بدأت الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية تطفو إلى العلن يوم الجمعة، بعد قرار اتخذه المجلس الحربي المصغر "الكابينت" بالسماح بإدخال شحنتي وقود يوميّاً إلى قطاع غزة المحاصر، إثر ضغوط أميركية ودولية.

وفق ما ذكرت "هيئة البث الإسرائيلية"، طالب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتغيير تركيبة الكابينت بعد هذا القرار.

وقال سموتريتش: أنّ "إدخال الوقود إلى غزة خطأ فادح ويتعارض مع قرار مجلس الوزراء فهو ينقل الضعف، ويحقن العدو بالأوكسجين، ويسمح لعدو بالجلوس بشكل مريح في مخبأ مكيف ومشاهدة الأخبار، والاستمرار في التلاعب بالمجتمع الإسرائيلي وعائلات المختطفين".

وتابع: "هذا بدلاً من توجيه ضربة بلا رحمة للعدو وشركائه في الخارج، حتى يتوسل إلينا آخر الناجين هناك للموافقة على قبول عودة المختطفين من دون قيد أو شرط".

وأضاف: أنّ "هذه هي الطريقة الوحيدة لتدمير العدو، واستعادة المختطفين سالمين معافين وتوفير الأمن لمواطني إسرائيل".

وبدوره، احتج وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير على اتخاذ القرارات السياسية مرّة جديد في المجلس الحربي المصغر.

وقال: إنّ "تغيير السياسة يجب أن يتم في مجلس الوزراء وليس في الكابينت، وسأطلب من رئيس الوزراء أن يتم اتخاذ القرارات بشكل يتماشى مع السياسات العامة من قبل المجلس الحربي الموسع، ولا يمكنهم الاستفراد بالقرارات".

وأضاف: "طالما لم تتم زيارة المختطفين لدينا من قبل الصليب الأحمر، فلا معنى لمنح العدو هدايا إنسانية"، وأن هذا بمثابة إصبع في عين جنود الجيش الإسرائيلي والعائلات الثكلى وعائلات المفقودين والمختطفين".

 ودافع الوزير في الكابينت بيني غانتس عن القرار المتخذ، موضحاً أنّه "ليس تغييراً استراتيجياً بل استجابة محددة تخدم العملية العسكرية".

 من جهته، أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أن "ليس هناك صفقة لتبادل الأسرى، ولن نوقف إطلاق النار من دون تحرير المخطوفين".

وقال في مؤتمر صحافي: "تصدينا لضغوط دولية كبيرة تطالب بوقف إطلاق النار، ونتنياهو لم يسمح بذلك، وأن مجلس الحرب تجاوب مع طلب أميركي لتوفير حاويتي وقود يومياً لمضخات المياه منعاً لانتشار الأوبئة".

وأكد هنغبي، أن إدخال الوقود لغزة سيبدأ من مساء الغد، موضحاً أن كمية الوقود التي ستدخل إلى غزة تمثل 3% مما كان يدخل يومياً قبل الحرب.

وتابع: "لن نسمح بإدخال نقطة وقود واحدة إلى شمال غزة حتى لا يستفيد العدو من الكهرباء".

وكانت إسرائيل قد أعلنت أنها سمحت بدخول شاحنتي وقود يوميًا إلى قطاع غزة لتلبية احتياجات الأمم المتحدة لدعم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
وأكد مسؤول إسرائيلي في بيان، أنّ مجلس الحرب وافق بالإجماع على توصية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشين بيت (الأمن الداخلي) بالامتثال لطلب الولايات المتحدة والسماح بدخول شاحنتين لوقود الديزل يومياً.