بقلم: سميح شبيب

تتصاعد حدة الهجمات الإسرائيلية، على السلطة والأرض الفلسطينية، وعلى الاتجاهات كافة.

على صعيد المفاوضات، خرجت علينا تسيفي ليفني، بتفوهات غريبة وعجيبة، حملت في طياتها تهديدات مباشرة للسلطة ولرئيسها محمود عباس. كما خرج علينا رئيس الوزراء نتنياهو، بتصريحات تفيد قبوله عيش المستوطنين والمستوطنات فوق الأرض الفلسطينية وتحت القانون الفلسطيني، مقابل قبول الفلسطينيين بيهودية الدولة .. وفي ذلك ضغط جديد على المفاوض الفلسطيني. كما خرج علينا، قتلة يقتلون شاباً بالقرب من رام الله، بمحاولة لافتعال اشتباكات مسلحة، وعلى صعيد المستوطنين، المدعومين من الجيش الإسرائيلي مباشرة او من وراء حجاب فحدث ولا حرج.

تترافق هذه الجهود التصعيدية الإسرائيلية، مع وصول المفاوضات الجارية، الى منعطفات حادة، بات يجب على الإسرائيليين تحديد مواقف ازاءها.

كان واضحاً ومنذ بدء تلك المفاوضات، أن إسرائيل تحاول تفجيرها، او التملص منها، او إماتتها عبر اي وسيلة ممكنة. لكن تلك الجهود باءت بفشل ذريع، ولم تتمكن الجهود الإسرائيلية من تحقيق مبتغاها.

لا تزال إسرائيل، تحاول جاهدة، تجاوز القانون الدولي، والأعراف الدولية، وفرض وقائع ترى فيها خلاصاً .. مع اقتراب موعد وصول وزير الخارجية الأميركية، كيري الى المنطقة، ومحاولة اعلان عموميات، ما تم التداول حوله في جولات التفاوض السابقة، او ما يمكن تسميته "بالاستخلاصات العريضة"، تحاول اسرائيل عرقلة مهمته تلك، عبر تصريحات نارية، كذلك التصريحات الى اطلقها نتنياهو، فيما يتعلق برفضه ذكر القدس، لا من قريب ولا من بعيد في تلك الاستخلاصات العامة .. او ما صرحت به تسيفي ليفني عبر تهديداتها غير اللائقة!

الموقف الفلسطيني لا يزال على وضوحه وجلائه، فيما يتعلق بالقضايا التفاوضية كافة. لم تتمكن تلك التصريحات، من جر الفلسطينيين الى مستنقع تبادل الاتهامات والتهديدات، او غير ذلك باءت المحاولات الإسرائيلية، في استفزاز المفاوض الفلسطيني، بل حملته لتأكيد مواقفه السابقة، وتوضيح أبعادها، بما لا يقبل التأويل.

لا تزال الولايات المتحدة، تراهن على نجاح المفاوضات وصولا الى اتفاق شامل، وهي لا تزال تبذل جهودها الدؤوبة في سبيل ذلك.

إن لم تمارس الولايات المتحدة، ضغطاً واضحاً ومباشرا على إسرائيل، فإن الأمور ستصل، لا محالة الى الطريق المسدود، وبعدها، ستكون الولايات المتحدة، امام جملة استحقاقات حقيقية، فيما يتعلق بالشرق الأوسط عموماً، والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، خصوصاً!