إحياءً للذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات، وتضامنًا مع الانتفاضة المباركة في القدس والضفة وعموم فلسطين، وتحيةً لروح فاطمة البرناوي أول أسيرة فلسطينية، ودعمًا للأسرى والأسيرات الصامدات في معتقلات الاحتلال الصهيوني، وتضامنا مع الأسرى والمعتقلين الإداريين، وبدعوة مشتركة من حركة التوحيد الإسلامي والمنتدى القومي العربي في الشمال واللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الصهيوني، شاركت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الشمال ممثلةً بعضوي قيادة منطقة الشمال أمين سرّ فصائل المقاومة الفلسطينية أبو فراس ميعاري وخليل هنداوي وأمين سرّ شعبة طرابلس جمال الكيالي في اللقاء التضامني المنعقد في قاعة ملتقى الثقافة والفكر في مدينة طرابلس - أبي سمراء اليوم الخميس ١٠-١١- ٢٠٢٢. 

 

كلمة حركة "فتح" ألقاها الأخ أبو فراس ميعاري: 

بسم الله الرحمن الرحيم { مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلࣰا }

والله إنّك لم تُبدل عهدك مع الله، ولا مع رفاقك ولا مع إخوانك وشعبك. 

عاهدتَ الله أن تفجّر هذه الثورة، حتى تستعيد الأرض والوطن، وتستعيد كرامة هذه الأمّة التي أُهينت بإهانة أولى القبلتين وثالث الحرمين! 

في هذه الذكرى الثامنة عشرة لرحيل القائد الرمز "ياسر عرفات"، نفتقد رجلاً وقائدًا أمميًا عربيًا وطنيًا فلسطينيًا بامتياز.

كان الهدف دائمًا هو فلسطين، ولم يضيّع البوصلة يومًا أو لحظةً، بل كانت فلسطين الهدف منذ اللحظة الأولى، وتحرير الأقصى هو من يؤرّقه، لذلك كان شعاره دائمًا أن يوحّد الأمّة العربية والإسلامية، كي تكون دائمًا سندًا حقيقيًا للشعب الفلسطينيّ في مقاومته ضد الاحتلال من أجل استعادة مقدساته، واستعادة وطنه المسلوب من قبل الإستعمار العالميّ. 

لذلك كان هو مخطط وبطل وصاحب معركة الكرامة عام ١٩٦٨، هذه المعركة التي أتت على بعد النكسة التي أُصيب بها العرب جميعًا بنكسة وفقدان الأمل في استعادة فلسطين. 

جاءت معركة الكرامة لتشحذ النفوس، وتَشُدّ الهمم، و لتعطي عنفوانا و معنويات ليس لشعبنا الفلسطيني فقط، بل لأمّتنا العربية.. أنّنا قادرون على النصر على هذا العدوّ، وقادرون على تحطيم أسطورته، ولذلك كانت محطته التالية عام ١٩٨٢ في قلعة الشقيق التي شهدت قتالاً أسطوريًا استمر لأيام.. أشبال قاتلوا حتى الطلقة الأخيرة أعتى قوّة صهيونيّة في العالم، لذلك نفتقد هذا الرمز مؤسس منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني". 

 

وأضاف ميعاري: "نحن تربّينا على يد هذا القائد، أنّ فلسطينَ كل فلسطين مُلكٌ للشعب الفلسطيني، من بحرها إلى نهرها.. والله لن نتخلّى عن شبرٍ واحد من تراب فلسطين، وإنّ كل ما يُحاك وما يُقال عن تسوياتٍ ومفاوضاتٍ ما هي إلا مراحلُ مؤقتة، لأننا مؤمنون بأنّ فلسطين لنا، والأقصى قبلتنا، ولا بُدّ من أن نكنِس النّجسِ من على تراب وطننا الحبيب. 

سنبقى الأوفياء لدرب الرمز القائد الشهيد ياسر عرفات، والرئيس أبو مازن الثابت على الثوابت المتصدّي لكل مؤامرات الإلغاء والتصفية والقهر والإذلال، هوَ صامدٌ في عرينه، شعبهُ يقف وراءه في الدفاع عن حقوقه من أجل استعادة مقدساته وإقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس الشريف.

شاهدنا العديد من المؤامرات، من صفقة القرن وإلى غير ذلك، لكنّنا بوعينا وإيماننا وصدقنا وبدماء شهدائنا، سنبقى الأوفياء لهذه المسيرة.. وهذا الشاب البطل "عديّ التميمي" هو من مدرسة الياسر التي تتلمذ على يدها الآلاف من الذين يبذلون دماءهم رخيصةً من أجل الدفاع عن كرامتنا وعن مقدساتنا.

نحن الأوفياء لدم الشهداء، ولن نتخلى لحظةً ولن نحيد قيدَ أنمُلَةٍ عما قدموه من دماءٍ طاهرةٍ زكيةٍ روَت تراب وطننا الحبيب.

لذلك سنبقى الأوفياء لهذا الدرب لأسرانا البواسل، إنهم النفق الذي يُطل إلى الحريّة، الذي يكسر قيد الإحتلال الغاشم، أنتم أيها الأسرى أمانةٌ في أعناقنا، سنبذل كلَ جهد وكل مقاومة من أجل تحريركم أنتم تاجُ هذه الأمّة، من أجلِ حريّتها و من أجل استقلالها".

وتابع: "ستبقى اليد ممدودة من أجل إنهاء الانقسام، لأننا نؤمن بأنّ وحدتنا هي السبيل الوحيد والطريق الأقصر لنصرتنا ولقهر عدوّنا.. نشكر الجزائر الشقيق على مبادرته وإننا نتمنى أن نصل قريباً جداً إلى إنهاء هذا الانقسام البغيض ونوحد الصفوف من أجل تحرير فلسطين.

كما نتمنى لِلُبناننِا الحبيب، أن يكونَ مستقرًا وهادئًا وأن تعبر هذه الأزمة بسلاسة من أجل الوصول إلى لبنان موحد قوي لأنه السند الأول لنا، ولأن لبنان هو مَن شاركنا الدماء دفاعًا عن فلسطين وعن حريتها وتحريرها.

شكرًا لهذه الوقفة التضامنيّة مع قائدنا ومع أسرانا، لكم الشكر وألفُ تحيةٍ وألفُ سلام، والنصر حتماً آتٍ لا محالة".