أنجز الأكاديمي معتصم عديلة من دائرة الموسيقى في جامعة القدس موسوعة متخصصة رائدة على مستوى العالم باسم "موسوعة الغناء النسائي الشعبي في فلسطين – دراسة اثنوميوسيكولوجية".

وتمتاز الموسوعة في جمعها لنحو ألف نموذج غنائي نسائي شعبي اختص في مجتمع واحد، وتم تدوينها شعريًا وموسيقيًا، وكذلك دراستها وتحليلها من كافة أبعادها الإثنية المختلفة، ووقعت في ألفي صفحة.

وقال عديلة إنّ هذه الدراسة الموسوعية ذات المضمون الفكري والثقافي والتاريخي، تعتبر تأصيلًا للرواية الفلسطينية، وتجذيًرا لها بالذاكرة، مشيرًا إلى أنها تعتبر مرجعًا مهمًا يوثق الهوية الثقافية للشعب الفلسطيني ويحفظها.

وأكّد أنّ الموسوعة جاءت انطلاقًا من أهمية الغناء الشعبي وتحديدًا النسائي كجزء أصيل من التراث الفلسطيني، مشيرًا إلى أنّ أهمية هذا الإنجاز تنبع في إلقائه الضوء على جزء مهم من الهوية الثقافية الفلسطينية المهددة بالاندثار والضياع في عصر بدأت تتلاشى فيه الهويات الثقافية.

وقال: "الموسوعة جمعت ودوّنت وأجرت دراسة تحليلية على الغناء الشعبي النسائي تعتمد الأسلوب العلمي، وبالتالي استيعابه والحفاظ عليه، ونقله للأجيال القادمة دون تشويه لتحقيق استمرارية التواصل الفكري والثقافي وتعميق الانتماء للأرض والمكان".

وأشار إلى أنّ الموسوعة أنجزت بعد عمل دؤوب استمر ثلاث سنوات، بدعم من مجلس البحث العلمي في وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطيني، لافتًا إلى أنّ رئيس المجلس وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم أثني على الإنجاز، واعتبره إضافة تغني المكتبة الفلسطينية بدراسات وأبحاث متميزة.

وعديلة حاصــل علــى درجـــــة الدكتـــــوراه فـــــي العلــــوم الموسيقيـــة الأثنيــــة (إثنوميـوسيكـولوجـــي) مــــن جامعة تشايكوفسكي للفنـون الموسيقية عام 1997. وهو عضو في العديد من المجالس العلمية والبحثية العالمية.

والمحاضر بجامعة القدس عضـو المجلــس البريطانـي للأثنوميوسيكولوجي في جامعــة أكسفــورد ببريطانيــا، وعضو المجلس الدولي للموسيقى– يونسكو في فرنسا، وعضو الجمعية الدولية للتربية الموسيقية في أستراليا، وله العديد من الأبحاث العلمية المنشورة في مجلات عالمية محكمة.

وشارك عديلة في العديد من المؤتمرات العلمية العربية والدولية، وحاصل أيضًا على العديد من الجوائز والمنح البحثية، ويهتم من الناحية البحثية بقضايا علم الاثنوميوسيكولوجي، وفلسفة التنظير الموسيقي العربي، وكذلك بالموروث الموسيقي الفلسطيني من جانب أثنوميوسيكولوجي.