قال الفلسطيني الدكتور صائب عريقات, للاسرائيلية تسيبي ليفني: "لقد سكنت عائلتي الكنعانية في أريحا قبل وصول بني إسرائيل بقيادة يهوشع بن نون إلى المدينة بـ3 آلاف عام". أما ليفني وزيرة العدل بحكومة سرائيل فإنها لم تجد بدا من التسليم برواية صاحب الحق, فردت بلغة السياسة الحديثة ( المصالح ) فقالت حسب ما نشر في صحيفة اسرائيلية: "على الإسرائيليين والفلسطينيين ألا يسألوا بعضهم البعض أية رواية أصدق، وإنما كيف يمكن بناء المستقبل فإسرائيل ترغب بالسلام لأن ذلك مصلحتها"!!.
 
كان بديهيا تهرب ليفني من مناقشة الحق التاريخي للفلسطينيين في أرض فلسطين, واللجوء الى البديهية التي على اساسها انطلقت عملية السلام منذ مؤتمر مدريد, وأطلق العرب مبادرتهم للسلام ألا وهي أن السلام مصلحة لطرفي الصراع .
 
تعلم ليفني أن الاستناد الى القوة العسكرية والاحتلال الاستيطاني, يقضي نهائيا على امكانية الالتقاء عند محطة السلام، كمصلحة في الحد الأدنى وكمنهج للحياة دائم بين الشعوب, فالاحتلال يلغي مبدأ التقاء المصالح, ولا يسمح بتكوين منطق الحد الأدنى من التعايش فالمصالح اما ان تكون متوازنة ان لم تكن متساوية بين طرفين, أو تكون على حساب حقوق وإنسانية طرف, وهنا يصبح اسمها استعبادا واستبدادا لا يمكن لإنسان حر كالفلسطيني الخضوع له.
 
المفاوض المناضل الفلسطيني عريقات عضو مركزية حركة التحرر الوطني الفلسطيني "فتح" قال هذا لليفني في مؤتمر الأمن بميونخ الألمانية.. وبالتوازي يدلنا محمود العالول وهو عضو مركزية في ذات حركة التحرر التي تقود المقاومة الشعبية السلمية هنا في فلسطين، عن المعنى الذي قصده السيد المسيح رسول المحبة والسلام بعبارة ( ملح الأرض ), فيقول بجوار حجارة بيوت مقدسة في قرية دير عين حجلة في الأغوار: " الأغوار فلسطينية وقرية "عين حجلة" هي أرض لكنيسة (دير حجلة ) وهي في الأصل قرية فلسطينية كنعانية تقع على الطريق الواصل بين البحر الميت وبيسان... سنبقى متواجدين في قريتنا مهما بلغت التحديات".. اذن نحن بالسلام ومن اجل السلام نقاوم.
 
قال السيد المسيح لتلامذته: "أنتم ملح الأرض "تعطون لحياة الناس مذاقها الطيب, وقدر الفلسطيني ان يكون ملح ارضه, يضحي, يذوب, من أجلها, فلأرض فلسطين مذاق لا يعلمه إلا انسانها, فوحده يعرف مقادير ونوع (الملح ).
 
قرر الفلسطينيون ( ملح الأرض ) اعادة الحياة لقرية عين حجلة, وتسليط الأضواء على محتلي ومستوطني وسارقي ثروات الأغوار الفلسطينية ومواردها, ففي الأغوار الفلسطينية يسرق جنرالات الاقتصاد الاسرائيلي بتغطية من جنرالات جيش اسرائيل و (تقاريرهم الأمنية الاستراتيجية ) ثروات بلادنا, بعضهم على سبيل المثال لا الحصر شركة "مهادرين", أكبر شركة منتجة مصدرة للخضار والفواكه، وشركة المستوطنين "هاديكلام" للتمور, وشركة انتاج مستحضرات التجميل من ثروات البحر الميت "أهافا".
 
انهم يسرقون طين وملح البحر الميت .. لكن ارضنا لا يطيب لها إلا ملح انسانها.