ما حصل ويحصل الآن من هجوم للمستوطنين الإسرائيليين بدعم من قوات الاحتلال من هجوم على شعبنا والممتلكات الفلسطينية وقطع الطرق وهذه العربدة، يرسل رسالة واضحة لكل العالم وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، الداعم الرئيس لدولة الاحتلال، بأنه لا يمكن فرض التعايش مع هذا المحتل ومع هذا الاستيطان، وأن الضغط الحقيقي الذي يجب أن يوجه هو باتجاه وقف عدوان دولة الاحتلال وإنهاء هذا الاستيطان البغيض، وليس توجيه الضغط على القيادة والشعب الفلسطيني والمطالبة باتخاذ إجراءات ظاهرها الإصلاح وباطنها هو إدارة هذا الصراع لصالح دولة الاحتلال عبر إدامة الاحتلال والاستيطان والعدوان.

ما حصل ويحصل رسالة للكل الفلسطيني، إن الاحتلال هو أساس الداء والمشكلة، وأن الضفة الغربية والقدس تتعرض للعدوان ومستباحة ومحتلة كما قطاع غزة، وأن الغمامة السوداء التي تغطي عيون البعض الفلسطيني عبر محاولة تحميل أية جهةٍ فلسطينية مسؤولية إجرام دولة الاحتلال، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع هذه الجهة أو تلك، فعليهم تغييرها والاستفاقة، فالاحتلال لا يحتاج لمببرات لاحتلاله وإجرامه، والجهد الذي يستخدمه هؤلاء ضد هذا الطرف الفلسطيني أو ذاك أتمنى أن يستثمروه في تعرية وفضح هذا المحتل كل حسب قدرته ومكانه، فالتاريخ لن يرحمنا  وسيحاكمنا.

وهذه رسالة للحكومة الفلسطينية الجديدة، أن الاحتلال هو العائق أمام تحملكم مسؤولياتكم العادية في خدمة شعبنا، وأن محاولة الأميركي وغيره حرف بوصلتكم التي يجب أن توجه لمقاومة هذا المحتل عن طريق تعريته وفضحه والتركيز كل التركيز دولياً على الاحتلال والاستيطان، وليس عبر تحقيق أمن المحتل ومستوطنيه كما يطلب الأميركي والذين الآن يستهدفون البشر والحجر، فهذه وصفه جرّبناها سابقًا وادّت إلى تعميق الاحتلال والاستيطان والمؤمن لا يلدغ من ذات الجحر مرتين، فلا أمن للمحتل بوجوده ولا تعايش مع مستوطنيه.

ورسالة للكل الفلسطيني، أن وحدتنا أساس قوتنا، وأن الصراع على حكم في ظل الاحتلال ليس مغنمه ولا غايتنا، وعلينا أن نبقي فلسطين وتحريرها بوصلتنا، وأن نؤمن أنه بالنسبة لنا القدس أهم من أية عاصمة أو مدينة في هذا العالم.