بمناسبة مرور ثلاثة أيام على وفاة عضو المكتب السِّياسي لجبهة النِّضال الشَّعبي الفلسطيني الشَّهيد منيب الحزوري، أقامت الجبهة حفلاً تأبينياً له في قاعه الموصللي- صيدا يوم الأربعاء 2018/3/14.

حضر الاحتفال التأبيني قيادة جبهة النِّضال الشَّعبي الفلسطيني في لبنان الأخ تامر عزيز، وجمال خليل، وعصام حليحل، وكوادر الجبهة، ووفد من حركة "فتح" في مقدمهم عضوا المجلس الثَّوري للحركة الحاج رفعت شناعة، وآمنة جبريل، وعدد من أعضاء الإقليم: يوسف زمزم، ومحمد داوود، والدكتور رياض أبو العينين، وأكرم بكار، وآمال شهابي، وأبو إياد الشعلان، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في صيدا العميد ماهر شبايطة، وسفير دولة فلسطين في كردستان سعادة السفير نظمي الحزوري، والعديد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ورجال دين، بالإضافة إلى ممثلي الفصائل الفلسطينية، والأحزاب، والقوى الوطنية الإسلامية، واللِّجان الشَّعبية، والاتحادات، وحشد غفير من أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني.

افتتح حفل التأبين بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للشيخ ماهر القيم .تلاه كلمة ترحيب من قبل عريف الحفل وتوجيه التَّحية للمشاركين، والتنويه إلى مناقبية الشَّهيد ودوره النضالي. ثمَّ كانت موعظة دينية من وحي المناسبة ألقاها الشَّيخ شوكت شبايطة.

وألقى كلمة جبهة النِّضال الشَّعبي الفلسطيني عضو لجنتها المركزية عصام حليحل الذي أشاد بالسجل النِّضالي للشهيد حزوري المنضال بلا هوادة من أجل الوحدة الوطنية الفلسطينية والذي كان يردد دائماً إنَّ البوصلة فقط إلى القدس وفلسطين .

وأضاف: "إنَّ الشَّهيد ظل متمسكاً بالثوابت والمبادئ، وهمه الوطنية بالتفاني والعطاء ونكران الذات، وأن قضية الوطن والعودة والتحرير كانت فوق كل المصالح والاعتبارات ".

وتابع كلامه عن هواجس الشَّهيد وخوفه على مشروع الوطني الواحد الموحَّد، كما كان يخشى الانقسام وأن يتحول مشروع الدولة الواحدة إلى أكثر من مشروع. كان ينحى للتَّطرف والتَّشدد من أجل المحافظة على "م.ت.ف" وتصلبيها وانخراط الكل فيها لمواجهة التَّحديات بكل قوة ووحدة وطنية، وكان يعتبر "م.ت.ف" ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا الفلسطيني وعنواناً وإطاراً وطنياً للوحدة الوطنية الفلسطينية ولكل الطيف الوطني والإسلامي، إنَّ الشَّهيد كان يؤمن بكل أشكال النِّضال السياسي والدبلوماسي والإعلامي تعريفاً بقضيتنا وإقامة أقوى العلاقات مع الشعب الفلسطيني، ولنشر حقيقة نضال شعبنا وتضحياته في مواجهة الاحتلال والاستيطان. معاهداً الشَّهيد وكل الشهداء بالمشي على خطاهم حتى تحقيق النصر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة .

كلمة "م.ت.ف" ألقاها عضو المجلس الثَّوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة وجَّه فيها التحية لروح الشَّهيد منيب حزوري، ومقدمًا التَّعازي لقيادة جبهة النِّضال الشعبي الفلسطيني وللمكتب السياسي وللجنة المركزية. منوهاً إلى الرحيل المبكر للشهيد الذي تقدَّم ساحات النضال، كما قدم التعازي إلى أسرته وعائلته وأهل بلده وأبناء شعبه.

وأردف قائلاً: "إنَّ الشَّهيد كان دائمًا في كل المواقع النِّضالية، وصاحب كلمة حق وهذه من صفات المنضال الثَّوري، إنّه امتلك رؤية سياسية واضحة، كما كان محاوراً وصلباً من خلال قناعته التي اكتسبها عبر المواقع النضالية، لقد خسرنا نحن وجبهة النضال قائداً وطنياً نحن بأمس الحاجة إلى أمثاله".

وأضاف: "نم قرير العين نحن ما زلنا وسنبقى على العهد ونحن متمسكون بالقدس حتى النخاع، لأنَّ القدس جوهر القضية الإسلامية والعربية، والكل يجب أن يتمسك في هذه القضية لأنَّ القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين منها عرج رسولنا الأكرم إلى السماء، وفيها عاش سيد المسيح عليه السَّلام". مردفاً بأنَّ القدس عنوان الحرب والسَّلام في شرق الوسط .

وتابع: "إنَّ الشَّعب الفلسطيني سيبقى المدافع عن مقدساتنا حتى لو بقي طفل واحد، فالقدس كانت وستبقى على سلم أولوياتنا النضالية ولن نتخلى عنها، وكما أفشل أهلنا في القدس مشاريع الاحتلال ونزعوا البوابات الحديدية والكاميرات حيث كان على رأس المواجهات مفتي القدس الشيخ محمد حسين، وهذا ما جرى أيضاً لأخوتنا المسيحيين برفضهم قرارات بلدية القدس وانتصرت إرادتهم وصمودهم". معاهداً الشَّهيد أن نبقى الأوفياء لفلسطين".

وبخصوص المصالحة أكَّد على ما قاله الرئيس محمود عباس: "أننا لن نيأس بالعمل لإنهاء الانقسام لأنَّ العدو هو المستفيد الوحيد". مطالباً بتوحيد الصف الفلسطيني، فلا دولة بدون غزة ولا دولة بدون القدس، ونحن نرفض أي أرض تُعرض علينا لا في سيناء ولا غيرها، لنا وطن واحد اسمه فلسطين وعاصمتها القدس .

وختم كلامه موجهاً التَّحية للشَّهيد وقال: "لقد أديت الأمانة وأوصلت الرسالة، ونحن سنتابع المسيرة مع أحرار العالم".

ثمَّ كانت كلمة لعائلة الشَّهيد ألقاها أبو نظمي أحمد الذي وجَّه التَّحية إلى قيادة "م.ت.ف" في لبنان، وجبهة النضال، والقوى الوطنية، مستعرضًا تاريخ الشَّهيد النِّضالي وتفانيه في خدمة شعبه، حيث كان هاجسه دائماً تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية من أجل العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.