بقلم/ محمد سرور

الضجيجُ في قلبي ...

حواسّي المرهونة للسياط

كأنه التناسقُ مع الخوف

لا صورَ بيانيَّة تنقذُ المعنى

فالسلطة وحدَها ... ضابطة إيقاع الأنفاس البلدية .

طالما اعتبرتُ  الحبَّ من المعاصي

يمامُ ذاكرتي ... لازمَه ارتعاشة دائمة...

لاحقاً ... تحقَّقتُ كم يشبهُ الحبُّ الخيانة .

فحيث يوجد الإستبداد :

يصيرُ للخيانةِ جفونُ حوريّات .... ومشيةُ دلال... ووصيفات .

عندما اتَّسعتْ حدقاتُ الخيانة

تضاءلَ وجهي ...

والطفلُ بي ...

أردتهُ عكاكيزُ المبشِّرين .

علَّمني أبي ارتداءَ الظل ...

لأنّنا - كما قالَ لي - من فئةِ المهمَّشين

لكني صادفتُ الإستبدادَ ... في الحاراتِ والأزقة

صادفتُه في الحقل والمدرسة ...

صادفتُ الإستبدادَ

حين وضعوا علامة حمراءَ ... على سجلي

فاكتشفتُ يومَها أن المستبدَّ

يطاردُ النوايا ...

كي يقطعَ لسانَ حالِ ... الآخر .

كان الطفلُ بي

يحبو على جفني ...

على كفي

في زاوية بوحي الشهي

لولاه ...

ما برعمَ في  خاطري الزعتر .

لأن شهوة الذكورةِ أكبر من حشمته

يطهِّرُ الأمكنةَ من فرضيَّةِ الشبق

لأنه الطاغية ...

يهوى ختانَ الإرادات .

لا حاجةً بي للدروب

ولا آنسُ بالعابرين ... ظِلّي

لا حاجة بي للبلابل

ولا لرموشٍ على الشمسِ ... ترسِمُني .

كنتُ أُشكلِنُ القصيدة ... كامرأة

فأعشقُها

لا أحدَ شفاني من قصيدةٍ ...طالما ركضتْ دلالاً ..

ولم ... أدركْها .

تلك الرهبة المدوِّية

وحدتي التي طوتني ... كورقةٍ من خريف

أفرغتني

من نواطير الحلم

من وعودٍ تراكضتْ بي

من شُبهةِ الحبِّ على وجهي ... طوَتني

وتمادتْ بعيداً ...

كرغباتيَ الأولى ، بعدما دنَّسَ الصِّبا براءتي .

طالما تحاشيتُ الحبرَ

خلتُهُ واحداً من وُشاةِ السلاطين ...

خلتهُ

جندياً يتقصّى أحوالَ الممنوعينَ من الإقامةِ حول موائدِ الضوء

لم يُنجِّني الكتمانُ من تهمةِ العصيان

ولا برَّأتني مرارةُ التبغ من إثمي ...

 

من العدَمِ جاءتْ ... معجزتي

مزيَّنة بكلِّ احتمالات اللهف

لابسة جموحَ الفرس الأصيلة

لكنها ... مضتْ بخجل ... كجنائزِ الفقراء .

للشغَبِ ... صرتُ أنحني طوعاً

على الحكمةِ ... أعلن الثورة

كلُّ حواسِّ الثائر لديَّ

وجعي ... الذي نبشتْهُ أظافري

خطايَ التي دندَنتْها الدروب

وحيرَتي

وآثامٌ خبَّأتُها لغدي

وغيتارٌ ... تمرَّسَ بالنغم .

كم حاولتْ أن تدحرجَني إلى العدم

تلك التي تسمّى ... السياط

لكني من فئةٍ ضالَّة ...

تجيدُ القفزَ فوق جماجمِ الخيانات .

ذات جنونٍ

ضجَّ العبثُ  بي

لم يستأذنِّي عندما دلقَ المحبرة على شرشفِ صمتي

حتى صوتي المحموم

ترجَّلَ من حَنجرتي ... كطعم القبلة الأولى

مَنْ يوقف بعد الآن جنوني ؟