الشهادة هي إرتباط الشهيد بالأرض والوطن، ويوم الشهيد هو يوم كل الشهداء الذين سقطوا دفاعاّ عن الأرض والوطن من نير الإحتلال.

يوم الشهيد الفلسطيني، هو يوم سقط فيه أول شهيد للثورة الفلسطينية هو أحمد موسى سلامة في السابع من كانون الثاني عام 1965 فمنذ ذلك الحين، يحيي الفلسطينيون هذه المناسبة، تكريماّ لكل شهداء فلسطين.

وتأتي هذه المناسبة الوطنية هذا العام في ظل معطيات ومنعطفات خطيرة على القضية الفلسطينية، وهي إعلان الرئيس الأمريكي ترامب مدينة القدس عاصمة لما يسمى بدولة إسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى المدينة المقدسة، وفي ظل ضغوطات أمريكية وعربية وإسرائيلية على الرئيس محمود عباس للرضوخ لما يسمى "بصفقة العصر"، ولكن الرفض الفلسطيني الرسمي والشعبي راسخ كرسوخ شجر الزيتون الرومي على أرض فلسطين العربية.

تخليداً وتكريماً للشهيد الفلسطيني، أحيت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح" هذه المناسبة الوطنية بوضع أكاليل من الورد على النصب التذكاري للشهداء في مثوى شهداء الثورة الفلسطينية عند مستديرة شاتيلا؛ ظهر السبت 2018/1/6 وقرأوا الفاتحة لأرواح الشهداء، وأُلقيت عدة كلمات.

ومن المشاركين: قيادة حركة "فتح" في بيروت، ومنسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشورعلى رأس وفد من الحملة، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية والسياسية اللبنانية، وممثلو الفصائل والقوى والأحزاب الإسلامية الفلسطينية، وممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، وممثلو التيارات والروابط البروتية واللبنانية، وحشد فتحاوي وشعبي من مخيمات بيروت، بالإضافة الى أشبال حركة فتح.

وكانت كلمة لبشور جاء فيها: "في يوم الشهيد هذا نستعيد ذكرى كل الشهداء من أحمد موسى في أوائل عام ٦٥ إلى مصعب التميمي الذي استشهد قبل يومين وهو يشارك في انتفاضة شعبنا المتجددة في فلسطين، وبين الشهيد الأول والشهيد الأخير، وبالتأكيد لن يكون الأخير بالمعنى العددي، سيرة شهداء كبار وقادة مناضلون استهدفهم العدو إما في مجازره المتعددة والمنتشرة في أكثر من بلد عربي وفي داخل فلسطين، أولئك الذين استهدفهم الاغتيال في بلد عربي، أو أولئك الذين سقطوا في المواجهات، وشعارهم "كل ما ارتقى منا شهيد... تنبت الأرض منا مئة مناضل جديد".

وأردف: "في هذا اليوم الذي لا استطيع أن أنسى المئات من أخوة ورفاق في حركة "فتح"، وفي كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني المقاوم، لا ننساهم أبداً، نتذكرهم في كل يوم لا حباً بهم فقط وإنما لأننا نعتبر أن كل شهيد يحمل قصة وحكاية، لنغذي ذاكرتنا بحكايات هؤلاء الأبطال بنضالهم، بصمودهم، باستشهادهم، لأن مثل هؤلاء الأبطال يبقون رموزاً ومشاعل على طريق التحرير باذن الله".

واستطرد بشور قائلاً: "اليوم للشهادة معنى خاص خصوصاً فيما أعلنه ترامب في واشنطن من أن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وخصوصاً بما قرره الليكود بضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني، وخصوصاً بما أقره الكنيست بالأمس بضم القدس إلى هذا الكيان، هذه مؤشرات مرحلة جديدة علينا أن نستعد لمواجهتها من خلال وحدة القوة الفلسطينية رغم كل الخلافات ومن خلال وحدة الأمة العربية حول فلسطين ومن أجل فلسطين ومن أجل أن يتحرك أحرار العالم في كل مكان منتصرين لفلسطين كما انتصرت قضيتهم في الأمم المتحدة قبل أيام، نحن في معركة طويلة، البعض يظن أنه ميؤوس منها، ولكننا نعتقد أننا أمام كيان يتهتز ركائزه تهتز أركانه كل يوم وكل ساعة، تحية لشهدائنا الأبرار، وللجرحى الذين يعانون وللأسرى جنرالات الصبر، وللمرابطات والمرابطين في أرض فلسطين؛ وإلى عهد التميمي".

وكانت كلمة لمنظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أمين سرها في بيروت العميد سمير أبو عفش، إذ قال: "نحن في رحاب مثوى الشهداء، شهداء على درب فلسطين من فلسطينيين ولبنانيين وعرب وأحرار في العالم، ترفرف أرواحهم الطاهرة فوق رؤوسنا، نتوجه إليهم في كل عام، في يوم الشهيد الفلسطيني والذي يصادف في ٧-١ يوم استشهاد الشهيد الفلسطيني الأول في الثورة الفلسطينية الحديثة الشهيد أحمد موسى، نترحم عليهم جميعاً وكل من سار على درب فلسطين، ونجدد العهد والقسم لأرواحهم الطاهرة ولشعبنا ولأحرار العالم، بأننا على خطاهم سائرون وإن فلسطين هي موطن آبائنا وأجدادنا، وإن القدس ستبقى عربية إسلامية مسيحية وعاصمة أبدية لدولتنا الفلسطينية المستقلة، ولن يكون هناك دولة أو استقلال دون الحصول على كامل حقوقنا الفلسطينية المشروعة".

وتوجه أبو عفش إلى الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية الفلسطينية قائلاً: "إلى الكل الفلسطيني الذي سيجتمع في ١٤ الشهر القادم في رام الله العزة، في مقاطعة أبو عمار، مقاطعة الثورة، مقاطعة الرئيس المؤتمن على كل الأمانات الرئيس أبومازن؛ وكل ما يحال إلى المجلس الثوري هو قرار يؤخذ على أعلى المستويات؛ وهو ملزم للجميع، من هنا تم توجيه الدعوات إلى كل الفصائل بلا استثناء لأن هذه اللحظة مصيرية وخطيرة وسيخرج منها شعبنا كما تعودنا دائما من النفق المظلم إلى النور بفضل دماء شهدائنا الذين يسقطون دفاعا عن شرف وعروبة الأمة العربية والإسلامية وعن عروبة فلسطين".

وتابع: "نحن نقول أننا الآن في مرحلة عصيبة جداً. بالأمس الإدارة الأميريكة جمّدت ١٢٥ مليون دولار لمنظمة دولية اسمها الأونروا تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في الداخل والشتات في محاولة ضغط تقوم بها الإدارة الأميركية. نحن من الأساس قلنا أن اسرائيل ومن يدعمها صنوان لا يختلفان ضد مصالح شعبنا وأمتنا. وداعش وأخواتها هم من صنع الأمريكان والموساد الصهيوني".

وعن الوحدة الفلسطينية قال: "هذه الوحدة التي كرست بالدم في الضفة والقدس وأراضي ال ٤٨ وعلى كامل التراب الفلسطيني يجب أن ترتقي إلى مستوى الشهداء؛ إلى مستوى الأسرى؛ إلى مستوى عهد التميمي؛ إلى مستوى ابراهيم أبو ثريا؛ الذي روى بدمائه تراب الوطن".

في نهاية كلمته وجه أبو عفش التحية إلى لبنان رئيساً وحكومة ومجلسا ولكل الأحزاب المتضامة مع القدس وفلسطين.

من جهة أخرى وفي وقت لاحق من هذا اليوم قامت حركة "فتح" – الشعبة الجنوبية بوضع إكليلين من الورد على النصب التذكاري للجندي المجهول في مخيم برج البراجنة مع قراءة الفاتحة لأرواح شهداء فلسطين ولبنان والأمة العربية. شارك في وضع الأكاليل ممثلو الفصائل والقوى والأحزاب الإسلامية والفلسطينية، وعدد من أعضاء قيادة بيروت، وأمين سر وأعضاء الشعبة الجنوبية، وممثلو اللجان الشعبية والأمن الوطني الفلسطيني، وأشبال حركة فتح، وحشد فتحاوي وشعبي من المخيم.