكملاحظ في الأمم المتحدة، بعدما ضمن الرجل نصابا دوليا لقبول القضية، وبعدما خرجت مسألةالاعتراف من بين يدي مجلس الأمن الذي عارضها السنة الماضية. فالاعتراف بعضوية دولةفلسطين وما ينجم عنه من حقوق دولية للدولة، ومنها متابعة إسرائيل على جرائمها في محكمةلاهاي، يخيف شخصين لا ثالث لهما، نتنياهو في إسرائيل، وهنية رئيس الحكومة المقالة،والتي يبدو أن مرسي وأمير قطر ووراءهما الجامعة العربية أعطوه شرعية، شرعية تقضي علىكل مساعي التحرر وحل الدولة، وفرض حل الدولتين الذي سعت إسرائيل كل السنوات الماضيةلفرضه، دولة في الضفة يرأسها عباس وأخرى في غزة يرأسها هنية. وربما لهذا لم تستهدفطائرات إسرائيل هنية مثلما استهدفت قبله الشيخ ياسين وسعيد صيام والرنتيسي، ومثلمااستهدفت منذ أيام الجعبري... وخدمة لإسرائيل وليس لفلسطين ولا لغزة، قرر زعماء'الربيع العربي' المجتمعين حول العربي، ترديد الجوقة التي يقودها 'حمد'لنعيد كل حسابات القضية، قضية غزة، ما يعني إلغاء ما حصلته اتفاقيات السلام، وما سعىإليه عباس، إلغاء إعلان الدولة الفلسطينية الذي تم منذ 24 سنة في الجزائر، وإلغاء كلسنوات الجهاد وما قدمته القضية الفلسطينية وانتفاضاتها المتعددة للقضية على المسرحالدولي. فبإعادة النظر في القضية، يصبح ملف الاعتراف الأممي بعضوية فلسطين كملاحظ لاغيا،وترتاح إسرائيل، وتنفرد حماس بغزة وتقيم حكومتها الإسلامية بتمويل قطري ودعم مصري،وتذهب القضية التي استشهد من أجلها عرفات وقوافل من الشهداء إلى الجحيم... ما يجريفي غزة خطط له بحكمة خلال الزيارة التي قام بها أمير قطر إلى غزة منذ أسابيع، ومنهاأطلق رصاصة الرحمة على القضية التي ستسوى مثلما تبغي إسرائيل، وليذهب أطفال فلسطينعلى مذبح زعماء 'القضايا العربية' الجدد، لأن قلب الأنظمة وإعادة صياغة الخارطةالعربية وفق سايكس بيكو قطري، لن يكون من دون تسوية القضية التي ناضل من أجلها العربمنذ أزيد من ستين سنة، بل لن يكون إلا بقبرها إلى الأبد، ويرتاح الجميع عربا وغربامن شوكة في الحلق اسمها فلسطين.