كيف لنا أن نعبر عن  واقع اللحظة الراهنة، وطنيًا، دون تحامل على أية قوى، وأي فصيل في الساحة الفلسطينية..؟؟ حرب الاحتلال الاسرائيلي على المشروع الوطني الفلسطيني هنا في الضفة المحتلة، لم تعد تحتمل أية  تحليلات سياسية او تقنية  خارج هذا الإطار، والهم الوطني في واقع اللحظة الراهنة، هو هم الدفاع عن هذا المشروع، وتاليًا هو هم الدفاع عن الثوابت المبدئية، في سبيل انتصارها، ولا ثمة تراجع عن ذلك، ولا  ثمة مساومة  بهذا الشأن، والاشتباك الراهن مع قوات الاحتلال الذي يبدو واضحا انه اشتباك الكف الذي يلاطم المخرز، لا يسمح بأية خطابات استعراضية ولا يقبل ترديدا لتلك الشعارات التي ثبت فراغها الواقعي وقد اتضحت شعبويتها المخادعة..!!

من حقنا أن نطرح هذا السؤال الآن: أين هي حركة حماس من الهم الوطني، وهي تراقب  فحسب، وليس لغايات المواجهة، حرب الاحتلال الاسرائيلي العنيفة على المشروع الوطني الفلسطيني الذي يشكل مشروعا حقيقيا وواقعيا للمقاومة..؟؟

تقول وسائلها الإعلامية: إنها دعت للنفير العام، لكن هذه الدعوة اختصرت على مسيرة تضامن مع الضفة (..!!) اشتبكت خلالها مع عناصر الجهاد الاسلامي، لأن مكبرات صوت المسيرة كانت تهتف لحماس لا لغيرها، ثم أنها تريد نفيرا في الضفة لا في قطاع غزة، وبلا أية حسابات يطلبها النفير العام...!! والحقيقة فان هذه الدعوة ليست غير مناكفة استعراضية ضد تحركات القيادة  الفلسطينية في كل اتجاه لردع الحرب الإسرائيلية العدوانية .

ماذا يكشف الواقع في اللحظة الراهنة، واقع الضفة المحتلة، وواقع هذه الحرب الاسرائيلية العنيفة على المشروع الوطني الفلسطيني؟ أليس هو الغياب الحقيقي المطلق لحركة حماس..؟

إنها لا تراقب فحسب، انما هي على ما يبدو في انتظار نتائج الحرب التي تتوهم أنها ستكون لصالح الاحتلال(...!!) حتى تكمل مشروع الإمارة الإخونجية، على نحو ما يحقق في المحصلة أهداف المخططات الرامية لتصفية  القضية الفلسطينية..!!

 نخلص مرة أخرى إلى أن حركة حماس لا علاقة لها بالهم الوطني، لا من قريب، ولا من بعيد، وإنما هو الهم الاخونجي الذي يتغنى بصواريخ السنوار الـ1111، وقد ثبت أنها على ورق الخطاب ليس إلا..!!  

 

المصدر: الحياة الجديدة