لا يعقد المجلس المركزي الفلسطيني اليوم دورة عادية، ولا نقاش سيدور خلال هذه الدورة، التي اسمها دورة القدس، غير نقاش البحث عن أجدى السبل لمواجهة التحديات التي باتت مصيرية، بعد ان تخندقت الولايات المتحدة بالقرار الباطل للرئيس الاميركي بشأن القدس، في خنادق الاحتلال الاسرائيلي وما عادت تتحدث بغير خطابه العنصري الاستعماري البغيض.

ولأن الأمر كذلك فإن اجتماع المجلس المركزي في دورته المقدسية هو اجتماع التحدي الوطني لخوض المواجهة الكبرى ضد كل محاولات المس بالقضية الفلسطينية، ولأجل الدفاع عن الثوابت الوطنية، والحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني وتطلعاته العادلة في الحرية والاستقلال.

انه اجتماع القرار الوطني المستقل، لخوض معركة المستقبل من اجل أن لا يكون غير مستقبل دولة فلسطين الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وبالحل العادل لقضية اللاجئين، ولأنه كذلك فهو اجتماع المقاومة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وواقع، فبأي الذرائع تتخلى حركة "حماس" عن هذا الاجتماع اليوم ..؟؟

كيف يمكن لنا ان نفهم، ان من يرفع بمناسبة وغيرها شعارات المقاومة، ولا يتحدث بغير خطاباتها المزلزلة، ان "يعتذر" عن حضور اجتماع لا يستهدف غير اقرار أجدى سبل المقاومة.

كيف يمكن لنا حقا ان نفهم ونتفهم، ان من يريد الدفاع عن القدس ان ينسحب من معركة الدفاع عن القدس..!! أليست دورة المجلس المركزي الحالية هي دورة القدس، والتي تقرر عقدها لمواجهة اعلان ترامب الذي يهدد مصير المدينة المقدسة ويستهدف تهويدها، ومن اجل ان لا يمر هذا الاعلان المشؤوم، والقرار كما اعلنه الرئيس الزعيم ابو مازن انه اذا كان وعد بلفور قد مر فإن وعد ترامب لن يمر.

أليس في هذا القرار دعوة للاصطفاف الوطني لخوض هذه المعركة والانتصار فيها، والقدس بوصلة فلسطين ودرة التاج فيها، فمع من تريد حركة "حماس" ان تصطف اليوم بعيدا عن الصف الوطني (..!!) وبعيدا عن القدس البوصلة والدرة والعاصمة ..؟؟

إنه كما يبدو انسحاب من المعركة، ومن الصعب ان نجد تفسيرا آخر، لموقف حركة حماس ومعها الجهاد الاسلامي، عدم حضور اجتماع المجلس المركزي، والذي لا يجمله اي اعتذار، وما من جملة وطنية قادرة على تبريره، وبقدر ما ان هذه المعركة التي سنخوض اليوم تاريخية تماما، فإن خسارات المنسحبين منها تاريخية ايضا لفداحتها، والحق كنا لا نريد لحماس ذلك، وكنا ننتظر موقفا ايجابيا منها، لحضور المجلس المركزي بعد ان وجهت لها الدعوة رسميا للحضور والمشاركة في صياغة قرارات المواجهة والتحدي الوطنية، لكن على ما يبدو ان حسابات المصالح الحزبية باتت فوق حسابات المصالح الوطنية العليا، وما هكذا تورد الابل يا سعد .. ما هكذا ...!!

ولا يبقى غير ان نقول: "الكبير بكبر الارض ينطق" / لا تسل عن رايته، وحدها التي تخفق / وهذه ليست إلا راية القدس يرفعها المجلس المركزي اليوم، وخطاب الرئيس الزعيم ابو مازن لن يكون غير خطاب الارض بكبرها وكبريائها، ويا اهلا بالمعارك.