يعود مرة اخرى (نتنياهو) لتشويه الحقائق ويحرض على القيادة الفلسطينية، عندما يتحدث عن جذر الصراع، قائلا "الصراع قائم منذ سنوات قبل احتلال "يهودا والسامرة" وغزة (اي اراضي دولة فلسطين المحتلة عام 1967) حتى عندما كانت تحت سيطرة العرب هاجمونا مرة تلو الاخرى". الم تتحدث عن التغيير الذي حصل في الدول العربية؟ ألم تقل بفمك ان العرب طرحوا مبادرة السلام العربية، ماذا تقول تلك المبادرة؟ وما هي الحدود التي طالبت بها؟ كيف تقبل بالتغيرات حينا، وتتنكر لها عندما يأت الحديث عن السلام ؟ اليس في هذا تناقض فاضح؟ اولم يغير الفلسطينيون برنامجهم وخطابهم السياسي، واعلنوا مليون مرة وآخرها في الكلمة، التي القاها الرئيس محمود عباس قبلك ومن على ذات المنبر، عندما اكد الرغبة بالسلام واقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، وضمان التعايش بين دول المنطقة عموما بما في ذلك إسرائيل نفسها؟ وتابع افتراءاته على الحقائق حينما قال "المستوطنات الحقيقية، التي يسعون لاستحواذها، هي يافا وحيفا وتل ابيب. يرفضون وجود دولة "يهودية" بأية حدود كانت. "وتابع اكاذيبه حول ذات الموضوع، "عندما قال دعم مجلس الامن قيام دولة إسرائيل عام 1947، اعترف ب"حقوقنا في موطننا" ( فلسطين لم تكن يوما وطنا للاسرائيليين، والنبي ابراهيم، هو نبي جميع الاديان، وليس نبي اليهود فقط).. ويعمق لي عنق الحقيقة بالقول "لا يزال الفلسطينيون يرفضون الاعتراف بهذه الحقوق. (هل سمحت القيادة الصهيونية السماح للدولة الفلسطينية العربية بالوجود؟ ولماذا لم تسمحوا حتى الان بكشف وثائق التطهير العرقي وطرد الفلسطينيين من اراضيهم وبيوتهم ومدنهم وقراهم عام النكبة في 1948، التي تعري وجه دولتكم الاستعمارية الاقتلاعية الاجلائية والاحلالية؟) وهذه هي اسس استمرار الصراع، مواصلة رفض الفلسطينيين وجود إسرائيل في اي حدود كانت. الصراع ليس المستوطنات." وطالما لم تعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية، وتواصل الاستيطان الاستعماري في الاراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، عاصمة فلسطين، لن يكون هناك سلام. ولن تتمكن إسرائيل من العيش بسلام. السلام له استحقاقات عليك الالتزام وحكومتك بها، وان رفضتم ذلك، سيبقى الصراع قائما مهما كلف ذلك من ثمن.

ثم يدعو الرئيس ابو مازن لالقاء كلمة امام الكنيست الاسرائيلي لمخاطبة الاسرائيليين، وكأن هناك مشكلة في مخاطبة الاسرائيليين. الرئيس عباس يلتقي كل إسرائيلي يريد ان يسمع خطاب السلام. ولا يوجد عنده مشكلة في مخاطبة الاسرائيليين. لكن المشكلة تكمن في الائتلاف اليميني المتطرف، الذي يقوده نتنياهو، كونه يرفض من حيث المبدأ الالتزام بخيار السلام. إذا كانت بؤرة استعمارية تدعى عمونة ملاصقة لمستعمرة بيت إيل المقامة على اراضي محافظة رام الله والبيرة، ترفض الحكومة الاسرائيلية ازالتها، ويخشى نتنياهو من فرط ائتلافه الحاكم في حال تم نقلها لموقع آخر على اراضي المحافظة ذاتها، رغم صدور قرار من المحكمة العليا الاسرائيلية بذلك من سنوات عدة، فكيف يمكن الحديث عن الرغبة بالسلام؟ وهل لدى إسرائيل الرغبة الحقيقية بالسلام والتعايش ام القفز على حبال التسويف والمماطلة ومواصلة الاستيطان الاستعماري؟ الرئيس ابو مازن مستعد ان يذهب غدا للكنيست الاسرائيلي ولاي مكان في حال ابدت القيادة الاسرائيلية الاستعداد للالتزام باستحقاقات عملية التسوية السياسية والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم وفق القرار الدولي 194 ومبادرة السلام العربية. فهل تقبل حكومة نتنياهو ذلك؟

هناك اكاذيب اخرى عديدة، منها العلاقة مع الجماعات التكفيرية، والادعاء انه يحاربها، ومن يعود إلى ما كتبه هليفي، رئيس الاستخبارات الاسرائيلية، وعناب، رئيس مركز بيغن / السادات، فإنه يعلم ان إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة، تدعمان تلك المجموعات، لان وجودها مصلحة استراتيجية لتنفيذ مخططاتها في العالم العربي. وهناك الاف الشواهد، ان كان عبر الدعم اللوجستي او عبر العلاج لجرحاهم في المستشفيات الاسرائيلية او التنسيق المشترك معها او عدم قصف مواقعها، لا بل مساندتها في مواجهة الجيش السوري، وعدم التعرض لقوافلها في العراق، ودعمها في ليبيا ومصر وتونس.. إلخ  

اما عن إسرائيل وتطورها فلهذا مجال آخر يمكن الحديث عنه في وقت آخر. دون إنكار ذلك، ولكن لهذا اسبابه ومرتكزاته وتداخلاته مع الغرب الرأسمالي عموما والاميركي خصوصا. غير ان هذا التطور، لا يعني بحال من الاحوال ميزة ايجابية لصالح إسرائيل الفاشية. فالمانيا النازية (مع الفارق بين المانيا واسرائيل) كانت متطورة جدا. إلآ ان نازيتها وعنصريتها وتعاليها على الشعوب، وضع حدا لها ودمرها. وإسرائيل الفاشية لن تكون افضل حالا من المانيا الهتلرية وايطاليا الموسولينية.