تنطلق، مساء اليوم، فعالية "يلّا غزة"، بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهي فعالية سينمائية تضامنية لمخرجين أجانب، تتواصل حتى العشرين من الشهر المقبل، بتنظيم من منصة فلسطين الثقافية (المنصة) ومسرح وسينماتك القصبة، بالشراكة مع مؤسسة الفيلم الفلسطيني.

وتحمل الفعالية عنوان فيلم الافتتاح "يلّا غزة" (2023) للمخرج الفرنسي رولاند نورييه، في أول عرض له بالمنطقة العربية، في قاعة سينما القصبة بمدينة رام الله، وهو الوثائقي الأحدث إنتاجاً من بين الوثائقيات الأجنبية حول قطاع غزة، علاوة على كونه اسماً يحمل في طيّاته "استنهاض الهمم".
وبعد فيلم الافتتاح، تتواصل الفعالية التي تشتمل على عروض لسبعة أفلام، بواقع عرضَين أسبوعياً، مساء كل أحد وأربعاء في سينما القصبة أيضاً، وهي أفلام أنتجت وأخرجها مخرجات، ومخرجون من الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية عدّة كفرنسا، وإسبانيا، وإيرلندا، وألمانيا، وإيطاليا، والسويد، منذ ثمانينيات القرن الماضي، حتى العام الحالي، وإن كان جلّها أنتج ما بعد العام 2015.

ومن بين هذه الأفلام: "طريق السموني" (2018) للمخرج الإيطالي ستيفانو سافونا، و"قفزة أخرى" (2019) للمخرج الإيطالي إيمانويل جيروسا، و"غزة" (2019) للمخرجَين الإيرلنديَّين غاري كين وأندرو ماكونيل، و"نادي ركوب الأمواج" (2016) للمخرج الألماني فيليب جنادت والمخرج الألماني المصري ميكي يامين، و"غيتو غزة: صورة لعائلة فلسطينية" (1984) للمخرجَين السويديَّين بي هولمكويست، وبيير بيوركلوند والمخرج الأميركي جوان مانديل، و"إيراسموس في غزة" (2022) للمخرجة الإيطالية كيارا أفيساني والإيطالي ماتيو دلبو.
وقال الناقد السينمائي يوسف الشايب، منسق الفعالية: بالنسبة لمخرجي الأفلام والجهات المنتجة والموزعة لها، هي فعالية يعبّرون من خلالها عن تضامنهم مع فلسطين، خاصة غزة وأهلها، أما بالنسبة لنا فهي من جهة سردية تواجه سرديات الاحتلال وبعيون سينمائية محايدة وثقت ما رأته في القطاع على مدار عقود، ومن جهة أخرى تدحض الروايات المضللة الساعية لتكريس أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بدأ في السابع من تشرين الأول الماضي، فهي تظهر المآسي على قطاع غزة بسبب الحصار الذي يمتد لقرابة خمسة عشر عاماً، والعدوان تلو الآخر، والأهم ما تكشفه بأن سكان غزة لديهم حيوات وحكايات وطموحات كثيرة رغم كل ما عاشوه وعايشوه منذ احتلال العام 1967، بل ومنذ نكبة 1948، حيث أن غالبية سكان القطاع هم من أبناء وأحفاد من هُجّروا من ديارهم عنوة على يد العصابات الصهيونية.

 

من جانبه، شدد المدير التنفيذي لمسرح وسينماتك القصبة، سامر مخلوف، على أن من بين أهداف فعالية "يلّا غزة" تقديم هذه العروض التي يراها أصحابها تضامنية للجمهور الفلسطيني الذي صنعت من أجل نصرته.. هذه فعالية تضامنية لصنّاع الأفلام، فلا يتضامن الواحد منّا مع نفسه، لذا فما نسعى إليه أن تكون هذه الفعالية جزءاً من الحراك الفلسطيني والعالمي الرامي لتعميم الرواية الفلسطينية التي تعاني من حرب إبادة هي الأخرى ليس فقط من قبل الاحتلال، بل من قبل جهات مختلفة حول العالم، وهو ما يتآلف مع الدور الكبير والمؤثر لأبطال وسائل التواصل الاجتماعي من فلسطينيين ومتضامنين مع فلسطين، ولإعلاميين فلسطينيين وعرب وأجانب انحازوا للحقيقة رغم كل الصعوبات.