في ظل ما يتعرض له أبناء شعبنا من جرائم وتهجير وتصفية لقضية اللاجئين وحق العودة، نظَّمت القوى الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا وقفة تضامنية تحت عنوان "تعليق المساعدات للأونروا هي مشاركة في الإبادة الجماعية وشطب لحق العودة"، يوم الأربعاء بتاريخ 7/2/2024، في ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير في مخيّم عين الحلوة.

تقدم المشاركين عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" آمنة جبريل، وعضو قيادة حركة "فتح" وأمين سر اللجان الشعبية في منطقة صيدا الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح، وممثلو فصائل "م.ت.ف"، واللجان الشعبية، وممثلؤ القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية، والإتحادات النقابية، وحشد من الإتحاد العام للمرأة، والأطر النسوية الفصائلية، ولجان القواطع والأحياء في المخيم، وكوادر المقاومة الفلسطينية، رفعت خلاله أعلام فلسطين وشعارات من وحي المناسبة.

في البدء تحدث أمين سر اللجان الشعبية في منطقة صيدا وعضو قيادة حركة "فتح" في صيدا الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح، قائلًا: "بدايةً نعلن تمسكنا بحق العودة وبعمل الأونروا ما دام هناك لجوء في الوقت الذي يتعرض له شعبنا في غزة والضفة والقدس، بحرب إبادة ارهابية منظمة من قبل حكومة نيتنياهو الفاشية، نرى سقوط مطبق للهيتلارية الجديدة، فعدد الشهداء والجرحى يزيد عن 100 الف، وإهانات الأسرى إذ نحي صمود أهلنا والمقاومة ندعو لوقف العدوان والمجازر بحق أبناء شعبنا، فلا نرى مواقف وردود فعل تتناسب مع حجم المجازر اليومية".

ونوه الدكتور أبو صلاح إلى "إن محاولة إلغاء الأونروا أمر ليس بجديد، فالاحتلال من زمن يرى أن وجود الأونروا يديم الصراع، ويبقي حق العودة أساس في أجندة القيادة والشعب الفلسطيني.

نيتنياهو دعا إلى وضع اللاجئين تحت مفوض شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أو مؤسسات أخرى لتقوم بعمل الأونروا لتكون بديلًا عنها بصفتها الشاهد الوحيد على النكسة.

وقد عبر عن ذلك وزير الخارجية الصهيوني كاتس بقوله أن الكيان سيمنع وكالة الغوث من العمل في غزة بل لن يكون لها دور في مستقبل غزة". 

وأضاف الدكتور أبو صلاح: "إن وجود الأونروا اليوم وعملها هو أحوج من أي وقتٍ مضى في ظل العدوان على أهلنا في فلسطين وخاصة غزة اليوم، فالحاجة إلى الغذاء والماء والدواء وباقي المستلزمات من إعمار وغيره من عمل الأونروا وباقي الدول".

وأكد الدكتور أبو صلاح: "أن وقف التمويل عن الأونروا هو محاولة إلغاء للقضية وإلغاء لحق العودة وأن حرمان أجيال من الشباب الفلسطيني من حق التعليم هو حرمان من الأمل في مستقبل أفضل، وهذا الأمر لن يكون لمصلحة أحد في المنطقة.

ونطالب كل الدول والمنظمات الدولية على تعزيز الشراكة مع الأونروا وتقديم الدعم السياسي والمالي والمعنوي لتنفيذ برامجها وتوفير الحماية وَالرعاية لشعبنا وعبر ما أسست له هذه الوكالة في القرار 302.

وختم الدكتور أبو صلاح كلمته قائلًا: "أن نحيّ الموقف الجريئ للقيادة الفلسطينية ومحبي الحرية والسلام في سعيها لوقف العدوان الإسرائيلي الفوري على الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة والقدس، مطالبين بالإسراع بإدخال المساعدات الإنسانية والضغط لوقف هجمات المستوطنين على الضفة".

وألقى كلمة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية مسؤول حزب الشعب في منطقة صيدا عمر النداف قائلًا: "إننا اليوم نقف هنا في مخيم عين الحلوة لندين و حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد أهلنا في قطاع غزة، ونستنكر سياسية التطهير العرقي التي يمارسه في جميع الأراضي الفلسطينية وخاصة في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، وندين أيضًا قرار بعض الدول بوقف دعمها وتمويلها للأونروا، ونؤكد بأن هذا الدعم الخجول الذي تقدمه للأونروا ليس منة منها على شعبنا، بل هو كفارة تأمرهم على شعبنا وسلبه حقه في أرضه، عندما إتخذوا قرارًا بتقسيم فلسطين وإنشاء الكيان الغاصب عليها، دون وجه حق وتغاضيهم عن حق شعبنا أيضًا في تقرير مصيره وتحقيق عودة اللاجئين من أبناءه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". 

كما دعا النداف الدول للتراجع عن قرارها بحجب التمويل عن الأونروا، لما من إنعكاسات خطرة على شعبنا وعلى أمن وإستقرار المنطقة برمتها، ونثمن الدول تراجع عن هذا القرار ونشكر الدول التي قررت زيادة دعمها وتمويلها ومضاعفته للأونروا.

وأضاف: "وبهذا السياق فإننا ندعوا كافة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية، وجميع مؤسسات العمل الأهلي والمدني وكذلك الدولة اللبنانية لتنظيم لقاءات مشتركة من أجل توحيد الموقف والجهد والتوافق على آلية وخطة للتصدي لكل المشاريع الصهيونية والأمريكية لتصفية وكالة الأونروا وإنهاء عملها ووجودها بهدف تصفية قضية اللاجئين وحق العودة، والقيام بسلسلة تحركات شعبية وجماهيرية تستهدف سفارات تلك الدول التي تصر على قرارها للضغط عليها من أجل دفعها للعدول عن قرارها الظالم والمنحاز".

وختم النداف: "وفي الختام فإننا نطالب المجتمع الدولي الحر إلى ممارسة الضغط على الاحتلال الصهيوني وقادته من أجل الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على شعبنا في قطاع غزة، وإنسحاب جيش الإحتلال عن كافة أراضي القطاع، وفك الحصار عنه وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإغاثية والطبية وغيرها بالقدر الكافي والوافي وبحث آلية إعادة الإعمار.

كما نوجه إدانة شديدة اللهجة للتصعيد العسكري والأمني الأمريكي البريطاني وحلفاءهم في المنطقة، ونستنكر الضربات العسكرية التي ينفذونها على الأشقاء في سوريا واليمن والعراق، ونطالب المجتمع الحر للضغط عليهما من أجل وقف عدوانهما ووقف دعمهما للكيان الصهيوني الغاشم الذي يشن حرب شاملة على شعبنا الفلسطيني. 

وتعدد الكلمات الرافضة للإعتداءات الصهيونية اللوحشية بحق أبناء شعبنا حيث ألقى الكلمة عمار حوران مسؤول العلاقات الفلسطينية في منطقة صيدا لحركة الجهاد الإسلامي، وألقى كلمة القوى الإسلامية الشيخ أبو إسحاق المقدح حيث أعربوا عن رفضهم لهذه المجازر اليومية التي تحصل بحق أطفالنا ونسائنا وشيوخنا.

كما إدانة الكلمات موقف الدول التي أقرت وقف تمويلها الأونروا، ورأت بإستنادها لافتراءات كيان الاحتلال الإسرائيلي ذرائع غير معقولة والأخذ بها وعلى عجالة يدل على وجود مواقف مسبقة، وتراجع عن التعهدات والتزامات الشرعية الدولية، كما وتشكل نكوصًا عن المعايير الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان في التعليم، والصحة وغيرها، وطالب الدول إياها بالتراجع عن قراراتها والإيفاء بتعهداتها، والتزاماتها تجاه الأونروا، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العيش بكرامة.

كما أكدت الكلمات على تمسك شعبنا الفلسطيني في مخيمات اللجوء بالأونروا وحتى العودة، ورفضه النيل من حقوقه وأن تمارس الضغود على الأونروا بهدف إفراغها من وظيفتها ومهامها  الإنسانية.