تقرير: عنان شحادة  

منذ السابع من الشهر الماضي، ومع اليوم الأول لاعتقال الاحتلال الإسرائيلي الشقيقين أحمد حسين موسى (44 عاما)، وعدال (34عاما)، من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، دخلا في إضراب عن الطعام، احتجاجا على اعتقالهما الإداري الجائر.  

تعيش عائلة الأسيرين، في حالة قلق وترقب على حياتهما، بعد تدهور صحة أحمد الذي يعاني من أوضاع صحية صعبة جراء مشاكل في القلب والكلى.

وقصة الشقيقين موسى مع الإضراب، ليست الأولى من نوعها، حيث خاضا معا في وقت سابق إضرابا عن الطعام عام 2019.

في منزل الأسرين، جلس والدهما قبالة صورة لهما علقت في الساحة العامة للمنزل، رافعا يديه قائلا: "يا مغيث كن معهما واحمِهما من نار السجان.. آخ ما أصعبها عندما تجد نفسك عاجزا عن مساعدة فلذة كبدك حسبنا الله ونعم الوكيل".

ويضيف "ابني أحمد يعاني أوضاع صحية صعبة، حيث أجرى ثلاث مرات قلب مفتوح، وكاد أن يفقد حياته عندما خاض إضرابه الأول عن الطعام عام 2019 امتد 31 يوما، ونجح في انتزاع قرار الإفراج عنه، لكن وقتها أصيب بجلطة على القدم، مكث بعد خروجه شهرين يتعالج".

ويتابع: "نومنا مش نوم وأكلنا مش أكل، لا اتصال معهما فقط عن طريق المحامية، وأيدينا على قلوبنا خوفا على حياتهما خاصة أحمد المريض، حيث يرفض تناول أدويته الخاصة "بتميع الدم"، ابني يعيش موت بطيء".

ويشير إلى أن نجله الثاني عدال، اعتقال مرتين في السابق وأمضى 81 شهرا في الأسر، وخاض مع شقيقه أحمد عام 2019 اضرابا لمدة 19 يوما، وها هو اليوم يشارك شقيقه مواجهة السجان ورفض قراراته، في الوقت الذي رزق فيه قبل أيام بمولوده الجديد وأسماه على اسم شقيقه أحمد.  

من جهتها، تقول زوجة الأسير أحمد، "أحمل الاحتلال المسؤولية عن حياة زوجي، لا يوجد تواصل معه، وتم نقله أمس إلى مستشفى "كابلان" من عيادة سجن الرملة بعد تدهور حالته الصحية".

وتضيف: " المحامية إلهام حداد، أبلغتني أنه لا يقدر على الحركة ولا الكلام، ويجلس على كرسي متحرك، وهناك تدهور كبير على صحته، حتى أنه لم يتمكن من الكلام معها، كما يوجد مضافات على صحته من حيث صعوبة التبول، وآلام في الكلى".

وفي أحد أركان ساحة المنزل؛ جلست الطفلة كرمل (11 عاما) تحمل صورة والدها أحمد، وتقول: "أمنيني أن يخرج أبي من السجن بالسلامة مع عمي عدال وبصحة جيدة، نحن بحاجة له، كان يملأ البيت علينا بحنانه".

وتضيف: "استقبلت العام الدراسي بدون أبوي، كنت أذهب وأخوتي معه نشتري ملابس ودفاتر وأقلام المدرسة كل عام، لكن هذا العام افتقدناه، وكما انتصر خليل عواودة سينتصر أبوي إن شاء الله".

من ناحيته، قال مدير نادي الأسير في بيت لحم عبد الله الزغاري إن وضع الأسيرين الشقيقين موسى في تفاقم، وانتكاسة خلال اليومين الماضيين خاصة أحمد.

وقال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، إن المعتقل موسى يعاني من أمراض في القلب والكلى، ونقل من عيادة سجن "الرملة" إلى مستشفى "كابلان" في أراضي الـ 48.