أعلنت هيئة المعماريين العرب في اتحاد المهندسين العرب في مؤتمر صحافي عقدته في نقابة المهندسين في بيروت عن أنشطتها بعنوان "القدس عاصمة فلسطين" و"مسابقة إعادة إحياء القدس بعد جلاء الاحتلال".

حضر المؤتمر الصحافي الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب الدكتور عادل الحديثي، ورئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين رئيس هيئة المعماريين العرب النقيب المعمار جاد تابت، وسعادة سفير فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وممثل رئيس اتحاد المهندسين الفلسطينيين منعم عوض، ونائب نقيب المهندسين مغير سنجابة؛ ورئيس اتحاد المعماريين في البحر الأبيض المتوسط المعمار وسيم ناغي، والرؤساء السابقين لهيئة المعماريين العرب هيامي الراعي وأنطوان شربل وإميل عكرا؛ وأمين سر نقابة المهندسين في بيروت علي حناوي؛ وأمين الصندوق الدكتور ميشلين وهبة؛ وأعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر القدس: حمدي السطوحي والدكتورة هلا أصلان والدكتور مهدي فرج والمعمار فراس مرتضى والأديب الصحافي الياس خوري والدكتور نظمي الجعبة؛ وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت العميد سمير أبو عفش وأعضاء قيادة "فتح" في بيروت؛ وممثلو فصائل منظمة التحرير؛ وهيئات المهن الحرة في لبنان، ومنظمات أهلية لبنانية وعربية.

قَّدم المؤتمر الصحافي عضو اللجنة التحضيرية المعمار فراس مرتضى الذي أكد أن هيئة المعماريين العرب يأتي اليوم ليتخطى حدود رد الفعل وليتعامل مع القضية الفلسطينية في شكل استراتيجي ومنهجي.

وقال رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب جاد تابت: "إنها الذكرى السبعين للنكبة والتي بدأت عام 1948، وهي نكبة مستمرة في الوقت التي ترتكب فيه قوات الاحتلال المجازر الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني، وتأكيداً للمحافظة على هوية مدينة القدس وجوابًا على القرار المتعجرف للرئيس ترامب تعلن هيئة المعماريين العرب عن إطلاق مجموعة أنشطة تحت عنوان: "القدس عاصمة فلسطين لإعادة إحياء المدينة بعد جلاء الاحتلال". تتضمن هذه الأنشطة والفعاليات الإعداد لمؤتمر يعالج واقع مدينة القدس اليوم من كافة النواحي التاريخية والمعمارية والتراثية، كما يعالج الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وظروف عيش أبنائها والتحديات التي يواجهونها وآليات صمودهم في وجه الاحتلال، وسنعلن عن محاور المؤتمر والآليات في أيلول 2018 على أن يعقد المؤتمر في خريف 2019، وإطلاق مسابقة أفكار عالمية تخطيطة وعمرانية حول إعادة إحياء مدينة القدس بعد جلاء الاحتلال، من أجل إحداث حراك معرفي حول القدس وفلسطين، وإتاحة الفرصة أمام المهندسين والمعماريين والاختصاصيين من كل أنحاء العالم للتعرف على واقع المدينة وطرح أفكارهم حول إمكانية تطورها المستقبلي بعد التحرير وبعد أن تستعيد موقعها كعاصمة لدولة فلسطين، وسيفتح باب الاشتراك في المسابقة في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا في 16 أيلول 2018 بعد تدشين الموقع الالكتروني، وسيتم تسليم المشاريع في ذكرى وعد بلفور في العام 2019. وستعرض نتائج المسابقة في الدورة الـ "27" للجمعية العامة لهيئة المعماريين العرب في ريو دي جينيرو البرازيل في العام 2020. إطلاق مسابقة للشعار اللوغو الخاص بالمؤتمر والمسابقة وستطلق هذه المسابقة غداً على أن يتم اختيار أول تصميم في شهر أيلول سبتمبر 2018. وقد تشكلت نواة اللجنة التحضيرية من خبراء من الدول العربية برئاسة رئيس هيئة المعماريين العرب النقيب المعمار جاد تابت وعضوية مقرر اللجنة المعمار حمدي السطوحي من مصر والدكتور نظمي الجعبة والدكتورة المعمارية شادية طوقان من فلسطين والدكتورة المعمارية هلا أصلان من سوريا والدكتور المعمار مهدي فرج من العراق والأديب والصحافي الياس خوري من لبنان والمعمار فراس مرتضى من لبنان.

وختم بالقول: "لقد أردنا إطلاق هذه المبادرة، الحلم وحدة اليوم يمكن أن يفتح أمامنا المستقبل، البعض يريد أن يندد ويستنكر ببيانات والبعض الآخر يريد أن يشتم ويندد بأميركا وإسرائيل والبعض يبكي على الأطلال، نحن نريد أن نواجه، ما يحصل اليوم مبادرة فعلية مستقبلية، حلمنا يرتكز على الواقع والتاريخ والجغرافيا، وذاكرة الماضي التي هي منحوتة بالحجارة وفي أوجه سكان فلسطين وسكان القدس وعلى مقاومة الاحتلال وصمود أهالي القدس والضفة والقطاع، كل من ذهب إلى القدس القديمة يقول أنه حتى بعد 50 سنة من الاحتلال و70 سنة من النكبة لا تزال القدس عربية نحن نرتكز على هذا الواقع ولنطلق مبادرتنا لنفتح أفق المستقبل فقط من خلال الحلم وتصور المستقبل نستطيع أن نقاوم مأساة الحاضر ومجازر الاحتلال.

ثم تحدث الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب الدكتور عادل الحديثي فقال: "وسط الحزن الذي يجتاح أمتنا العربية ليس من وعد ترامب المشؤوم، من الوضع العربي الذي يصل إلى حد الخيانة، تعقد هذه الفاعلية وهي مؤتمر القدس عاصمة فلسطين ومسابقة إعادة إحياء القدس بعد جلاء الاحتلال، وهذا يدل على أن المهندسين العرب لم ولن ييأسوا فهم مستمرون بعملهم وكأن القدس تعود غداً".

وأضاف: "إن وعد ترامب المشؤوم هو استمرار لوعد بلفور وربما يتحقق الوعد الثالث وإن الأجيال القادمة ستعيش خيانة أكثر من الوقت الحاضر مع سعي الكيان الصهيوني إلى تحقيق حلمه بدولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات".

في هذا الوقت بالذات يحصل أكبر اقتحام للمسجد الأقصى منذ العام 1967 ويمنع الآذان؛ وتمنع أجراس الكنائس في يوم نقل السفارة، القدس عربية مهما طال الزمن بل فلسطين كل فلسطين مهما طال الزمن ومهما طالت السنين، حربنا مع الصهاينة ومن وراء الصهاينة، ومن خان القضية ونحن عائدون وفلسطين عائدة إلى أشجار الزيتون والليمون إلى أرض الأنبياء، لكن من المؤسف لا زلنا نسمع عن مفاوضات، فأي مفاوضات هذه؟ وأي قرارات؟ قرارات قمة بيروت التي لم يقبل بها الكيان الصهيوني ورفضها المجرم شارون لعنه الله.

وتابع الحديث قائلاً: "دعنا من كل المفاوضات نحن مع فلسطين كل فلسطين، نحن لا نقول إن ما يتخذ من خطوات ليست صحيحة قد تكون صحيحة لكن الآن لم يبقى أي مجال للتفاوض مع الأعتداء على القدس، ومع من المفاوضات مع ترامب؟ مع الذي خرق القوانين الدولية؟ والعجب أن بعض التلفزيونات الأجنبية وبعض المسؤولين الأجانب يصرحون أحسن بكثير مما يصرحه بعض العرب؟".

وأضاف: "إن أهم شيء في الوقت الحاضر هو أن يتوحد الفلسطينيون وينسون خلافاتهم لأن القضية المصيرية تنسي الخلافات ونحن لا نبنى آمالاً على جامعة معيب أن تكون جامعة عربية، ليست هناك جامعة دول عربية والدول العربية التي تحترم نفسها يجب أن تقاطع هذه الجامعة لأنها ليست جامعة وليست عربية وليس هناك من قرارات جدية تدين التصرف الإسرائيلي الأميركي، نأمل أن نغادر هذه المحطة وننتقل إلى محطة الوحدة بين الشعب الفلسطيني.

وتحدث السفير دبور مشيراً إلى عنوان المسابقة "إعادة إحياء القدس بعد جلاء الاحتلال" هو تعبير عن المطلق لتحريرها من نير الاحتلال وأن تأكيد هذه الفكرة المميزة من النضال من أجل تحرير فلسطين وهو نضال من نوع جديد ملؤه الأمل والثقة بالنصر.

وتابع: "من الجيد أن نبدأ بالتفكير بهذه الطريقة، منذ عشرات السنين رفع الشهيد الرمز ياسر عرفات الصوت عالياً محذراً من أن هناك مخططات تهويدية تهدف إلى محو هوية القدس الإسلامية والمسيحية العربية بهدف تهويدها وضمها للكيان الصهيوني، ولكن للأسف لم يسمع صوت الرئيس القائد حينها، ولم يتحرك أحد لمواجهة هكذا مشروع، فنحن في هذه المرحلة وصلنا إلى أخطر مرحلة تمر بها ليس فقط القدس، وإنما القضية الفلسطينية برمتها أي ما يسمى بمشاريع وهي ليست بمشاريع إنما هي مؤامرات تستهدف إلى شطب المشروع والقضية الفلسطينية، هذا المشروع كانت بدايته إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وموافقته على نقل السفارة إلى القدس أي زرع بؤرة استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية نحن لا نعترف بهذه السفارة إلا أنها بؤرة استيطانية".

وقال: "نحن متأكدون بأن كل البؤر الاستيطانية ستزول حتماً من أرضنا لأن شعبنا الفلسطيني أولاً والذي يضحي بدمائه ويروي التراب وقد رأينا بالأمس 17 جريح و 60 شهيداً منهم طفلة لم تتجاوز الثمانية شهور هذا الشعب المصمم على انتزاع حقه بيديه. هذا الشعب الذي يجدد التأكيد والعهد على أن الهوية ستبقى فلسطينية عربية إسلامية مسيحية لهذه الأرض ولن تكون غير ذلك، هذا الذي سيسقط هذا المشروع، وترامب بإعلانه كشف عن نياته ألا وهي مشروع للمنطقة بداية القدس وصولاً إلى اللاجئين الفلسطينيين من خلال محاولاته لشطب حق اللاجئين وشطب وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الأونروا. بعد ذلك لم يعد هناك أي كلام لا عن محاولات مشاريع قد تكون مشاريع حلول في المنطقة أو أي شيء آخر لقد ضرب بهذا الذي أعلنه شيء اسمه السلام في المنطقة برمتها. وأصبح طرفاً وليس وسيطاً في أي مشروع قد يقوم بطرحه لاحقاً".

وتابع: "بالأمس أعلنت القيادة الفلسطينية عن تشكيل لجان متخصصة لتنفيذ مقررات المجلس الوطني والذي عقد مؤخراً في مدينة رام الله وبالتأكيد كلنا قرأنا وأطلعنا على ما هي المقررات التي قدمها المجلس الوطني الفلسطيني كما أننا سنذهب إلى محكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الانسان والأمم المتحدة لطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يواجه بصدوره العارية الترسانة العسكرية الكبرى وهو يواجه الإجرام الصهيوني الذي لا يعرف للمنطق حدود وللأسف في ظل صمت دولي كامل على هذه الجرائم. نعم نحن كفلسطينيين ظلمنا منذ عشرات السنين وأمام مرأى ومسمع من العالم وما زال الظلم حتى هذه اللحظة لو كان هناك أي شعب آخر في هذه المعمورة وقع عليه جزء من هذا الظلم الذي وقع علينا لقامت الدنيا ولم تقعد ولكن نحن أهل الرباط نحن المرابطون في هذه الأرض المقدسة الذي بارك الله حولها وسنبقى مرابطون ولن يستطيع أحد أن يهز إيماننا وعقديتنا لأننا مرابطون والله اختارنا لكي نكون مرابطين في هذه الأرض حتى النصر والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".

وأضاف: "اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر الجزيل أنتم من القلة القليلة التي فكرت في إقامة هذه الفاعلية، بينما هناك أخوة لنا ويجب أن يؤازروننا ويقفوا إلى جانبنا حتى كلمة واحدة لم نسمع منهم، ولقد سمعنا بعض التعليقات من دول أوروبية ولكن من أبناء جلدتنا كل ما رأوه بالأمس يدمي القلوب ولم يحركوا ساكناً، وكأن ما يجري هو لأمة من عالم آخر، فلكم منا كل التحية والتقدير على هذه المبادرة التي تفتح آفاقاً كبيرة أمام الآخرين لكي ينصروا فلسطين والقدس ونحن لن نيأس، نحن نعلم بأن لنا أخوة وأن هناك في هذا العالم أحرار يقفون إلى جانب قضيتنا وحتماً سننتصر طالما نحن مؤمنون بعدالة قضيتنا".

وعرض مقرر اللجنة التنفيذية للمؤتمر والمسابقة حمدي السطوحي (مصر) أهداف المسابقة قائلاً: "إن مهمتنا أن نبقى قادرين على تحقيق الحلم وهذه هي المهمة الأساس ولذلك أوجه الشكر الخاص لاتحاد المهندسين العرب وهيئة المعماريين العرب على تبني حلم، حلم أن يكون للمعماري بندقية، وبندقية المعماري هي القلم والورقة والفكر، نحن نريد أن نحارب وقد أعطونا فرصة، والفرصة تأتي من هنا".

وتحدث عن فكرة المسابقة وتفاصيلها قائلاً: "إن المسابقة هي مسابقة أفكار عمرانية ومعمارية لتبقى القدس كل القدس وفلسطين المجال الحيوي التي يمكن أن تبقى القدس متأثرة به وفلسطين أيضاُ. أي قد يكون أحد المتسابقين يود أن يفكر في شكل استراتيجي أكثر ومتسابق آخر يمكن أن يعمل على المجال المعماري المباشر فيأخذ أحد المباني ويعيد تصميمها بشكل مختلف حيث يعيد إحياء القرى الفلسطينية القديمة".

وأوضح أن ليس هناك شرط سوى الحملة الأساسية وهي إعادة إحياء القدس بعد جلاء الاحتلال وهذا شرط أساسي، وتحدث عن ثلاثة أهداف للمسابقة الهدف الأول يؤكد على إثنين الجلاء وتحرير القدس، والثاني هو المعرفة، والثالث هو الفرصة للمعماريين، وهذه المسابقة سوف تتيح مجال المشاركة للجميع من طلبة ومهندسين ومجموعات مشتركة بشكل فردي، وسيفتح باب الاشتراك في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا في 16 و 17 أيلول القادم وقد إخترنا هذه الذكرى الأليمة في تاريخ القضية الفلسطينية، فنحن اليوم نعيش ذكرى النكبة وسيكون فتح باب الاشتراك في ذكرى صبرا وشاتيلا ووعد بلفور في تشرين الثاني القادم كمرجع تاريخي وتشرين الثاني الذي يليه يقدم المتسابقين مشاريعهم.