بسم الله الرحمن الرحيم

(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) صدق الله العظيم.

 

بكثير من الحزنِ والأسى وبقلوب مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره ينعى إعلام حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - لبنان، إلى شعبنا المناضل في الوطن والشتات وإلى جماهير أمتنا العربية والإسلامية وإلى أحرار العالم المناصرين لقضيّتنا، فنان الثورة الفلسطينية، قائد فرقة العاشقين، المناضل العربي الكبير حسين منذر "أبو علي"، الذي وافته المنية يوم الأحد الموافق ١٧-٩-٢٠٢٣، بعد مسيرةٍ فنيةٍ ونضاليةٍ حافلةٍ بالعطاء والكفاح والتضحيات. 

إرثٌ فنيٌّ وطنيٌّ ونضاليٌّ كبير تركه الفنّان حسين منذر الذي التحق مبكرًا بركب الثورة الفلسطينية، مكرّسًا حياته في سبيل قضية فلسطين ومُسخِّرًا حنجرته الذهبية ليشدو كلماتٍ وألحانًا تصدح بصوت الوطن والأرض والحرية، وتعبّر عن هموم شعبنا ومعاناته ونضاله وبطولاته وتطلُّعاته. 

 عبر مسيرته الحافلة مع فرقة "أغاني العاشقين الفلسطينية" التي كان قائدَها وأحدَ مؤسسيها الرئيسيين قدّم الراحل الكبير "أبو علي" الكثير من الأناشيد الوطنية التي تخلّد تاريخ ثورتنا المعاصرة، وتجسّد أبهى صُور التمسك بالأغنية الفلسطينيّة الوطنية والتراثية والحرص على ترسيخها وتناقلها عبر الأجيال، إيمانًا منه بأنّ الفن جزءٌ لا يتجزّأ من الإرث والهُوية الوطنية الفلسطينية، وأحدُ أبرز أسلحة النضال الفلسطيني في وجه العدو الإسرائيلي.

وتقديرًا لمسيرته الفنية النضالية المشرّفة، وإنشاده الملتزم في فرقة العاشقين الوطنية، وإيصاله بصوته رسالة فلسطين إلى العالم، منحه رئيس دولة فلسطين السيد الرئيس محمود عبّاس وسام الثقافة والعلوم والفنون "مستوى الابتكار"، عام 2018. 

وإذ نتقدَّم في إعلام حركة "فتح" بأصدق مشاعر التعزية والمواساة لعموم أبناء شعبنا، ولعائلة الفقيد ورفاق دربه ومحبيه، ندعو المولى عزَّ وجل أن يتغمَّدَ فقيدنا بواسع رحمته، ويشمله بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصّدّيقين والأنبياء وحَسُن أولئك رفيقًا.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

وإنَّها لثورةٌ حتّى النّصر