نظَّم المكتب الطلابي لحركة "فتح" في مخيّم نهر البارد احتفالاً جماهيريًّا حاشدًا للطلّاب المتفوِّقين من المرحلتَين المتوسّطة والثانوية في الامتحانات النّصفية، الجمعة 10-3-2017، وذلك في صالة السيّد في المخيَّم.

وقد شاركَ في الاحتفال أمين سرّ حركة "فتح" في مخيَّم نهر البارد أبو سليم غنيم وأعضاء شعبة نهر البارد، والأستاذ عبدالمنعم أبو حيط ممثِّلاً إدارة التعليم في الشمال، وعددٌ من الموجِّهين ومدراء المدارس والمدراء المساعدين والمعلّمين والمعلّمات في مدارس مخيّم نهر البارد، إلى جانب ممثِّلين عن  الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية في المخيم، ولفيف من أصحاب السماحة والفضيلة، ومشاركة لافتة لأطباء ومهندسين وفاعليات من المجتمع المحلي، إضافة إلى أهالي الطّلاب.

واستُهلَّ الاحتفال بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم قدّمها الطالب في مدرسة جبل طابور نزار محمد، ثُمَّ رحّب أمين سرّ المكتب الطّلابي الحركي في نهر البارد محمود حسين بالحضور الكريم، وتحدَّث عن أهميّة هذا اليوم التربوي المميَّز في حياة الطالب الناجح، وبعدها استمع الحاضرون إلى النشيد الوطني الفلسطيني "فدائي"، ونشيد "موطني" الذي قدَّمه الطالبان في مدرسة جبل طابور بشار وهبة ومصطفى الدلو.

ثُمَّ ألقى موجِّه اللغة العربية في منطقة الشمال الأستاذ عبدالمنعم أبو حيط كلمة دائرة التربية والتعليم في الأونروا، جاء فيها:

"بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على النبي الأمي سيّد السادات، وعلى آله وصحبه، والسلام على مَن حضر هذا الحفل من المتفوّقين والمتفوّقات، واللّجان الشعبية والأهلية والتنظيمات، وعلى أصحاب الفضل في هذا التفوُّق من معلِّمين ومعلِّمات، وكلِّ مَن في مدارسنا من أَذَنةٍ وكَتَبةٍ وإدارات، وكلِّ مَن سهروا ودعموا وقدَّموا لأبنائهم من آباء وأمهات، في حضرة مَن يرعى شؤون هذا الشعب في مخيّمات الشتات. فتَحيّة لكلِّ مدرسة رعت وعلَّمت وربَّت البنين والبنات، وإلى المكتب الحركي الرائد في تقديم المكرمات، فكيف لا ونحن وهم تلاميذ الرمز القائد الشهيد ياسر عرفات.

أيُّها المتفوّقون والمتفوّقات، من بتير إلى عمقا مرورًا بطوباس، ومن المنارة إلى الجبل، ومن غزة العزة إلى طابور، وصولاً إلى عمقا لصقل العقول وتخريج طلاب لا يسعنا إلا أن نقول لهم أنتم من ترفعون رؤوسنا أمام الشعوب الأخرى، أنتم سفراؤنا في لبنان وخارجه، أنتم مَن يمثِّل قضية فلسطين في جميع أنحاء العالم، فكونوا على قدر المسؤولية، فأنتم أصحاب قضية، وتستحقون التكريم أيها السادة والسادات.

أيُّها الأهل الكرام لا تملوا وأبقوا على نهجكم في دعم أبنائكم، فأنتم من أوصلتموهم إلى التفوُّق، ولكم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى.

أيها المعلِّم والمدير، نحن نعرف أنَّك تؤمن أنَّ العلاقة بين الناس عمومًا، والطلاب خصوصًا، تستمر بالتغاضي، وتزداد انسجاماً بالتآخي، وتؤمن أيضاً أنَّ هذه العلاقة تمرض بالتدقيق، وتموت وتنتهي بالتحقيق، أنت والله كعود البخور الذي زاده الإحراق طيباً.

أخير أتمنّى لطلابنا مزيداً من التقدُّم، ولكم التباريك الكثيرة من دائرة التربية والتعليم، من بيروت والشمال، ومن المكتب الرئيس في لبنان".

ثُمَّ ألقى أمين سر المكتب الطلابي الحركي في منطقة الشمال الأستاذ محمد أبو عادل  كلمة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، جاء فيها:

"أيُّها الحضور الكريم،

نرحِّب بكم أجمل ترحيب في احتفال تكريم الطلاب المتفوِّقين في مدارس الأونروا، ونُحَيي طلابنا الذين هم سفراؤنا ومفخرتنا، بُناة الوطن بإذن الله.

نلتقي اليوم في حضرة مناسبات متعدِّدة كيوم المعلّم، ويوم المرأة العالمي، فتَحيّةً إلى كلِّ طبقات المجتمع الفلسطيني المقاوم.

نجتمعُ في مخيَّم نهر البارد الـمُثقَل بالقضايا العالقة، وما زالت المعاناة كبيرة، فأين الاستكمال في الإعمار؟! وأين الطبابة والتعويضات؟! بفضل الله، ثُمَّ بفضل أهالي المخيّم والقيادة الفلسطينية، تحقَّقت بعض المطالب وآخرها تسلُّم ملعب الشهداء الخمسة الذي يجمع في ثناياه شباب المخيَّم، والوعد الصادق بتحويل المستوصف إلى مستشفى لأهالي مخيَّم نهر البارد.

أيُّها الحضور الكريم،

إسرائيل تحاربنا في كلِّ الاتجاهات وتستخدم كلَّ الوسائل، بالمقابل القيادة الفلسطينية الثابتة على نهج الشهداء تحاصر إسرائيل في كلِّ المحافل الدولية وتُحقِّق الانتصارات والإنجازات، ومنها الاعتراف الدولي الكامل بدولة فلسطين.. إنَّ فلسطين متعدِّدة الأوجه ومتعدِّدة العناوين، منها ثقافية وتربوية وسياسية ودبلوماسية، وغيرها".

وأضاف: "إنَّ قضيَّتنا تتعرَّض اليوم لهجمة إسرائيلية منظَّمة، يقابلها تشويش داخلي يُعزِّز الانقسام، ويحاول ضربَ التمثيل الشرعي لشعبنا، والمتمثِّل بمنظّمة التحرير الفلسطينية، من خلال مؤتمرات إقليمية أو مساعدات مالية، تخدم مشروعاً سياسيًا نقيضاً للوطنية الفلسطينية.

إنَّ استهداف المخيَّم الفلسطيني هو استهدافٌ لحق العودة، فلنحافظ على مخيَّماتنا ولنعِش بأمن وأمان في ظل احترام القوانين والأنظمة داخل البلد المضيف".

وختم كلمته بتوجيه الشكر لجميع مَن حضر ولبّى هذه الدعوة، وجدَّد تقديمه التهاني والتباريك للطلبة المتفوقين.

كما ألقت رئيسة برلمان الطلبة في الشمال الطالبة فاطمة سليمان كلمةً وجَّهت من خلالها التّحية لأهالي الطلبة الذين سهروا وتعبوا من أجل أن يُحقِّق أبناؤهم هذا التفوُّق، وتوجَّهت بالشكر والتقدير لإدارة ومعلِّمي المدارس الذين يقدِّمون جهودهم وعطاءاتهم بتفانٍ، موجِّهةً الشكر كذلك للمكتب الطلابي الحركي على ما يقدِّمه من دعم للطلبة في شتى المجالات، وختمت بتوجيه التهاني والتباريك للطلبة المتفوقين.

وعلى هامش الحفل، كُرِّم عددٌ من المعلِّمين المتقاعدين، وعددٌ من الفعاليات الداعمة للمكتب الطّلابي الحركيّ.

وفِي نهاية الحفل كُرِّم الطلاب المتفوِّقون من خلال توزيع شهادات التقدير عليهم.