تصوير: فادي عناني|

تضامنًا مع القدس عاصمة فلسطين الأبدية، ورفضًا لقرار ترمب باعتبار القدس عاصمةً للاحتلال الصهيوني، وإحياءً ليوم الشهيد الفلسطيني، قامت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - شعبة عين الحلوة بوضع أكاليل من الزهور على النصب التذكاري في مقبرة الشهداء في مخيَّم عين الحلوة، اليوم الجمعة 5-1-2018.

وتقدَّم الحضور أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وقيادة فصائل "م.ت.ف"، وقائد القوة المشتركة الفلسطينية العقيد بسّام السعد، وثُلّة من كشّافة وأشبال المكتب الحركي لشعبة عين الحلوة الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية ورايات حركة "فتح"، وكان في استقبالهم أمين سر شعبة عين الحلوة ناصر ميعاري وأعضاء الشعبة.

بدايةً ألقى ناصر ميعاري كلمة فلسطين وحركة "فتح"، وجاء فيها:

قال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون).

هي آية تدل على عظمة ومنزلة الشهيد الذي يضحى بروحه ودمه لأجل الحق لإعلاء كلمة الله ونصرة الدين والوطن.

أنتم أيها الشهداء تستحقون أن نتذكركم بجدارة، فمن أعظم منزلة ممن يقدّم روحه دون أن يسأل وهو يعلم أنها روح واحدة، لكنه يؤمن بعظمة ما ينتظره فإما نصر وإما شهادة".

وأضاف: "إنَّ انطلاقة ثورتنا الفلسطينية العملاقة عام 1965، قد أحيت روح المقاومة في شعبنا الفلسطيني، وانتشلت هويته الوطنية من الضياع، وأنهت محاولات الطمس والتغييب، فكانت مسيرةً راسخةً وشامخةً، قدَّم شعبنا من خلالها عشرات آلاف الشهداء، ومئات الآلاف من الأسرى والجرحى من أجل نيل حريته وسيادته وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967.

إنَّنا نقف اليوم إحياءً لذكرى الانطلاقة المجيدة ويوم الشهيد الفلسطيني، لنتوجّه بداية بتحية الإكبار والإجلال لشهداء ثورتنا بدءاً من القادة الشهداء المؤسّسين، وعلى رأسهم الأخ القائد الشهيد الرمز أبو عمار رحمه الله، ورحمهم جميعاً، وإلى كل شهداء فلسطين الأبطال، وإلى كل جرحانا البواسل، نقول لذويهم وأسرهم إنَّهم باقون في ذاكرة الوطن ووجدانه، وإنَّ تضحيات أبنائكم هي أوسمة ونياشين شرف على صدوركم وعلى صدر الوطن، ولأسرانا الأبطال نقول إنَّ فجر الحرية آتٍ لا ريب فيه، وسنواصل العمل من أجل حريتكم وعودتكم لأهلكم وذويكم سالمين".

وتبع ميعاري: "حين انطلقت الثورة الفلسطينية، قطع رجالها على أنفسهم عهداً وقسماً بأن يمضوا في سبيلهم الذي اختاروه في أصعب الظروف، وما زال الصراع والنضال محتدماً لتحقيق أهداف شعبنا الوطنية، وإحقاق حقوقه الثابتة، بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، وسوف نبقى متمسكين بثوابتنا الوطنية، ومحافظين على القرار الوطني المستقل، الذي دفع شعبنا من أجله ثمناً باهظاً من دماء أبنائه الزكية الطاهرة.

وها نحن اليوم، وبعد مضي قرن من الزمان على وعد بلفور الغادر الظالم، وانقضاء سبعة عقود على النكبة، وخمسين عاماً على احتلال (إسرائيل) لما تبقى من أرض فلسطين، نواجه تحدّياً جديداً تقوده الولايات المتحدة الأميركية انحيازاً ودعماً لإسرائيل، قوة الاحتلال، بالاعتداء على مكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي، وبذلك تكون الولايات المتحدة قد خالفت القانون الدولي والشرعية الدولية وفقدت أهليتها كوسيط في عملية السلام.

إنَّ القدس تواجه مؤامرة كبرى لتغيير هويتها وطابعها، والاعتداء على مقدساتها الإسلامية المسيحية، وهي بحاجة ماسّة لوقفة شموخ وإباء من الجميع في العالم، فالقدس الشرقية هي مدينة السلام، وكانت وما زالت وستظل إلى الأبد، عاصمة دولة فلسطين".

وتوجَّه ميعاري بالتحية والتقدير لأبناء شعبنا الفلسطيني المرابط في فلسطين، وخاصة أهلنا في القدس، حماة الأقصى والقيامة، الذين يتحملون ويواجهون عدوان المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، للتضييق عليهم وتهجيرهم منها.

وأكَّد أن "كرامة شعبنا وحقوقه وثوابته غير قابلة للمساومة، ونحن بإذن الله قادرون في كل مرة يتعرض فيها شعبنا ومقدراته للخطر أن نقف بكل شموخ واعتزاز، مستمدين ذلك من عدالة قضيتنا وصمود شعبنا ومبادئنا التي لن نحيد عنها، لندافع عن شعبنا وقضيتنا ووطننا ومقدساتنا، ونقول "لا" لمن يحاولون فرض الإملاءات علينا".

كما توجَّه بالتحية لسيادة الرئيس أبو مازن حامل الأمانة وحامي المشروع الوطني الثابت على الثوابت والرافض لكل الضغوطات والإملاءات الأمريكية والصهيونية مؤكِّدًا أنَّ القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية.

وأضاف: "إنَّ شعبنا الفلسطيني، الذي قدّم التضحيات الجسام دفاعاً عن كرامته وحريته على مر الأجيال، يستحق منا أن نواصل هذه المسيرة في الدفاع عنه وعن حقوقه، وفي الأسابيع الماضية وبعد صدور القرار الأمريكي المشؤوم حول القدس، قمنا بحشد الطاقات الدولية، وتوجهنا للقمة الإسلامية ومجلس جامعة الدول العربية، وحصلنا على تأييد عارم، كما توجهنا لمجلس الأمن والجمعية العامة في جلستها الطارئة، "متحدون من أجل السلام"، وحصلنا على إجماع دولي باعتبار هذا القرار الأمريكي لاغياً وباطلاً.

وفي هذا الصدد، سنعقد جلسة طارئة للمجلس المركزي الفلسطيني في الأيام القادمة، وهو أعلى سلطة تشريعية للشعب الفلسطيني تنوب عن المجلس الوطني الفلسطيني، وذلك لمناقشة قضايا إستراتيجية تهم مصير شعبنا وقضيته العادلة، واتخاذ القرارات الحاسمة للحفاظ على القدس وحماية حقوق شعبنا.

كما سنمضي قدمًا في جهودنا السياسية والدبلوماسية بالانضمام لجميع المنظمات والمعاهدات الدولية، علماً بأننا أصبحنا أعضاءً كاملي العضوية في أكثر من مائة منها، وسنعمل وبشكل حثيث على نيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وتحقيق المزيد من الاعترافات من الدول التي تؤمن بحل الدولتين، ولم تعترف بعد بدولة فلسطين".

وختم كلمته قائلاً: "رحم الله شهداءنا، وفكَّ أسر أسرانا الشهداء الأحياء، والتحية لجرحانا المجسِّدين لطعم الشهادة والحياة سوياً.. ومن الشهداء الأحياء أيضًا أهلنا في الشتات...".