تعتمد إسرائيل في تعاملها مع الفلسطينيين على نظرية بسيطة وغير معقدة وهي خلق حالة من عدم الاستقرار وإرباك المشهد السياسي على مدار الساعة بسيل من الإشاعات والتي تطال كل شيئ وبالتالي تجعل المشهد الفلسطيني مرتبك ولا يستطيع أحد أن يعرف ماذا ممكن أن يحدث في صباح اليوم التالي . 
هذه السياسة الإسرائيلية كانت تجابه من قبل الفلسطينيين بالصمود على الأرض والتمسك بها وعدم التفريط بالمنجزات السياسية التي حصلوا عليها ،لأنها جاءت ليست منة من أحد بل هي حصيلة عشرات السنوات من التضحية والفداء . 
الفلسطيني وبعد أن جرب اللجوء والحرمان السياسي والاجتماعي لم يعد يفكر في أي حلول تطرح هنا أو هناك ولا إعارة أي انتباه لما تبثه دولة الاحتلال من حلول سياسية لإنهاء الصراع بين الطرفين وهذه الحلول أصبحت تطرح ويناقش بها البعض على العلن ويقررون عن القيادة السياسية كيفية الحل وإنهاء الصراع . 
كل ما يطرحه هؤلاء وسيطرحه الذين يأتون من بعدهم ،ما هو إلا نوع من الفنتازيا السياسية والتي يحاول بها هؤلاء أن يجدوا لهم مكاناً في الساحة الفلسطينية وهم يتصورون أنفسهم محللون أو خبراء سياسة ،ليزيدوا الساحة الفلسطينية إرباك زيادة عن حالة الإرباك التي تخلقها إسرائيل على مدار الساعة. 
الوضع صعب ومعقد وقابل لكل الاحتمالات نقول نعم ،طيب ما هذا حالنا منذ أكثر من مئة عام ،ولولا الصبر والنفس الطويل والإيمان بالحق والنصر لزالت القضية الفلسطينية عن الوجود وأصبحت نسيا منسيا . 
الذي لا يعرف ولا يريد أن يعرف ما هو الشعب الفلسطيني وقيادة ،هذا شأنه لكن الشعب الفلسطيني لا يهزه أو يزعزع قناعته في لحظة ما ،لأنه أختار منذ 1988 طريقة وحدد هدفه وهو إقامة دولته الفلسطينية على حدود 4/6 /1967.ودون ذلك لن يرضى عنه بديلاً لو أطبقت الأرض على من عليها . 
عندما تشتد الأمور ويعلوا الضباب وتبلغ القلوب الحناجر ،سيقف الشعب الفلسطيني وقيادته ويثبتوا للعالم أنهم شعب الجبارين وعلى استعداد أن يضحوا بالغالي والنفيس من أجل حريتهم وعزتهم وكرامتهم ،هذا لان الشعب الفلسطيني يعرف ويدرك جيدا أن الدرب طويل وشاق ،لكنه قرر أن يسلكه و يعرف أنه ليس مفرشاً بالورود بل معمد بالدم والصبر والتحدي . 
يأتي هذا الحديث على ضوء حالة التحدي التي تبديها القيادة الفلسطينية بعد أن توضحت لها الصورة جلية بعد أحداث الأقصى والتي كانت تعرفها جيداً ولا تصرح بها ،والآن جاء الوقت وانقشعت الغيوم وتوضح للقاصي والداني حال المواقف وحال الموقف الفلسطيني . 
لذلك على من لديه أجندات خارجية أو داخلية أن يرتاح ويريح نفسه وأن لا يرهق نفسه ويرهقنا بفزلكات وهرطقات سياسية ،لأن الهدف والطريق واضح واختارته القيادة والشعب .