بسم الله الرحمن الرحيم

﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾. صدق الله العظيم

 

بفخرٍ واعتزازٍ ينعى إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان إلى أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد وإلى جماهير أمتنا العربية والإسلامية وجميع الأحرار في العالم ابن حركة "فتح" القائد البطل الأسير ناصر أبو حميد، الذي ارتقى شهيدًا صباح اليوم الثلاثاء داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمَّد من قِبَل إدارة سجون العدو الصهيوني. 

لقد شكّل الأسير أبو حميد علامةً فارقةً في سجل نضالنا الوطني منذ التحاقه بحركة "فتح"، مرورًا بدوره الميداني الفاعل خلال الانتفاضتَين الأولى والثانية وعلى جبهات الاشتباك مع العدو الصهيوني وأكثر من ٣٠ عامًا أمضاها في معتقلات الاحتلال، مُجسّدًا على مدار مسيرته النضالية مثالاً حيًّا للمناضل الحق الذي قدّم حياته وحُريته دفاعًا عن فلسطين وقضيتها وشعبها، ورمزًا من رموز صمودِنا وإبائنا، ما وهنت إرادته ولا ضعفت عزيمته ولا حادَ يومًا عن الهدف والثوابت الوطنية على الرغم من ألم المرض وقهر السجان وتصلفه، ليسطّر بصموده أمثولةً في التحدي والعزة والإباء. 

 

إنَّ جريمة اغتيال الأسير الشهيد ناصر أبو حميد عبر سياسة القتل البطيء ما هي إلا حلقة من سلسلة جرائم الاحتلال الإسرائيلي الشاهدة على وحشيته وفاشيته، وعليه فإنّنا في إعلام حركة "فتح" نُحمّل هذا الكيان الإسرائيلي الفاشي المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة المروعة التي أمعن في ارتكابها بحق الأسير الشهيد أبو حميد عبر سياسة الإهمال الطبي التي تتعمد إدارة سجون الاحتلال ممارستها بحق أسرانا الأبطال. 

 

وبموازاة ذلك، فإننا نُدين الصمت المخزي للعالم أمام جرائم القتل الطبي العمد الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، ونُحمِّل المجتمع الدولي بدوره المسؤولية عن هذه الجريمة بسبب تقاعسه عن التجاوب مع جميع المطالبات والمناشدات التي دعت للإفراجِ عن الأسير أبو حميد خلال مرضه لكي يتمكّن من الحصول على العلاج اللازم خارج المعتقل، وعلى رأسها مطالبة سيادة الرئيس محمود عبّاس بالإفراج الفوري عنه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

كما نناشد المجتمع الدولي وجمعيات حقوق الإنسان وكل الهيئات الدولية ذات الاختصاص بالضغط على حكومة الاحتلال للإفراج الفوري عن جثمان الشهيد أبو حميد ليتسنّى عائلته وداعه ودفنه بما يرقى لعظيم تضحياته. 

 

 وأمام هذا المصاب الجلل فإنّنا في إعلام حركة "فتح" نتقدّم بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى والدة الشهيد المناضلة أم ناصر أبو حميد، خنساء فلسطين وسنديانة صمودها، وإلى أشقاء الشهيد الأسير ناصر الأبطال في معتقلات الاحتلال وإلى أسرته التي سطّرت أمثولةً في التضحية والعطاء الوطني، سائلين الله جل وعلا أن يلهمهم عظيم الصبر والسلوان، ويتغمّد شهيدنا الأسير ناصر أبو حميد بعظيم مغفرته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

 

كما نجدد العهد والوفاء للشهيد ناصر أبو حميد ولقوافل شهدائنا الأبطال بأن تبقى شعلة الثورة وهّاجة منيرة وأن تبقى المسيرة مستمرة حتى النصر والتحرير والعودة وتبييض المعتقلات الإسرائيلية من جميع أسرانا البواسل وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها. 

 

إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان