منذ أن أوقد مع إخوته في الخلية الفتحاوية الأولى، خلية التأسيس والقيادة، شعلة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وحتى اللحظة، والرئيس ابو مازن لا يمضي في سبيل فلسطين وحريتها واستقلالها، إلا في الدروب الصعبة والمكلفة، والتي هي عادة دروب الحق والنزاهة والشجاعة، التي يخشاها ولا يستطيعها صغار النفوس ومكسوروها، الخارجون عن الصف الوطني، السائرون خلف الاحتلال وبأوامره، ولهذا لا يحب أعداء فلسطين، أعداء الوطنية والحرية والكرامة والخلق الرفيع، الرئيس أبو مازن، يكرهون فيه النزاهة والصلابة والشجاعة وصدق الخطاب الوطني والإنساني النبيل، ويحقدون عليه بوصفه الضد الذي يقض مضاجعهم ويفضح فيهم الخسة والتردي الأخلاقي المنحط، ولهذا أيضا يظل هؤلاء الذين لا يستطيعون دروب الحق، وحدهم أصحاب القلوب المريضة، والتي لم تعد تنبض بغير الحقد والحسد والضغينة، ولم تعد تعرف شيئا من القيم الأخلاقية الدينية والوطنية والإنسانية، وهو ما جعل أصحابها ويجعلهم دوما على نحو مسعور، اصواتا لا تحسن غير النباح، كلما رمى لهم الاحتلال الإسرائيلي عظمة شائعات حقودة ...!! وبقدر ما في هذه العظمة من رائحة كريهة بقدر ما يتلقفها هؤلاء بنهم وشراهة، على وهم إنها من الممكن أن تصبح وجبة دسمة ...!!
نتحدث عن الشائعات التي دارت خلال اليومين الماضيين، حول صحة الرئيس أبو مازن، والتي تلقفها أصحاب القلوب المريضة وداروا بها على صفحات الكترونية بتهويلات الشماتة المنحطة، الشائعات التي لا صناع لها غير دوائر الاحتلال الإسرائيلي والتي لا هدف لها سوى إثارة الفوضى والبلبلة والقلق بين أوساط شعبنا الفلسطيني سعيا وراء ضرب معنوياته، والنيل من إرادته، ودفعه إلى مهاوي اليأس والعدم، لعل "صفقة القرن" تحظى بفرصتها المستحيلة لتصفية القضية الفلسطينية، تماما كما يريد العمل الصهيوني ...!! ويعرف أصحاب القلوب المريضة هذه الغايات الاحتلالية جيدا، لكنهم الخدم الذين يتوهمون أن في إرضاء السيد خلاصا لهم ومكسبا بعظمة حقيقية ...!!
لكن وكما نعرف ونصدق، شتان بين الثرى والثريا، شتان بين النبل والخسة، شتان بين الجبن والشجاعة وشتان بين الوطنية والخيانة، ولا بأس عليك سيدي الرئيس فكل ما يقول الأعداء والحاقدون، ليس الا تعبيرا عن شأنهم، شأن خوفهم وغلهم، ولن ينالوا بهذا القول منا أبدا وشعبك أدرى بشأنك أنت، فهو شأن الحق والنزاهة والكرامة الوطنية، شأن الشجاعة والتحدي، شأن المعرفة والحكمة، شأن الشجرة المثمرة التي لا خوف عليها ولا هم يحزنون، ولن نقول لك في ختام هذه الكلمة سوى ما قاله المتنبي لسيف الدولة الحمداني
ولست مليكا هازما لنظيره
ولكنك التوحيدُ للشرك هازمُ
وهنيئا لضرب الهام والمجد والعلى