بدعـوةٍ من "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" – فرع لبنان والأطر النسوية في مخيَّمات منطقة صيدا، واستنكارًا وشجبًا لقرار ترامب الأحمق بإعلان القدس عاصمةً للكيان الإسرائيلي، نُظِّم اعتصامٌ نسويٌّ جماهيريٌّ حاشدٌ أمام مركز الصليب الأحمر الدولي في مخيَّم عين الحلوة صباح اليوم الاثنين 11-12-2017، رُفِعَت خلاله الأعلام الفلسطينية، ورايات الاتحاد، وشعاراتٌ من وحي المناسبة.

وشاركت في الاعتصام ممثِّلات وكادرات "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" – فرع لبنان على مستوى الهيئة الإدارية والمنطقة والمخيّمات والمحليّات، وممثِّلات الأُطُر النسوية الفصائلية، إلى جانب ممثِّلي فصائل "م.ت.ف" وتحالف القوى الفلسطينية، واللّجان الشعبية، ولجنة متابعة المهجّرين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، والمؤسَّسات النِّقابية والشعبية ومؤسّسـات المجتمع المدني في عين الحلوة.

بدايةً حَيَّت عضو قيادة اتحاد المرأة في منطقة صيدا "عدلة منصور" الحضورَ، ودعت لتفعيل الحراك الشعبي وتأطيره، وتوجيهه وِفْـقَ برامجَ كفاحيّةٍ تضمن الديمومة وإيصال الصوت الشعبي والوطني العام الرافض للقرار الأمريكي بشأن القدس، إلى جميع المعنيين في الهيئات القانونية ومنظّمات شـرعة حقوق الإنسان، ومؤسَّسات الشرعية الدولية، وقدمت المتكلمين.

ثُمَّ كانت كلمة بِاسم "م.ت.ف" ألقتها مسؤولة مكتب المرأة الحركي في منطقة صيدا "آمال الشهابي"، تلتها كلمةٌ باسم اتحاد المرأة ألقتها عضو الهيئة الإدارية لفرع لبنان "زينب مصطفى"، إذ استنكرتا قـرار ترامب بشأن القدس، ورأتا به تجاهلاً مُتعمَّدًا لأبسط الحقوق الموضوعية والقانونية والتاريخية والسياسية للفلسطينيين، ومجرد نزوة عصبية مفاجئة بقدر ما هو موقف سياسي ذو أبعاد دينية خاصّةً أن ترامب ينتمي إلى الكنيسة الإنجيلية المعروفة بعلاقاتها مع الصهيونية وباعتقادها بأنَّ "السيد المسيح سوف ينزل إلى الأرض بعد بناء الهيكل الثالث المزعـوم،  وحتما في القدس، ما يستدعي التسريع بإعطاء الولاية على القدس لإسرائيل".

وأشارتا إلى أنَّ قرار ترامب أعاد الوهج إلى القضية الفلسطينية حيث باتت في صدارة الأحداث والطروحات العالمية، وحديث الموقف الشعبي العارم في البلدان العربية والإسلامية والأوربية الصديقة لشعبنا الفلسطيني، مؤكِّدتَين أنَّ هذا القرار أسقط ورقة التوت عـن عورة الانحياز الأمريكي السافـر إلى (إسرائيل)، ووضع أمريكا خارج سياق النزاهة وعدم الأهلية لرعاية أي عملية سلام تفاوضية، ونال كذلك من مكانة وهيبة وشرعة القوانين الدولية وحقوق الإنسان"، لافتَتين إلى أنَّ ذلك يستدعي استبعاد الولايات المتحدة الأمريكية حاضرا ومستقبلا من أي دور ومشاركة، تحسُّبًا لتدخلها في الشؤون الفلسطينية، وخشية أن تنال من شرعية "م.ت.ف" وبرنامجها بخصوص التمسك بحق اللاجئين في العودة وإقامة الدولة وعاصمتها القدس.

 وتوقفتا حيال اجتماع مجلس الأمن الدولي، واجتماع وزراء الخارجية العرب ووصفتا قـرار مجلس الأمن بأنه دون المطلوب وضعيف، ويضاف لسواها من القرارات العديدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والتي مازالت بدون تنفيذ بل وحبيسة الهيمنة الأمريكية.

وبخصوص الموقف العربي أشارتا إلى أنَّ "لا أحـد يسعى لتحويل الشعارات إلى واقـع بهدف تحرير الأرض والمقدسات، خوفا من (إسرائيل) ومَن ورائها"، وعطفًا عليه توجهن بالشكر لكبير إلى لبنان رئاسةً وحكومةً وبرلمانًا وشعبًا بسبب الموقف الشجاع لوزير خارجية لبنان "جبران باسيل" من جهة، والمشاركة الفاعلة للقوى والأحزاب والفعاليات الأهلية اللبنانية في الحراك الشعبي استنكارًا لقـرار ترامب.

من ناحية أخرى أشادتا بالصمود والمواجهات الشجاعة لأهلنا في القدس وفي الضفة الغربية وغـزَّة وما يُقدِّمونه من تضحيات، وأكَّدتا ضرورة تسريع مسار المصالحة الفلسطينية ورص الصف تعزيزًا للوحدة الوطنية في إطار "م.ت.ف".

وبعدها قرأت عضو الهيئة الإدارية للاتحاد "زهـرة ربيـع" مذكرةً بِاسم "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية"، وجاء فيها:

"حضرة السكرتير العام للأمم المتحدة، حضرات السادة وممثلي الدول في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي

 تحيّة طيّبة وبعـد،

في ضوء إعلان الإدارة الأميركية ورئيسها ترامب، الاعتراف بالقدس العربية المحتلة عاصمة دولة الاحتلال الإسرائيلي، تكون الإدارة الأميركية قد اختارت انتهاك ومخالفة جميع القرارات والمعاهدات والاتفاقات والمواثيق الدولية والقانون الدولي، التي أجمعت عليها كافة دول العالم من خلال هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

إنَّ هذا الإجراء الذي قامت به الإدارة الأمريكية يُمثِّل مكافأة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تتحدى الشرعية الدولية، وتُشجّعها على مواصلة سياسة الاحتلال والاستيطان والتطهير العرقي، وسرقـة الأرض الفلسطينية وتهويدها وتغيير معالمها الفلسطينية العربية.

إنَّ إعلان الدولة الأميركية باعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال يُمثّل استهتارًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة ويُشكِّل تتويجًا لجريمة واغتصاب واحتلال وطننا فلسطين.

إنَّ هذه الخطوة المستنكرة تُشكّل تحديًّا واعتداءً سافرًا على حقوق شعبنا في أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس.

بناءً عليه فإنَّنا ندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي اتّخاذ الإجراءات والقرارات الدولية الملزمة بعدم الاعتراف بالقرار الأميركي وإسقاطه باعتباره قرارًا باطلاً، ويخالف القانون الدولي، والتأكيد على القيمة القانونية لقرارات الأمم المتحدة التي تُعتبر القدس جـزءًا لا يتجزَّأ من الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

وكذلك التأكيد على عـدم مشروعيّة الإجراءات الإسرائيلية بحقِّ القدس المحتلّة التي تحاول دولة الاحتلال تغيير الوضع القائم فيها، وضمّها إلى دولة الاحتلال بتغطية وتواطؤ أميركي.

كذلك نطالب هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتقديم الحماية الدولية لشعبنا وأرضنا ومدينة القدس عاصمة دولتنا  الفلسطينية، وتنفيذ كافـة القرارات الدولية المتعلّقة بالقضية الفلسطينية، وفي مقدّمتها إلـزام دولة الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967، بما فيها  القدس، وإجبارها على تنفيذ قرار 194، الذي يؤكّـد حـق عـودة شعبنا إلى مدنه وقـراه وأرضه التي هُجـِّر منها العـام 1948.

الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والأُطُر النسوية لبنان

12-11-2017

 

هـذا واختُتِمُ الاعتصامُ بتوجه وفـدٍ نَسَويٍّ من الاتحاد إلى مقـرّ الصليب الأحمر الدولي في عين الحلوة، والتقى مندوبة الصليب الأحمر الدولي في الجنوب "عايـدة الغـول"، وبعد أن عرَّفت عضو الهيئة الإدارية للاتحاد "ابتسام أبو سالم" بفحوى المذكـّرة، قام الوفـد بتسيلم المذكـرة، وقـد عبَّرت الغول عن استعدادها لإيصال المذكّرة إلى الجهات المعنية في الصليب الأحمر الدولي في لبنان، ليُصار إلى إرسالها إلى مؤسّسات الشرعية الدولية ذات الصِّلة.