تعتبر مجلة " فلسطيننا- نداء الواجب" والتي صدرت في بيروت في شهر تشرين الثاني عام ١٩٥٩، أول إطلالة إعلامية لحركة "فتح" منذ ما قبل انطلاقتها عام ١٩٦٥، والتي أشرف على إدارتها الراحل توفيق راشد حوري والذي قلده الأخ السفير أشرف دبور " نجمة يابوس" من وسام الشهيد الرمز الرئيس ياسر عرفات باسم سيادة الرئيس محمود عباس.

من هو الراحل توفيق حوري وماذا قدم للقضية الفلسطينية؟ إنه ابن عائلة وطنية لبنانية بيروتية ميسورة، تربطه علاقة وطيدة وطيبة بالشهيدين أبو عمار وأبو جهاد، والذي أخذ على عاتقه الشخصي إصدار مجلة فلسطيننا منذ عام ١٩٥٩ حتى عام ١٩٦٤ وطبعها في مطبعته الخاصة في ظروف صعبة للغاية، والتي كان يلاحق فيها الوطنيين اللبنانيين والفلسطينيين من قبل المكتب الثاني حينذاك، والذي كان يزجهم في السجون وينكل بهم أشد التنكيل. لم يكتفِ الراحل حوري بدعم القضية الفلسطينية إعلاميًا، بل شرع إلى دعم حركة فتح لوجستيًا حين استأجر قطعة من الأرض شمال لبنان على شاطئ البحر في منطقة الشيخ زناد تبعد كيلو متر واحد عن الحدود السورية تبلغ مساحتها ٣٦٢ دونمًا، كانت مزرعة أسماك بالشكل ومعسكر للتدريب في المضمون. وقد تدرب العديد من كوادر ومناضلي حركة "فتح" في هذا المعسكر عام ١٩٦٠. وكان الراحل حوري ينقل السلاح عبر البحر في زوارق للصيد، وكانت زوجته السيدة ليلى الداعوق تنقل السلاح إلى المعسكر بسيارتها الخاصة برا. عمل حوري على جمع التبرعات للشعب الفلسطيني ولحركة فتح وكان ابن فتح الراحل هاني فاخوري موظف في أحد البنوك اللبنانية يوصل الأموال إلى القيادة الفلسطينية في سوريا. كان للراحل توفيق حوري شرف صياغة البيان الأول لحركة فتح عام ١٩٦٥ ( اتكالا منا على الله ) وأضاف الشهيد ابو عمار جملة تتعلق بأحرار وشرفاء العالم.  ارتبط الشهيد أبو عمار بعائلة حوري بعلاقة إجتماعية، وبادلهم الوفاء بالوفاء وكانت عائلة حوري تكن للشهيد أبو عمار كل الود والاحترام، لم ينقطع عن زيارتهم والاتصال بهم، وكان يزورهم في الصيف في "سير الضنية" ويتناول الغداء معهم، ولم يتأخر الشهيد أبو عمار في دعم العائلة ماديا حين اضطرت لترك منزلها المصاب في طريق الجديدة والسكن في الروشة شارع استراليا. كما وقف الشهيد أبو عمار إلى جانب العائلة في محنتهم حين تعرض ابنهم البكر راشد لإطلاق نار وإصابة خطيرة وتحمل تكاليق العلاج في الخارج. ربما لا يعرف كثيرون توفيق حوري وهاني فاخوري وإبراهيم المصري وإخوانه، لكن قيادتنا تعرفهم جيدا، وتعرف تاريخهم وما نست تضحياتهم وما غفلت عن مواقفهم واعتبرتهم جنودًا ليسوا مجهولين بل عملوا بصمت ولم يبحثوا عن شهرة أو زعامة، لكن سيادة الرئيس أبو مازن ممثلاً بسعادة السفير أشرف دبور سجلوا دور الراحل توفيق حوري في التاريخ الفلسطيني الحديث، العبرة من وراء التكريم إنه وبعد ثلاثة وستون عامًا بقيت "فتح" وفية لأهل الوفاء أصيلة في مبادئها محافظة على الإرث النضالي للاوفياء. إلى جنان الخلد يا أبا راشد مع الأنبياء والأولياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.