يمكن لفلسطين الاعتماد على البرازيل، سنقف بقوة مع الحق الفلسطيني، سنعمل من أجل استعادة فلسطين حريتها واستقلالها ضمن دولة ذات سيادة على حدود عام 1967"، هذه الكلمات كانت مضمون رسالة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلى فلسطين وشعبها خلال حفل تنصيبه في العاصمة برازيليا في كانون الثاني/ يناير 2023.

وأعاد الرئيس لولا دا سيلفا التأكيد على التزامه المبدئي في دعم القضية الفلسطينية، والتزام البرازيل لكي تكون سندًا لجهود دولة فلسطين في المحافل الدولية كافة، عندما أعلن تأييد بلاده للدعوى التي رفعتها دولة جمهورية جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بانتهاكات اتفاقية حقوق الإنسان والقيام بأعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

الرئيس البرازيلي سحب سفير بلاده من إسرائيل بعد أن وصف في كلمة له خلال قمة الاتحاد الأفريقي أن ما يحدث في قطاع غزة "إبادة جماعية"، بحق المدنيين الفلسطينيين.

وقد أثارت تصريحات الرئيس دا سيلفا غضب إسرائيل، التي أعلنت أنه "شخص غير مرغوب فيه"، واستدعت السفير البرازيلي لديها وطالبت بالاعتذار.

هذه المواقف الداعمة للقضية والشعب الفلسطيني ليست حديثة، وإنما تأتي امتدادًا لتاريخ طويل من المواقف الداعمة للحقوق الفلسطينية.

اعترفت جمهورية البرازيل الاتحادية بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيًا للشعب الفلسطيني عام 1975، واستقبلت ممثلًا دائمًا عنها في عاصمتها برازيليا، وصوتت في العام ذاته لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3379، الذي يعرّف الصهيونية بأنها شكل من أشكال العنصرية.

وفتحت منظمة التحرير الفلسطينية مكتبًا لها لدى البرازيل في عام 1993، وفي عام 1998 تعاملت البرازيل مع البعثة الفلسطينية بنفس مستوى السفارات، وفي عام 2004، افتتحت البرازيل ممثلية لها لدى السلطة الوطنية الفلسطينية.

واعترفت البرازيل بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في كانون الأول 2010، وتلا ذلك زيارة الرئيس محمود عباس إلى البرازيل لافتتاح مقر سفارة دولة فلسطين في برازيليا.

وشجّع اعترافُ البرازيل بدولة فلسطين دولَ أميركا اللاتينية على اتخاذ موقف مماثل، إذ تبعها مباشرة اعتراف كل من الأرجنتين وبوليفيا والإكوادور في الشهر ذاته، ثم اعترفت معظم دول أميركا الجنوبية في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2011 بدولة فلسطين.

وبلغت موجة الاعتراف في أميركا اللاتينية أوجهها حتى عام 2013، إذ إنه باستثناء المكسيك وبنما، باتت دول أميركا اللاتينية قاطبة تعترف رسميًا بفلسطين كدولة.

قادت البرازيل الجهود التي توصلت في نهاية عام 2011 إلى توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين فلسطين وتجمع "الميركوسور" الاقتصادي، الذي يضم البرازيل والأرجنتين والأوروغواي والبارغواي.

ترجمت البرازيل دعمها للقضية الفلسطينية أيضا إلى تبرعات مادية، ولعل أبرز مساهماتها هو دعمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، كما انضمت لتصبح عضوا كامل العضوية في اللجنة الاستشارية لوكالة الأونروا عام 2014، كأول دولة من أميركا اللاتينية.

استمرت البرازيل في دعمها للحقوق الفلسطينية، واستدعت سفيرها في الأراضي المحتلة احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، كما رفضت عام 2015 المصادقة على اعتماد داني دايان سفيرًا لإسرائيل في برازيليا كونه يقطن في مستوطنة غير شرعية قائمة على الأراضي المحتلة عام 1967.

وأكدت البرازيل دعمها لإنشاء دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.