نظمت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا وقفة غضب جماهيرية رفضًا للممارسات الارهابية التي تنفذها قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه ولا سيما الخطوات الاستفزازية في مدينة القدس ومسيرة الأعلام التهويدية، وتأكيدًا على الوحدة الوطنية في الوطن والشتات وذلك اليوم الثلاثاء ١٥-٦-٢٠٢١.

وقفة الغضب التي رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية شارك فيها عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان أكرم بكار، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وأعضاء قيادة المنطقة، وأمناء سر شعبها التنظيمية، وكوادر الحركة في المنطقة وشعبها، ومسؤولي فصائل المنظمة في منطقة صيدا، والقوى الإسلامية، والتحالف، واللجان الشعبية، والمرأة، وفعاليات، وقوى فاعلة في المخيم، وحشود جماهيرية.

وافتتحت الوقفة بكلمة لمسؤول إعلام حركة "فتح" في منطقة صيدا يوسف الزريعي، رحب فيها بالمشاركين ثم قال: "هو العلم الفلسطيني الذي يوحدنا في وقفتنا في عاصمة الشتات عين الحلوة، في هذا المشهد الوطني الجامع، تستظل بظله فصائل العمل الوطني في منطقة صيدا في وقفة الغضب الرافضة لممارسات الاحتلال الارهابية، والاستفزازات العدوانية التي يقوم بها قطعان المستوطنين في هذه الأثناء من خلال ما يسمى بمسيرة الأعلام، وهي واحدة من سياسات الارهاب الممنهجة والهادفة إلى تهويد القدس ومصادرة منازل المقدسيين وتعزيز الاستيطان وفرض واقع جديد على أبناء شعبنا في الوطن الحبيب".

وأضاف الزريعي: "في وقفتنا هذه نوجه التحية إلى المقدسيين وأبناء شعبنا المنتفضين والذين يتصدون للاحتلال وبطشه، نقول لأبناء شعبنا في الداخل إن اخوانكم في عاصمة الشتات إلى جانبكم نساندكم وندعمكم ونشد على أيديكم ولا يهمكم تخاذل المتخاذلين وتآمر المطبعين".

واختتم بتوجيه التحية إلى قيادتنا الوطنية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس وحركة "فتح" ومعها كل الفصائل موحدة التي دعت ليوم الغضب والتصدي بالوسائل المتاحة لاستفزازات الاحتلال الارهابية ومستوطنيه، مؤكدًا أنها فرصة جديدة لا بد من اغتنامها لتحقيق الوحدة الوطنية والترّفع عن كل ما هو دون القدس والمقدسات والثوابت الوطنية التي لا يمكن لاثنان أن يختلفا عليهم.

وألقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية حسين حمدان جاء فيها: "من عين الحلوة نرسل أسمى آيات الحب والاحترام إلى أهلنا في القدس الذين يتصدون بصدورهم العارية لقطعان المستوطنين وجنود الاحتلال، يقولون كلمتهم للعالم أجمع أننا نسير للأمام وسنتصدى في كل مرة لأي عدوان إرهابي".

وأضاف حمدان: "إن العدو الصهيوني يحاول من خلال هذه المسيرة أخذ لذة الانتصار من الفلسطيني التي حققها قبل أيام، ولكن ردنا في كل القوى الوطنية الفلسطينية في كل مرة وقرارنا لم يتبدل وهو التصدي للاحتلال، وفي هذه اللحظات تتصدى جماهير شعبنا للاحتلال ومستوطنيه، والحكومة الاسرائيلية الجديدة والتي تحاول أن تبرز نفسها كحكومة يسار لقد فشلت في الامتحان وهي الآن تعمل على تفجير المنطقة بأكملها".

وأكد حمدان أننا "اليوم بأمس الحاجة إلى التصدي لهذا العدوان وكسر شوكة المستوطنين في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة ونحن بحاجة إلى مزيد من التضامن وتعزيز الصمود".

وتابع: "في هذا الظرف الذي تعانيه قضيتنا هناك بعض الأنظمة المتخاذلة تقيم الاحتفالات وتقدم المساعدات إلى الصهاينة، فهم لم يقرأوا التاريخ وأن مصيرهم في الأقدام التي ستدوسهم لأن شعبنا مصمم على الانتصار وهو الذي سينبذهم بالتعاون مع شعوب تلك الأنظمة". مشددًا على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية في هذه الظروف التي تمر على قضيتنا.

كلمة قوى التحالف الفلسطينية ألقاها الأخ شكيب العينا قال فيها: "نقف اليوم في هذا اللقاء المبارك جميعًا من مختلف ألوان الطيف الفلسطيني صفًا واحدًا وقلبًا واحدًا تضامنًا مع أقدس قضايا الكون وبقاع الأرض مع القدس والمسجد الأقصى في الأرض المباركة في فلسطين. هذه الوقفة تأتي استنكارًا ورفضًا للممارسات الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني ومقدساته على يد قطعان المستوطنين وبحماية الجيش الصهيوني وبتغطية من حكومة العدو لاستفزاز مشاعر الشعب الفلسطيني بشكل خاص ومشاعر المسلمين وكافة أحرار العالم بشكل عام، وذلك تحت ذريعة وعنوان ذكرى تحرير القدس الشرقية، ومن المقرر اليوم قيامهم بمسيرة أعلام في شوارع القدس".

وأضاف العينا: "اليوم وفي نفس اللحظة والزمان هناك المئات بل الآلاف الذين يقفون تضامنًا وإسنادًا لشعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل من أبناء شعبنا الفلسطيني في الشتات في كافة أماكن لجوئهم وتواجدهم، وهم على أهبة الاستعداد لتقديم الغالي والنفيس في سبيل تحرير فلسطين وعودتهم إلى قراهم وديارهم التي هجروا منها قسرًا بفعل الاحتلال والإجرام الصهيوني".

وأكد العينا أن "هذا المشهد الذي يحصل اليوم يؤكد ما هو مؤكد بأن شعبنا الفلسطيني اللاجئ الذي لم ينسى قضيته رغم مرور الزمن أصبح أكثر إصرارًا ويقينًا بأن يوم عودته بات قريبًا ويوم تأدية الصلاة في القدس والمسجد الأقصى لم يعد حلمًا بل أصبح حقيقة مصداقًا لقول الله تعالى "وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا".

وقد ألقى كلمة القوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة الشيخ جمال خطاب قائلاً: "اليوم يحاول العدو الصهيوني بالتمادي على مقدساتنا مجددًا من خلال إقامته مسيرة استفزازية حيث تعمد مرورها من الحي الاسلامي وإقامة طقوس الرقص أمام باب العامود لينتهي بمسيرته أمام حائط البراق، وخلال ذلك قام بالاعتداء على المواطنين الفلسطينيين".

وحذر الشيخ خطاب العدو الصهيوني قائلاً: "إننا في القوى الاسلامية والوطنية نحذر العدو الصهيوني من تبعات السماح بهذه المسيرة العدوانية الاستفزازية، ونقول لحكومة الاحتلال عليها أن تتحمل المسؤولية وتداعيات هذا العدوان، وأن انفجار الأوضاع في القدس سيؤدي إلى اندلاع مواجهات غضب مجددًا، وسوف نتصدى للعدوان بكافة الوسائل ومن عموم الأراضي الفلسطينية. وإن كانت سلطات الاحتلال لم تستخلص العبر من دروس الانتفاضة الفلسطينية وإذا كانت تواصل تعنتها وسيرها في تنفيذ سياساتها العنصرية بالعدوانية والتطهير العرقي نحو أهلنا في فلسطين فان شعبنا في الداخل والشتات لم يتخلى عن مقدساته ولم يستسلم للاحتلال وسيعاود مقاومته"

وفي الختام، وجه الشيخ خطاب التحية لأهل القدس المرابطين وللمجاهدين القابضين على الزناد، ولأمهات ولآباء الشهداء والجرحى الصامدين الصابرين المضحين دفاعًا عن دينهم وقدسهم وأرضهم.

تصوير: فادي عناني