ندعو المجتمع الدولي للتضامن مع القضية في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني

لقد انتفض شعبنا  الفلسطيني مجدداً رغم مأساة النكبة وتداعياتها ، ورغم جراح التشرد  والآم الغربة عند الأهل والوطن، ليعلن من جوف المعاناة ،إستعادة الهوية الوطنية الفلسطينية ، وانطلاقة المارد الفلسطيني في كفاحه وفي مسيرته الوطنية ،وإعلان الثورة المعاصرة في العام 1965، والتي بدأت  بالكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية ، وقدمت قوافل الشهداء والجرحى ، والمعتقلين، والمعاقين على طريق التحرير والنصر والعودة.

لقد ارتكب المجتمع الدولي جريمة سياسية بحق الشعب الفلسطيني وأرضه عندماقررت الامم المتحدة تقسيم أرض فلسطين التاريخية في 29/11/1947بموافقة (33) صوتاًمقابل(13) صوتاً وامتناع (10)عن التصويت ، وأعطت لليهود56% من مساحة الارض بينما لم يكونوا يملكون اكثر من 7،01% من الارض التي أُعطيت لهم، وعدد السكان اليهود في هذه الدولة التي أُعطيت لهم  بعد اغتصابها من الشعب الفلسطيني(398) ألفأً أما عدد السكان العرب في هذه الدولة ذاتها هو (397) ألفأً.

وعندما حاول العرب نقل الموضوع إلى محكمة  لاهاي الدولية رفضت الولايات المتحدة والدول الاووربية وغيرها هذا الطلب لأنّ محكمة لاهاي لن توافق على قرار التقسيم . ومع أنَّ القرار الدولي ربط بين موافقة الجمعية العمومية  على ايجاد دولة يهوديةًً بالتزام هذه الدولة بحق اللاجئين الفلسطينيين بعودتهم إلى أراضيهم التي طردوا منها ،والتي تقع تحت سيطرتها إلاّ ان اسرائيل مازالت لغاية اليوم ترفض تطبيق القرار (194) المتعلق بعودة اللاجئين مستفيدة من حالة العجز العربي ، ومن هيمنة الولايات المتحدة على المجتمع الدولي ومؤسساته ، والمؤسف أنَّ المجتمع الدولي ساند الوجود الاسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية  إستناداً إلى قرار 181 بينما حرم الشعب الفلسطيني من كافة حقوقه في أرضه ‘ ومازال الفلسطينيون يدفعون ثمن التشرد والمأساة دون ان تكون هناك خطوة عملية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ورغم الايجابية المطلقة التى ميَّزت الموقف الفلسطيني إلاّ أنَّ المواقف الاسرئيلية منذ البداية وحتى هذه اللحظات مازالت تتصف بالعنصرية ،والعدوانية،والدموية، وإدارة الظهر بالكامل للجانب الفلسطيني ، وبالتالي إفراغ عملية السلام من مضمونها، وابتزاز القيادة الفلسطينية في محاولة لتجويف موقفها وإضاعة حقوق شعبها، وهذا يحصل للأسف على مسمع ومرأى من الهيئات الدولية المعنية ، ومن الولايات المتحدة راعية عملية السلام ، ومن الاتحاد الأوروبي ، والمنظمات الدولية الأخرى ،ومازال الجانب الاسرئيلي يمارس سياساته العدائية، والتعسفية ، والإقتلاعية بحرية تامة دون عوائق أو موانع . فالجانب الاسرئيلي اليوم ينفذ سياسة التهويد ،والاستيطان ، والقمع ، والترحيل القسري ، والقتل المتعمَّد، وسرقة المياه، والتعذيب اليومي عبر الحواجز والاعتقالات المتواصلة، وارتكاب جرائم تعذيب الأسرى  والمعتقلين، والتنكيل بهم ،واقتلاع المزروعات، والحصار الدائم ، والاحتلال الكامل للضفة الغربيةوقطاع غزة، والتغيير الديموغرافي اليومي في القدس الشريف وخاصة ما يجري من تهويد لساحة البراق، ولبلدة سلوان.

إنَّ هذه الوقائع ،ومجمل القرارات التي تم اعتمادها في الحكومة والكنيست والتي تطال الوجود الفلسطيني وحقوقه ، وحياته اليومية ومصيره المستقبلي في الداخل تحت الاحتلال، أضف إلى ذلك قمة الابتزاز بمطالبة الجانب الفلسطيني بالاعتراف (بيهودية دولة إسرائيل) وفرض قَسم الولاء لإسرائيل كدولة يهودية على كل من يحمل الجنسية الاسرائيلية بما في ذلك الفلسطينيون أصحاب الأرض التاريخية.

إنَّ هذا كله يستدعي من المجتمع الدولي في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني إن يتدخل بقوة لحماية القرارات التي أقرَّها ابْتداءً من قرار التقسيم 181في العام 1947ومروراً بكافة القرارات التي تنتصر للشعب الفلسطيني وحقوقة ، وآن الاوان أن يُمارس مجلس الأمن والجمعية العمومية ، واللجنة الرباعية الضغوطات على الجانب الاسرائيلي الذي تًمادى إلى أبعد الحدود في عدوانيته ، وعنصريته ،وجرائمه اليوميه مستفيداً من الدعم الامريكي ،والعجز الاوروبي، والصمت الاسلامي و العربي ، بينما الشعب الفلسطيني يدفع الثمن يومياً من أرضه ، ودماء أبنائه وآلام معتقليه. إنَّ مايحدث للشعب الفلسطيني يتحمل مسؤوليته المجتمع الدولي الذي أوجد الكيان الاسرائيلي بقرار أممي،ثم أعطاه حرية التصرف والتنكيل بالشعب  الفلسطيني والجميع يقف موقف المتفرج.

في هذه المناسبة التي تشهد على الظلم اللاحق بشعبنا الفلسطيني فإننا نطالب الحكومة اللبنانية بانصاف شعبنا بما يتعلق بحق التملك ، واستكمال إقرار ما تبقى من الحقوق المدنية والاجتماعية لأهلنا في لبنان ، كما نطالب بتقديم كافة التسهلات المطلوبة من الدولة اللبنانية والانروا و الجهات العربية المعنية لإنجاز إعادة إعمار مخيم نهر البارد واعادة أهله إليه بعد هذه النكبة التي تواصلت منذ ثلاث سنوات ونصف .

في هذه الذكرى  ذكرى تقسيم فلسطين التاريخية ، والتي أصبحت بكاملها محتلة بسب غياب الموقف الدولي الحازم ندعو في حركة فتح أبناء شعبنا الفلسطيني أن نكون أوفياء لشهدئنا، ومقدساتنا، ومعتقلينا، فننطلق نحو وحدتنا الوطنية ، والمصالحة الفعلية ،والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية ،والبرنامج السياسي الموحَّد القادر على تحديد وجهتنا الكفاحية ضد الاحتلال الاسرائيلي ، ودحره ،واقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، إنَّ واقعنا المأزوم ،وحالة الانقسام والتشرذم القائمة اضعفت الموقف الفلسطيني، وشجَّعت أطرافاً كثيرة بأن لا تاخذ مواقف جذرية خاصة على الصعيد العربي .نحن على ثقة بأنه إذا ما تمكنا من إستعادة وحدتنا،ولُحمة جغرافيتنا الوطنية ،وارداة شعبنا ، وتكريس الحياة الديموقراطية في مجتمعنا سنفرض احترامنا على الجميع،وسنكون اكثر تأثيراً في التطورات السياسية ، وفي المواجهات اليومية ، وفي المعادلات الاقليمية ، وفي القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

التحية إلى أبنا ء شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي الشتات.

التحية إلى الصامدين خلف القضبان والزنازين في المعتقلات الاسرائيلية

التحية إلى قوافل الشهداء ، والجرحى ، والمعاقين

التحية إلى كل المقاتلين الاوفياء لفلسطين، ومقدساتها، وشهدائها

 

وانها لثورة حتي النصر

حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح - لبنان

مفوضية الاعلام والثقافة

 29-11-2010